مفاجأة انتخابية في رومانيا: مرشح موالي لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الجولة الأولى

مفاجأة انتخابية في رومانيا: مرشح يميني متطرف يقترب من الجولة الثانية بعد قلب الموازين

في مفاجأة غير متوقعة، سيتواجه مرشح يميني متطرف مع مرشحة من يمين الوسط في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، بعد أن قلبت نتائج الجولة الأولى السياسة في البلاد رأساً على عقب.

هذه النتيجة قد تثير القلق بشأن موقف رومانيا من دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

بعد فرز 99.98% من الأصوات، حصل كالين جورجيسكو، المستقل المعروف بمواقفه المؤيدة لروسيا والمعادية لحلف شمال الأطلسي، على 22.9% من الأصوات. بينما جاءت إيلينا لاسكوني، مرشحة حزب الاتحاد الاشتراكي الروماني الإصلاحي (USR)، في المركز الثاني بنسبة 19.17%.

وكانت التوقعات تشير إلى فوز رئيس الوزراء المنتهية ولايته، يسار الوسط، مارسيل شيولاكو، إلا أنه جاء في المركز الثالث بنسبة 19.15%.

جورجيسكو: تغيير مفاجئ في السياسة الرومانية

يرتقب أن تجري جولة الإعادة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، بعد الانتخابات البرلمانية المقررة الأسبوع المقبل.

جورجيسكو، الذي اشتهر بمواقفه المثيرة للجدل حول روسيا وحلف شمال الأطلسي، قد يغير الاتجاه السياسي للرئاسة في رومانيا. وقال بعد ظهور النتائج: “هذه صحوة غير عادية للشعب”.

وقد أطلق حملته عبر منصات التواصل الاجتماعي، مركزاً على تقليل الاعتماد على واردات الغذاء والطاقة، ورفض المساعدات المقدمة لأوكرانيا.

التأثير الإقليمي والعالمي

النتيجة التي لم تكن متوقعة أثارت ردود فعل خارج رومانيا، خاصة في ظل موقعها الجغرافي الاستراتيجي بالقرب من أوكرانيا، حيث تعتبر حليفًا مهمًا للغرب في مواجهة روسيا.

كما تستضيف رومانيا قاعدة عسكرية لحلف الناتو، وتساهم في دعم أوكرانيا من خلال تزويدها بمنظومات باتريوت الدفاعية.

يُراقب السباق الرئاسي عن كثب من قبل الحلفاء الغربيين الذين يخشون أن تؤثر مواقف جورجيسكو المؤيدة لروسيا على السياسات الخارجية لرومانيا.

الموقف الروسي والمستقبل السياسي لرومانيا

بينما يُحذر البعض من تدخل روسي محتمل في الانتخابات بسبب موقف جورجيسكو المؤيد لروسيا، يعتقد آخرون أن نجاحه المفاجئ قد يعكس رغبة واسعة في التغيير السياسي في رومانيا، والتي يصفها البعض بأنها “مفاجأة انتخابية غير مسبوقة منذ 1989”.

هل سيشهد البرلمان الروماني تحولاً دراماتيكياً في مسار السياسة الداخلية، أم ستظل رومانيا ملتزمة بموقفها الغربي؟ سؤال ينتظر الإجابة في الأيام القادمة مع تقدم الانتخابات البرلمانية والجولة الثانية من الرئاسة.