تنامي ظاهرة تعدد الأديان في البيت الواحد..هاريس وفانس نموذجا

في سياق الأحداث السياسية الأخيرة في الولايات المتحدة، عرض كل من دوج إمهوف، زوج المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وجي دي فانس، المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، وزوجته أوشا تشيلوكوري، أمثلة بارزة للزواج بين الأديان في أميركا المعاصرة.
خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي الأخير، استعرض إمهوف وهاريس كيف يدعمان بعضهما البعض على الرغم من اختلاف ديانتيهما.
إمهوف، الذي ينتمي إلى الديانة اليهودية، وهاريس، المسيحية، يشاركان في الاحتفالات الدينية الخاصة بكل منهما، مثل حضور هاريس للأعياد اليهودية ومشاركة إمهوف في عيد الفصح. كما يحتفلان بتقاليد الطهي الخاصة بكل منهما، مثل تناول الفلفل المحشي خلال المناسبات الدينية.
وفي المؤتمر الوطني الجمهوري، تحدث فانس عن زواجه من تشيلوكوري، التي نشأت في خضم المعتقدات الهندوسية، في حين أن فانس نشأ في بيئة مسيحية غير صارمة وتم تعميده كاثوليكيا في وقت لاحق. فانس أشار إلى كيف ألهمه زواجه لإعادة التواصل مع إيمانه، معترفا بتأثير رؤية زوجته على نظرته للدين.
تاريخيا، كانت الشخصيات السياسية الأميركية تلتزم بالمسيحية، وخاصة الطائفة البروتستانتية.
لكن التقرير الصادر عن الإذاعة الأميركية العامة "إن بي آر" يشير إلى أن المشهد السياسي الأميركي يشهد تحولا في هذا المجال.
وفقًا للتقرير، أصبحت الزيجات بين أشخاص يعتنقون ديانات مختلفة أكثر شيوعا في الولايات المتحدة، حيث يوجد الآن حوالي 20 في المئة من الأميركيين المتزوجين من شركاء يختلفون في دينهم، مقارنةً بنسب أقل في الماضي.
وتعكس هذه التغيرات تحولات ديموغرافية أوسع وتناقصا في التزام الأميركيين بالدين.
وجود الأزواج من خلفيات دينية متنوعة في المناصب البارزة يعكس قبولاً أوسع للتنوع الديني.
على سبيل المثال، احتفلت هاريس وإمهوف بعدة مناسبات دينية علنا، مما يعزز التزامهما باحترام وتقدير تقاليد بعضهما البعض، وهو ما يعكس تمثيل التنوع الديني في السياسة الأميركية.
في سياق متصل، تشير الدراسات من مركز بيو للأبحاث إلى أن الأفراد عندما يُسألون عن أهم العوامل لنجاح الزواج، يرى 44 في المئة أن المعتقدات الدينية المشتركة هي "مهمة جدا".
وفقا لهذا المقياس، تعتبر المعتقدات الدينية المشتركة أكثر أهمية من التوجهات السياسية المتوافق عليها، ولكن أقل أهمية من الاهتمامات المشتركة والتوزيع العادل للأعمال المنزلية.
رغم ذلك، توجد مجموعات كبيرة تعطي الأولوية للدين في الزواج، حيث يرى معظم المتدينين أن الإيمان الديني المشترك هو أمر حاسم لنجاح الزواج. والنساء، بشكل خاص، أكثر ميلاً من الرجال للاعتقاد بأن الدين يلعب دورا بارزا في قرار الزواج.
يقول جاستون إسبينوزا، أستاذ الدراسات الدينية في كلية كليرمونت ماكينا، لموقع "إن بي آر" والذي يكتب عن الدين والرئاسة، إن السياسة الأميركية أصبحت أكثر انفتاحا على التنوع الديني ببطء.
ويشير إسبينوزا إلى ترشيح الحزب الجمهوري لميت رومني، الذي يتبع الطائفة المورمونية، في عام 2012، ثم اختيار نائب الرئيس آل غور للسيناتور جو ليبرمان، الذي كان يهوديا، كمرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي في عام 2000.
وقال إسبينوزا: "منذ ذلك الوقت، كان هناك، كما أعتقد، الكثير من الحركة في هذا الاتجاه نحو الاعتراف بالناس الطيبين، بصرف النظر عن خلفيتهم الدينية أو العرقية، للتجمع معًا لتعزيز الصالح العام للأمة".
المصدر: الحرة