وقفة احتجاج في بون رفضا لفصل 7 صحفيين عرب "دويشة فيلة" بحجة "معاداة السامية و كره إسرائيل"

وقفة احتجاج في بون رفضا لفصل 7 صحفيين عرب "دويشة فيلة" بحجة "معاداة السامية و كره إسرائيل"

بون- تحت شعاري الحرية لفلسطين ونقد الاحتلال الاسرائيلي ليس معاداة للسامية اقيمت، اليوم، وقفة احتجاجية أمام المقر الاعلامي الرئيسي لـ "دويشة فيلة" (DW) الالمانية في مدينة بون الالمانية، احتجاجا على فصل اعلاميين فلسطينيين وعرب من للاذاعة في انحياز واضح لدعم العنصرية الإسرائيلية وبشكل مخالف للقانون الاساسي الالماني .

وكانت الشبكة الإعلامية الألمانية "دويتشه فيله" قد فصلت 7 موظفين من أصول عربية خمس منهم فلسطينيون واثنان اخران  من سوريا  ومن لبنان وأحالت 6 آخرين للتحقيق بتهمة "معاداة السامية و كره إسرائيل".

وشارك في الوقفة ابناء الجالية الفلسطينية في مدينة بون والضواحي وعدد من المتضامنين الألمان وتم تسليم رسالة احتجاج لمدير المقر الاعلامي بيتر ليمبورغ تطالبه بعدم الرضوخ للوبي الصهيوني في المانيا واعادة الموظفين الى اماكن عملهم، كما تم توزيع بيان باللغة الالمانية بهذا الخصوص لاقى استحسان العاملين في دويشة  فيلة، فيما لوحظ تضامن من المارة ايضا مع مطالب الجالية الفلسطينية  واهمها بان يتم التراجع عن هذا القرار المجحف بحق الصحافيين العرب .

بداية النزاع

منذ فترة يتردد في الصحف الألمانية المختلفة أخبارا تدور حول تحقيقات وفصل تجري من قبل دويتشه فيله ( DW) بحق موظفين فلسطينيين وعرب بتهمة العداء للسامية وكره إسرائيل.

حيث بدأ الموضوع بنشر جريدة زود دويتشه تسايتونغ مقالا في آخر شهر نوفمبر 2021 حول (DW) واتهامها بالفساد وضمها في مؤسساتها الإعلامية أفرادا معادين للسامية ومناهضين لإسرائيل، حيث قامت المؤسسة الاعلامية  الألمانية (DW) بالبحث داخل حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بالموظفين ووجدت منشورات قديمة تناصر فلسطين أو تتحدث عن القضية الفلسطينية ويعود بعضها لعام 2014 أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة حيث كان بعض المفصولين غير موظفين بعد بالمؤسسة الاعلامية الألمانية .

إضافة إلى ذلك فتحت صحيفتي بيلد ،ودي فيلت  (Die Welt)  (BILD) الألمانيتين، التابعيتين لمؤسسة أكسل شبرينغر المعروفة بمواقفها الداعمة لإسرائيل، النار على المؤسسة وموظفيها العرب اضافة انها اتهمت فضائيات عربية والتي  تقيم علاقات شراكة مع مؤسسة دويشة فيلة  مثل "رؤيا"  فضائية أردنية ،وفضائية "الجديد" في لبنان وفضائية "معا" في فلسطين انها  تنتقد إسرائيل ومعادية للسامية.

وبحكم أن عددا من الموظفين في القسم العربي هم من أصول فلسطينية، فلقد بادر بيتر ليبمورغ رئيس دويتشه فيله بتصريحات أكد فيها: أن المؤسسة لا تقبل بوجود معاداة للسامية وكره  إسرائيل بين صفوفها، وعين لجنة تحقيق خارجية للتأكد من هذه المزاعم. حيث تشكلت هذه اللجنة من زابينه شنارينبيرغر وزيرة العدل الألمانية السابقة، والمسؤولة الان عن مكافحة العداء للسامية في ولاية نورد راين فستفالن، والخبير النفسي الاسرائيلي أحمد منصور المعروفان بدعمهم الامحدود لاسرائيل وسياساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني .

تمثلت المشكلة بعدم وجود أية أصوات محايدة في اللجنة، ومتفهمة للقضية الفلسطينية، وضد الاحتلال ومع شرعية المقاومة، والتي كفلتها القوانين الدولية والأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، وهو ما ينفي أي إدعاء بان هذا التحقيق حيادي بالنسبة للموظفين المفصولين.

وأمام حملة مدروسة ومنظمة من اللوبي الصهيوني بدأت المؤسسة الإعلامية بالتخلص من الإعلاميين العرب الداعمين للقضية الفلسطينية ويتعداها إلى إسكات أي صوت فلسطيني عربي او الماني على الصعيد الرسمي   ناقدا للممارسات الهمجية والتعسفية الإسرائيلية، وحتى لو كانت هذه الممارسات منافية للقوانين الدولية والاعراف الإنسانية والعالمية.

لهذا تم تسليم رسالة الاحتجاج  إلى بيتر ليبمورغ  والتي تطالب بما يلي:

  1. بما أن دويتشه فيله ترفع لواء الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير كما كفلها القانون الأساسي الألماني، نطالبكم بالعودة عن قرارات الفصل التعسفي هذه، والتي تتناقض مع القوانين الألمانية اولا والقانون الدولي ثانيا وهي  تنص بوضوح على حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان ورأيه.
  2. لا يحق لأحد كان من كان منع الفلسطيني أو العربي بالتعبير عن رأيه وقناعاته تجاه عدوه  وخاصة أن إسرائيل تقمع وتقتل الفلسطنيين وتسرق أراضيهم وتقيم مستوطنات عليها ،حيث ان المواقف  الرسمية الألمانية والاتحاد الاوروبي ادانت اكثر من مرة هذه الممارسات واكدت انها لا تعترف بالمستوطنات الاسرائيلية المقامة على الاراضي الفلسطينية ، كما وتدعم سياسيا حل الدولتين، وحق الفلسطيني بالعيش بكرامة دون احتلال إسرائيلي.
  3. لا يحق للمؤسسة المرموقة دويتشه فيله، والتي تبث بـ 32 لغة في العالم أن تصبح شريكة في خنق الصوت الفلسطيني وأن تحاسب أصحابه تحت شعار معاداة السامية وكره إسرائيل .
  4. نحن نؤكد أننا ضد معاداة السامية وندينها.

 ووجاء في البيان، نذكر ان معاداة السامية انتاج اوروبي  بامتياز وليس عربيا ونؤكد ان من حقنا نقد السياسة الاستيطانية وانتهاكات إسرائيل اليومية لحقوق الانسان دون ان يرفع أحد بوجهنا سيف معاداة السامية او يطالبنا بحب اعداءنا ونرفض بشدة ربط انتقاد إسرائيل بموضوع العداء للسامية بهدف قمع اي نقد للسياسة الاسرائيلية.

واشار البيان الى ان تقرير منظمة العفو الدولية  الذي صدر بتاريخ ٢٠٢٢/٢/٢  وصف ممارسات اسرائيل بحق الفلسطينيين بالعنصرية والأبارتهايد وهذا دليل على ان ما يمارسه الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين التاريخية مدان من مؤسسة مرموقة وعالمية .

واحتتم بالتأكيد على ان الجالية الفلسطينية في بون خاصة والمانيا عامة تضع كافة إمكانياتها تحت تصرف المفصولين وستتابع عن كثب ما يجري ولن تترك هذا الموضوع يمر. وكما ستقوم بكافة الإجراءات القانونية اللازمة لمنع ان تحقق  هذه الحملة المسعورة اهدافها.


Share: