في أول ظهور بعد إصابته بالبيجر.. السفير الإيراني في لبنان يكشف جديدًا التفجيرات
شهدت الساحة اللبنانية في سبتمبر الماضي سلسلة تفجيرات هزت مناطق عدة في البلاد، واستهدفت أجهزة "البيجر" التي يستخدمها حزب الله.
وأثارت هذه التفجيرات موجة من الجدل والتساؤلات حول ملابساتها والجهات المسؤولة عنها، لاسيما بعد تأكيدات مسؤولين إيرانيين بتورط إسرائيل في التخطيط لها.
الظهور الأول للسفير الإيراني بعد التفجيرات.. اتهامات ومواقف
وفي أول ظهور علني له بعد إصابته في هذه التفجيرات، ظهر السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، إلى جانب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وقد بدا السفير مصاباً في عينه مع وجود إصبع مبتور، ما أثار تساؤلات حول حجم الضرر الذي لحق بالمسؤولين في تلك الأحداث.
أكد السفير أماني في مقابلة تلفزيونية أن استخدام المتفجرات في أجهزة ذات استخدام مدني يُعد "جريمة حرب"، مشيراً إلى أن حزب الله كان قد استورد تلك الأجهزة للاستخدامات المدنية وليست العسكرية. وأضاف أن جميع أجهزة "البيجر" الخاصة بالحزب انفجرت باستثناء تلك التي لم تُفعل.
وأوضح السفير أن هذه الأجهزة لم تعد تُستخدم حالياً، حيث يتم تنبيه الناس إلى الغارات الجوية عبر إطلاق النار في الهواء، في إشارة إلى القصف الإسرائيلي المستمر على المناطق اللبنانية.
وقعت تفجيرات "البيجر" بشكل متزامن في 17 سبتمبر، ما أدى إلى إصابة نحو 4000 شخص بجراح متفاوتة الخطورة، وقتلت العشرات من بينهم عدد من عناصر حزب الله.
وكان هذا الاختراق الأمني من أكبر الضربات التي تعرض لها الحزب في تاريخه، إذ تبعتها موجة أخرى من التفجيرات في اليوم التالي، استهدفت أجهزة لاسلكية يستخدمها الحزب.
دور إسرائيل والاستخبارات
وجهت أصابع الاتهام بشكل كبير إلى إسرائيل، حيث أكدت مصادر مطلعة أن تلك التفجيرات كانت نتيجة خطة استخباراتية دقيقة أُعدت لها منذ سنوات.
وقد سبق أن أبلغت مصادر لبنانية أن الحزب لجأ لاستخدام أجهزة "البيجر" إلى جانب خطوط الهواتف الأرضية والرموز في الرسائل، محاولة منه للتهرب من تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية المتطورة، خاصة بعد سلسلة من محاولات الاغتيال التي استهدفت قادة بارزين فيه.
تداعيات الحدث على حزب الله
تسببت التفجيرات في ضربة موجعة لحزب الله، حيث فقد السيطرة على جانب كبير من نظام الاتصالات الخاص به، ما دفعه إلى إعادة تقييم استراتيجياته الأمنية والتواصلية.
وقد مثل هذا الاختراق تحدياً جديداً للحزب، الذي بات مطالباً بتطوير أساليبه الدفاعية في مواجهة التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة.