مؤسسات الاسرى: "كورونا" اداة قمع وتنكيل استخدمها الاحتلال ضد الاسرى

مؤسسات الاسرى: "كورونا" اداة قمع وتنكيل استخدمها الاحتلال ضد الاسرى

رام الله- خبر24- رصدت المؤسسات ذات العلاقة بشؤون الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال العديد من الجرائم والاعتداءات المرتبطة بانتشار فيروس كورونا داخل سجون الاحتلال منذ بدء انتشاره، وتناولت جملة من الحقائق التي تؤكد استخدم الاحتلال (كورونا)، كأداة قمع وتنكيل بحق المعتقلين والأسرى، دون أدنى اعتبار لجملة المخاوف المحيطة بحياتهم، وما تُشكّله بنية سجون الاحتلال من بيئة محفزة على انتشار الأمراض، خاصة مع انعدام الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع تفشي الوباء.

وعرض نادي الاسير الفلسطيني الانتهاكات منذ شهر آذار/ مارس 2020م، ومع إعلان حالة الطوارئ،حيث أعلنت إدارة مصلحة السجون، جملة من الإجراءات، وفرضت قيودا على عدة مستويات، فيما يتعلق بعمل المحامين المدافعين عن الأسرى في المحاكم العسكرية والمدنية التابعة للاحتلال، إضافة إلى وقف زيارات عائلات الأسرى والمحامين، الأمر الذي وضع الأسرى فعلياً في عزل مضاعف، وفاقم من صعوبة الظروف الاعتقالية وحدتها، كما أقدمت على سحب أصناف عديدة من "الكانتينا"، وشملت أنواع من منظفات تعد من الضروريات في هذه المرحلة.

اعتقلت قوات الاحتلال منذ بداية انتشار الوباء وحتى نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أكثر من (4000) مواطن/ ة، منهم الأطفال، والنساء، وكبار السّن، والجرحى.

وزادت عمليات الاعتقال الممنهجة من احتمالية مخاطر انتشار الوباء بين المواطنين الفلسطينيين، وبين صفوف المعتقلين، عبر مداهمة المنازل دون اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة للوقاية من الفيروس، من حيث ارتداء الكمامات والقفازات بالحد الأدنى، لمنع نقل الفيروس للأهل أو للمعتقل، خاصةً وأن قوات الاحتلال سجلت نسبة إصابات عالية في صفوف جنودها، عدا عن أنهم يدخلون منازل المواطنين بأعداد كبيرة، إذ سُجلت شهادات من مواطنين، بقيام جنود الاحتلال بالبصق على الأسطح والأماكن العامة أثناء عملية اقتحامهم للمنازل.

وقال نادي الاسير ان الوباء تحول لذريعة مركزية في تعميق الانتهاكات لحقوق الأسرى والمعتقلين، كجزء من تفسير عملية تحويل الوباء لأداة قمع وتنكيل، عبر عرقلة زيارات عائلاتهم ومحاميهم، التي توقفت لفترة مؤقتة مع بداية انتشار الوباء، ثم جرى استئنافها ضمن قيود محددة، وفعليًا تحوّلت هذه القيود إلى معاناة إضافية لعائلات الأسرى.

واحتكرت إدارة سجون الاحتلال الرواية الخاصة في الوباء، الأمر الذي فاقم من المخاطر المحدقّة بحياتهم، خاصّة المرضى منهم، وكبار السّن، حيث أُصيب عدد من الأسرى المرضى بـ(كورونا) تحديدًا في سجن "ريمون".

وفي مراكز التحقيق والتوقيف، تعرض المعتقلون لانتهاكات جسيمة، حيث جرى احتجاز العشرات منهم في زنازين لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، وعزلت المعتقلين في بعض مراكز التوقيف والتحقيق لفترات تزيد على 20 يومًا في ظروف مأساوية، وغير إنسانية تحت مسمى "الحجر الصحي".

كما واصلت أجهزة الاحتلال تعذيب المعتقلين داخل أقبية التحقيق، بأساليبها النفسية والجسدية، واستخدمت الوباء في بعض الحالات للضغط على المعتقلين وإرهابهم، عدا عن الظروف المأساوية في مراكز الاعتقال والاحتجاز، فقد عمدت على احتجاز الموقوفين من المعتقلين الجدد في الساعات الأولى على اعتقالهم داخل "كونتينر" ضيق وإبقائهم فيه لساعات، إلى جانب ذلك يتم توقيف المعتقلين، في زنازين لا تدخلها أشعة الشمس أو الهواء، عالية الرطوبة والحرارة، أرضيتها قذرة، وفي داخلها حمام مكشوف، لتُشكل بذلك بيئة خصبة لانتشار الأوبئة، عدا عن انعدام مواد التعقيم والتنظيف، وحرمان المعتقلين من الاستحمام أو تبديل ملابسهم لفترة طويلة.

وقال نادي الاسير ان مؤسسات الأسرى تواجه تحديات كبيرة في متابعة أوضاع المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال، خاصّة مع استمرار إدارة السجون في احتكار الرواية وعدم السماح بوجود لجنة طبية تشرف على الأوضاع الصحية لهم، عدا عن الإجراءات التي فرضتها سلطات الاحتلال، مستخدمة الوباء كذريعة لوضع المزيد من العراقيل حيّال متابعة أوضاع الأسرى.

 


Share: