موسيقار الملاعب الفلسطينية ... سامح مراعبة

موسيقار الملاعب الفلسطينية ... سامح مراعبة

رام الله-خبر 24

كتبت : رغد أبوصفيه

يركض بلهفة نحوها دون إكتراث للخصم الذي يحتويها.. يدخل مساحات ضيقة يحارب بها ولأجلها.. يخطفها بحب ودهاء..  يراوغ وينفرد في كل المساحات ثم يعود بكرته نحو الهدف يسدد ويسجل.. إستهوته منذ الصغر حتى باتت جزءا لا يتجزء منه.. تعمق في عالمها ليصبح نجما لامعا في صفوف أندية كرة القدم الفلسطينية والمنتخب الوطني(الفدائي)..

سامح مراعبة، إبن قرية رأس طيرة التابعة لمحافظة قلقيلية ، ولد في التاسع عشر من مارس لعام 1992،  بدأت مسيرته منذ الصغر حيث إلتحق بفريق إسلامي قلقيلية للصغار،   كبر وترعرع في الفريق حتى صعد فريقه لدوري الدرجة الأولى للمحترفين، ولعب موسمين مع الفريق وحصد المركز الثاني في نهائي كأس فلسطين،  تميز سامح باللياقة البدنية العالية والسرعة في الأداء مما عزز من تألقه في الملعب إضافة إلى الصلابة الذهنية وقدرته العالية في التكيف مع ظروف المباراة،  و التناغم مع اللاعبين و مدرب الفريق.

ويقول مراعبة: (كنت دائما المنقذ من الهبوط للفريق الذي أنتقل إليه،  كما وأنني لعبت في سن ال16 عاما في دوري المحترفين).

أصبح أسم مراعبة يتردد بكثرة في عالم كرة القدم، حيث بات يصنف كورقة رابحة للفرق التي ينضم إليها، وعام 2014 رحل عن صفوف الإسلامي إلى شباب يطا وبعد ذلك إلى نادي الخضر.

لمع نجم هذا الشاب من جديد في صفوف المنتخب الفلسطيني للناشئين ،  وخلال فترة قصيرة إستطاع أن يتصدر إسم سامح مراعبة في التشكيلة الأساسية للمنتخب الفدائي كمهاجم صريح في المنتخب الأول في العام 2014 ، لم يستمر الأمر طويلا لتنقلب سيمفونية موسيقار الملاعب لتعزف لحن مأساة لم يكن في الحسبان،  يسرد سامح لموقع خبر 24 : ( خرجت في معسكر تدريبي لأول مرة مع المنتخب في دولة قطر الشقيق وعند عودتي تم إحتجازي لمدة خمس ساعات على معبر الكرامة من قبل قوات الإحتلال، ثم صدر قرار بإعتقالي دون وجود تهمة واضحة دامت مدته ثمن شهور).

لم تقف الفيفا الفلسطينية مكتوفة الأيدي بل إجتهدت لتخليص نجم المنتخب من ظلم وإضطهاد الإحتلال وتقييده لحركة اللاعبين،  حيث تم رفع قضية للفيفا العالمية بشأن إعتقال وشل حركة اللاعبين، ويوضح مراعبة : ( الفترة التي قضيتها في سجون الإحتلال أعاقت من مسيرتي الإحترافية و أحبطت عدة عروض قُدمت لي من أندية عربية في دول متعددة) ،  قُضيت مدة إعتقال المايسترو في العام 2015 ليواصل مسيرته مع المنتخب، عاد من جديد للمشاركة مع منتخب بلاده في نهائي كأس أسيا في إستراليا،  ومن جديد يُعاد سيناريو الإحتلال ويُحتجز على الجسر ومن ثم إرجاعه ومنعه من السفر بالرغم من وجود قانون للفيفا يتعلق بحرية سفر وتنقل اللاعبين .

بعد إضاعة العديد من فرص الإنتقال إلى الدوريات العالمية بسبب الإعتقال لم يتخلى عن فكرة الإحتراف حيث إنتقل إلى ثقافي طولكرم في الموسم 2016-2017 ، ثم قضى نصف الموسم 2017-2018 مابين صفوف أهلي الخليل وشباب الخليل، رغم محاولات الإحتلال وعرقلته لمسيرة مراعبة الإحترافية وقضاءه لعام كامل ما بين الإعتقال ومنعه من السفر إستطاع أخيرا إرتداء قميص بلاده من جديد ليلعب مباراته الدولية الأولى ضد ماليزيا في تونس.

قدمت اللجنة المنظمة لبطولة الكأس الذهبية، جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية للنجم سامح مراعبة بعد الجهد الكبير الذي بذله وتوجه بتسجيل الهدف الثاني لفلسطين، بعد أن أستطاع برفقة زملاءه حصد لقب الكاس الذهبية، التي تستضيفها بنجلاديش، بعد الفوز، على منتخب بورندي بنتيجة 3-1.

يختتم الموسيقار قائلا: ( إلى جانب شغفي نحو كرة القدم إلا أنني إستطعت الحصول على شهادة بكالوريوس،  وإجتياز درجة الماجستير في التربية الرياضية والحصول على شهادة ال"سي" لتدريب كرة القدم ، كما وأنشأت أكاديمية لتعليم كرة القدم في مدينة قلقيلية).

ولا زال يواصل مسيرته الرياضية بتألق وإبداع في صفوف نادي الأمعري الذي يقطن في المركز الرابع برصيد عشرين نقطة، حيث سجل ثلاثة أهداف خلال الإحدى عشرة جولة الماضية من مرحلة الذهاب لدوري المحترفين الفلسطيني ، كما ويحمل شارة كابتن المنتخب الوطني، إلى جانب بناء أفاق جديدة في عالم الكرة الفلسطينية من خلال تدعيم الأطفال كرويا، وتدريبهم في أكاديميته الخاصة لتعليم كرة القدم.


Share: