قلق دولي بالغ من توسيع العمليات العسكرية الاسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة

قلق دولي بالغ من توسيع العمليات العسكرية الاسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة

قلق دولي بالغ من توسيع العمليات العسكرية الاسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة

أعربت بريطانيا وايرلندا ولبنان وسلطة عمان ومنظمة "آكشن ايد"، اليوم، عن قلقها البالغ من إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن توسيع العمليات العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتهديد حياة أكثر من نصف سكان قطاع غزة، غالبيتهم نازحون، ودعوا الى العمل من أجل وقف اطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

قلق بريطاني

وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، عن "قلقه العميق" بشأن عزم إسرائيل شن هجوم عسكري على رفح، جنوب قطاع غزة.

وقال كاميرون على حسابه عبر منصة (إكس) "نشعر بالقلق العميق إزاء احتمال شن هجوم عسكري على رفح، حيث يلجأ أكثر من نصف سكان غزة إلى المنطقة"، مشيرا إلى أن الأولوية إدخال المساعدات، ووقف دائم ومستدام لإطلاق النار.

ايرلندا: توسيع العمليات تهديد خطرير لـ 1.5 مليون فلسطيني

قال نائب رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن، إن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن توسيع العمليات العسكرية في رفح، والأوامر بإجلاء السكان المدنيين يشكل تهديدا خطيرا لما يقدر بنحو 1.5 مليون فلسطيني يلجؤون إلى المنطقة، ولابد من إدانته.

وأضاف مارت في بيان، "لقد شددت مرارا وتكرارا على أن القانون الإنساني الدولي يفرض التزاما واضحا على جميع الأطراف، في جميع الصراعات، بضمان حماية المدنيين".

وشد نائب رئيس الوزراء الإيرلندي على أن أي عملية عسكرية في رفح، التي أصبحت الآن فعليا أحد أكبر مخيمات اللاجئين وأكثرها اكتظاظا في العالم، ستنطوي على انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي.

وأضاف أن الأمر بإجلاء 1.5 مليون شخص، ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه، يهدد بالنزوح القسري الجماعي، مؤكدا أنه لا يمكن أن يُسمح لهذا أن يحدث، ويجب على جميع الدول، بما في ذلك جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أن تطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

وأشار مارتن إلى أن عدم وصول المساعدات الإنسانية على مدى الأشهر الأربعة الماضية يعني أن الأمم المتحدة تقدر أن 90% من السكان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع خطر جدي لتطور المجاعة، وهذا أمر غير معقول.

وأضاف أن تجميد أو سحب التمويل للأونروا يزيد من تفاقم هذه المخاطر، ويجب على الدول التي فعلت ذلك أن تلغي هذا القرار بشكل عاجل وتستأنف التمويل.

الخارجية اللبنانية تدين مخططات الاحتلال العدوانية

كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، المخططات الإسرائيلية العدوانية باقتحام مدينة رفح، استكمالا للحرب المستمرة على قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين بصورة قسرية.

ودعت الخارجية اللبنانية في بيان صدر عنها، اليوم الأحد، مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياته من خلال إتخاذ قرار بوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الانسانية للفلسطينيين، وصولا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يتوافق مع مبادئ القانون الدولي.

"سلطنة عُمان" تحذر من استهداف رفح

حذرت سلطنة عُمان من التداعيات الخطيرة لمخطط قوات الاحتلال الإسرائيلي لاقتحام واستهداف مدينة رفح التي تؤوي مئات آلاف النازحين من شمال القطاع.

وطالبت في بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية، اليوم الأحد، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عملية ملموسة تُجسّد البيانات والتصريحات والمواقف السياسية الصادرة عنه لثني إسرائيل عن غطرستها ودفعها لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر لإدخال الاحتياجات الإنسانية لكافة أنحاء قطاع غزة.

كما دعت إلى تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الآثار الكارثيّة المترتبة على استهدافها للمدنيين والممتلكات والمنشآت في قطاع غزة.

وأشارت إلى أن العدوان على قطاع غزة تحدٍ سافر للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، محذرة من التداعيات المتفاقمة والخطيرة لاستمرار هذا العدوان.

منظمة أكشن إيد تحذر من العواقب الوخيمة لتكثيف الهجمات في رفح

وحذرت منظمة أكشن إيد الدولية، من أن أي تكثيف للهجمات على محافظة رفح سيكون له عواقب وخيمة تماما، وسط مخاوف من غزو بري لرفح التي تضم الآن أكثر من نصف سكان قطاع غزة.

وقالت "إكشن إيد" في بيان صدر عنها، اليوم الأحد، إنه رغم وجود تقارير بأن الغارات الجوية تزايدت بالفعل في منطقة رفح التي تقع في أقصى جنوب القطاع المحاصر، إلا أن أي هجمات ستوقع بلا شك عدد كبير من الضحايا، حيث تستضيف المنطقة الآن لأكثر من 1.4 مليون شخص، أي أكثر من خمسة أضعاف عدد سكانها المعتاد، وتجعل توزيع المساعدات أكثر صعوبة.

وأضافت أنه لم يعد هناك مكان يمكن للناس في غزة اللجوء أو الهروب اليه، حيث تم إجبار أكثر من 85% من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على مغادرة منازلهم خلال الأشهر الأربعة الماضية، كما نزح العديد منهم عدة مرات. وقد أدى التدفق الهائل للأشخاص الذين يصلون إلى رفح إلى فرض ضغوط هائلة على البنية التحتية والموارد، إلا أن الناس ما زالوا يتوافدون بالآلاف.

وأشارت إلى أن الإكتظاظ شديد، حيث تملأ الخيام كل المساحات المتاحة، بعضها يتسع لما يصل إلى 12 شخصا، تكتظ الملاجئ غير الصحية بالآلاف من الأشخاص بشكل متزايد، حيث يتشارك مئات الأشخاص في مرحاض واحد.

وأوضحت أن كل شخص في غزة يعاني الآن من الجوع، ولا يحصل الناس إلا على 1.5 إلى 2 لتر من المياه غير الصالحة للشرب يوميا لتلبية جميع احتياجاتهم، يكون الناس أكثر عرضة للأمراض والالتهابات التي تنتشر بسرعة بين السكان في ظل عدم وجود ما يكفي من الطعام والملابس الدافئة الضرورية للوقاية من الطقس البارد والمطر.

وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد فلسطين رهام الجعفري: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بوجود غزو بري محتمل في رفح وزيادة الغارات الجوية على المنطقة، وأي تكثيف للأعمال العسكرية في رفح، سيكون لها آثارا كارثية".

وتساءلت الجعفري إلى أين من المفترض أن يذهب سكان غزة المنهكون والجائعون؟ قائلة: "أصبح الناس الآن يائسين للغاية لدرجة أنهم يأكلون العشب في محاولة أخيرة لدرء الجوع، وفي الوقت نفسه، تتفشى العدوى والأمراض وسط مثل هذه الظروف المكتظة".

وشددت على أن الشيء الوحيد الذي سيوقف هذا الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة هو وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والسماح بدخول ما يكفي من المساعدات المنقذة للحياة إلى المنطقة.


Share: