خبراء: نتنياهو يخطط لتحويل جنوب لبنان إلى "قنيطرة جديدة" وجعل لبنان "ضفة غربية ثانية"

خبراء: نتنياهو يخطط لتحويل جنوب لبنان إلى "قنيطرة جديدة" وجعل لبنان "ضفة غربية ثانية"

شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً كبيراً بين لبنان والأراضي التي تحتلها إسرائيل، حيث تسعى إسرائيل لاحتلال مناطق تمتد على طول الحدود من الناقورة حتى مزارع شبعا، بعمق يراوح بين كيلومترين وأربعة كيلومترات. 

ورغم مرور أكثر من شهر على العملية البرية الإسرائيلية، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من احتلال قرية حدودية واحدة بفضل المقاومة اللبنانية التي لم تسمح للجيش الإسرائيلي بتثبيت نقاط تمركز داخل الأراضي اللبنانية، وفقاً لتحليلات سياسية وعسكرية.

الوضع الميداني

أفاد خبراء بأن إسرائيل تحاول التقليل من دور مقاتلي حزب الله عبر الزعم بأنها لا تستهدف احتلال المنطقة، إلا أن هذا الادعاء يتناقض مع الواقع الميداني، إذ سجل سقوط 1280 جندياً وضابطاً إسرائيلياً بين قتيل وجريح وتدمير نسبة كبيرة من المدرعات التي تم إدخالها في المعركة. 

ومع تصاعد حدة المواجهات، تروج إسرائيل لسردية وقائية تهدف إلى إضفاء طابع دفاعي على عملياتها، من خلال الادعاء بأنها تدمر البنى التحتية لحزب الله باستخدام كثافة نارية غير مسبوقة وشاملة لكافة المناطق اللبنانية.

التصعيد المتزايد

وأشار المحللون السياسيون إلى أن إسرائيل تستعد لمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، بناءً على سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتبنى مبدأ "ما لم تحققه بالقوة، يمكن تحقيقه بمزيد من القوة". 

ويتوقع أن يؤدي هذا التصعيد إلى تزايد أعداد الضحايا والتدمير، على أمل أن يثمر ضغطاً على الداخل اللبناني، مما يدفع بعض الأطراف إلى تقديم تنازلات تتماشى مع المصالح الإسرائيلية.

المسارات الاستراتيجية
تتبع إسرائيل في الوقت الراهن مسارين لتحقيق أهدافها:

    1.    المسار العسكري الميداني: تكثيف الضربات على المناطق اللبنانية الحدودية، مع التركيز على المناطق المدنية لإحداث ضغط على بيئة المقاومة وخلق أزمات أمنية وإنسانية في مناطق النازحين.
    2.    المسار الدبلوماسي والسياسي: تشارك الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وبعض الدول العربية، خاصة الإمارات، في حث قوى سياسية لبنانية على اتخاذ موقف معارض للمقاومة بهدف تحقيق ما تسميه “الاستسلام الوطني”. 

ورغم الدعم الكبير لهذا المسار، إلا أن العقبات التي يواجهها تفوق التوقعات، خصوصاً مع خيبة أمل السفارة الأمريكية من عدم استجابة الكتل السياسية اللبنانية لهذا التحرك.

الأهداف الإسرائيلية بعيدة المدى

تهدف إسرائيل من خلال عملياتها إلى فرض واقع جديد على الحدود اللبنانية، يشمل تحويل القرى الحدودية إلى مناطق عسكرية مغلقة ومنع عودة سكانها، وتحقيق سيطرة على الأجواء اللبنانية والموانئ والمطارات، مما يعزز الهيمنة الأمنية في المنطقة. 

كما تسعى إلى منع دخول الأسلحة عبر الحدود السورية، وذلك ضمن تحالفات جديدة تضم بعض الدول العربية لمحاولة تغيير موقف الحكومة السورية تجاه محور المقاومة.

الموقف السوري ودور الإمارات والأردن

تشير تقارير دبلوماسية إلى وجود مساعٍ تقودها الإمارات بالتعاون مع الأردن لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن تحالفه مع إيران وحزب الله. ويعمل هذا التحرك على محاولة إخراج الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من سوريا لضمان عدم نقل أي دعم مادي أو عسكري عبر الأراضي السورية إلى لبنان. 

وتعتبر إسرائيل هذا التغيير خطوة استراتيجية لفرض السيطرة الأمنية في المنطقة.

وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن التوصل إلى تفاهم أمريكي-إسرائيلي بشأن شروط وقف إطلاق النار قد يساعد في تهدئة الأوضاع، إلا أن نتنياهو الذي كان متحفظاً تجاه دخول لبنان في بادئ الأمر، يخشى الآن من صعوبة الخروج منه في ظل التكاليف البشرية والعسكرية المرتفعة التي تدفعها إسرائيل يومياً.

المصادر: صحيفة الأخبار اللبنانية، "يديعوت أحرونوت"، مواقع إعلامية عربية ودولية


Share: