"خبراء يحذرون: حماية الأطفال المفرطة تهدد صحتهم النفسية"
!["خبراء يحذرون: حماية الأطفال المفرطة تهدد صحتهم النفسية"](https://khabar24.net/khabar24/public/storage/adar-alhal-lhmay-alatfal.jpg)
كشف الطبيب النفسي والمؤلف الأمريكي دانييل أمين، عن خطأ شائع يرتكبه الآباء والأمهات في التعامل مع أبنائهم، يتمثل في الانخراط المفرط في مشكلاتهم. وأوضح أن هذا السلوك يؤدي إلى نشوء أطفال غير أصحاء عقليًا ونفسيًا، داعيًا إلى ضرورة السماح للأطفال باكتشاف حلول لمشاكلهم بأنفسهم وتحمل عواقب قراراتهم.
في تصريحات لشبكة CNBC، شدد أمين على أهمية تمكين الأطفال من مواجهة التحديات، محذرًا من السلوكيات المبالغ فيها التي تحد من استقلاليتهم، مثل إنجاز مهامهم الدراسية نيابة عنهم أو الرضوخ لنوبات الغضب فقط لتهدئتهم. وأشار إلى أن هذه التصرفات تؤثر سلبًا على المرونة العقلية للأطفال، بينما أظهرت الدراسات أن الأطفال الأكثر مرونة هم الأكثر سعادة ونجاحًا في حياتهم المستقبلية.
وضرب أمين مثالًا عمليًا بالرد على شكاوى الأطفال من الملل، موضحًا أنه بدلاً من محاولة حل المشكلة لهم، ينبغي على الآباء تشجيعهم على التفكير وإيجاد الحلول بأنفسهم. وأكد أن الإفراط في تقديم المساعدة قد يعزز احترام الوالدين لأنفسهم، لكنه في الوقت ذاته يضعف احترام الأطفال لذواتهم، لأنهم لا يطورون قدراتهم العقلية من خلال مواجهة التحديات وحل المشكلات.
في سياق متصل، أفادت عالمة نفس الأطفال توفاه كلاين العام الماضي بأن بناء المرونة العقلية للأطفال لا يتطلب استخدام أساليب قاسية أو عقابية، كما أن محاولة حمايتهم من الإحباط أو خيبة الأمل تعيق تطورهم النفسي. وأكدت أن ترك الأطفال يختبرون النكسات والأخطاء يعزز قدرتهم على التعامل مع الأزمات، مع طمأنتهم بأن آباءهم سيبقون إلى جانبهم بغض النظر عن النتائج.
وتشير أبحاث جمعية علم النفس الأمريكية إلى أن تشجيع الأطفال على مساعدة الآخرين يساهم في تعزيز شعورهم بالتمكين والمسؤولية، ما يدعم قدرتهم على مواجهة التحديات بثقة أكبر. بهذه الطريقة، يمكن للآباء أن يكونوا داعمين ومحبين دون تقويض استقلالية أطفالهم أو تقليل قدرتهم على حل المشكلات بأنفسهم.