الحرب تحرم غزة من عام دراسي آخر

الحرب تحرم غزة من عام دراسي آخر

أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن العام الدراسي الجديد ينطلق غداً في الأراضي الفلسطينية، وسط إبادة متواصلة على الفلسطينيين في قطاع غزة وانتهاكات احتلالية متواصلة في الضفة في ظل إغلاق المناطق.
وأشارت التربية "أنه ومع اقتراب عام على بدء "العدوان" الأخير على غزة، لا تزال مشاهد القتل والتدمير ماثلة أمام أعيننا وأمام أكثر من 600 ألف طالب/ة حرموا من حقهم في مواصلة تعليمهم الحر والآمن، وقد جرت العادة أن نستهل بياننا السنوي الخاص بافتتاح العام الدراسي بأرقام ومعطيات تتضمن أعداد الطلبة، والمعلمين، والكوادر التعليمية والمدارس في الضفة وغزة، وتسلّط الضوء على التحضيرات والاستعدادات لافتتاح العام الدراسي في أرجاء الوطن ومدارسنا في الخارج، لكن وعلى غير العادة نجد أن هذا العام يختلف عن سابقاته؛ فعدوان الاحتلال على غزة تسبب باستهداف أكثر من 25000 طفل/ة ما بين شهيد وجريح؛ منهم ما يزيد عن 10000 من طلبة مدارسنا وسط تدمير 90 % من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307.

وأوضحت الوزارة أن هذا الحال في القطاع لا يختلف عن واقع حال التعليم في القدس، وهو الذي لا يزال تحت وطأة سياسات الأسرلة والتهويد، والأمر ذاته ينطبق على المناطق المسماة (ج)، وحتى على مراكز المدن والمخيمات التي باتت مسرحاً لعمليات تدميرية يشنها الاحتلال وما حصل في جنين وطولكرم ومخيماتهما أقرب مثال لتوصيف هذه الانتهاكات.

وأضافت الوزارة أنه جرت العادة أن نستعرض منطلقات التطوير والتحديث ومستجدات العام الجديد؛ وفي سياق الظرف الراهن لن تغيب روح الإرادة ولن تخبو جذوة العمل؛ ورغم اتساع دائرة الاستهداف؛ تمضي الوزارة بكل أمل نحو حماية التعليم وتوفير كل الفرص لأطفالنا في قطاع غزة؛ حيث تعكف الوزارة وبدأت بإطلاق مدارس افتراضية وفتح مدارسنا في الضفة لطلبتنا في غزة، والعزم يقودنا إلى توفير ما أمكن من تعليم حتى لو داخل خيم متداعية؛ فالحق في التعليم نهج وممارسة وليس ترفاً وتنظيراً وشعارات، وهذه ما تجسده مؤسستا الرئاسة والحكومة، وما يعكسه الاهتمام بالتعليم خاصة في ظل الوضع الراهن، مسيرة البناء ستتواصل، وسنشيد المدارس، وبشراكتنا مع الهيئات والمؤسسات والشركاء الوطنيين والمحليين سنعبر هذه المرحلة الصعبة، بهمة معلمينا الأوفياء الذين نثق بهم ونعتز بحضورهم وبانتمائهم لرسالة العلم المقدسة، وبالتفاف أولياء الأمور والتزام الطلبة.
وختمت التربية بيانها بالرحمة للشهداء على الشهداء، والأمنيات بالإفراج عن الأسرى والشفاء للجرحى، وأكدت على أن التعليم سيبقى طريقا نحو التحرير وخيار أكيد للبقاء والثبات، وسيبقى التعليم أداة تحرر وبناء، وستبقى المدارس في الأغوار ومسافر يطا وكل مدارس التحدي شاهدة على العزم في مواصلة البناء والعطاء، والأمنيات بعودة مدارس غزة لتنبض بالعطاء، فإن تهدّمت المباني لن تتهدم المعاني كما ختمت الوزارة بيانها.


Share: