الجمهوريون يواصلون الحديث عن حصول تزوير انتخابي رغم فوز ترامب

الجمهوريون يواصلون الحديث عن حصول تزوير انتخابي رغم فوز ترامب

على الرغم من الفوز الكاسح لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يواصل مستخدمو إنترنت جمهوريون الحديث عن عملية تزوير لأصوات الناخبين خلال اقتراع 2024. وفي مفارقة واضحة، استخدم هؤلاء في بعض الأحيان اتهامات تحدث عنها مساندون للحزب الديمقراطي بخصوص عودة المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض.

يصر مستخدمو إنترنت مساندون للجمهوريين التشكيك بحدوث عملية تزوير لأصوات الناخبين على الرغم من الفوز الكاسح لمرشحهم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن هذه المزاعم ليس لها أي أساس من الصحة. 

عمليات تزوير لبطاقات الناخبين، اختفاء ملايين من الأصوات.. ذلك جزء من في الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة حول حدوث عملية تزوير لأصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يروج لها مستخدمو إنترنت جمهوريون، وهي ادعاءات كثيرا ما تم تداولها خلال الحملة الانتخابية خصوصا من قبل الملياردير إيلون ماسك، ولم يتراجع صداها على الرغم من الفوز الكبير لدونالد ترامب في السباق إلى البيت الأبيض. إليكم نبذة عن أبرز هذه الادعاءات

كامالا هاريس فازت بأصوات الناخبين في الولايات التي لم يتم فيها التحقق من بطاقات الهوية قبل التصويت

لم تفز نائبة الرئيس جو بادين والمرشحة الديمقراطية كاملا هاريس إلا بأصوات الولايات التي لم يكن فيها التصويت مشروطا بالاستظهار ببطاقة الهوية، هذا ما يؤكد مستخدمو إنترنت في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. ويخلص هؤلاء إلى أن نائبة الرئيس استفادت من غياب المراقبة على بطاقة الهوية لكي تحصل على أصوات المهاجرين غير النظاميين. وكدليل على ذلك، نشر هؤلاء المساندون لدونالد ترامب خريطة بيانية نشرتها قناة نيوز ماكس التلفزيونية في الولايات المتحدة، والتي حصدت أكثر من 80 مليون مشاهدة في منشور للملياردير إيلون ماسك على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقا) التي استحوذ عليها، وتظهر الصورة مجمل الولايات التي صوتت لصالح المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس حيث نقرأ العبارات التالية باللغة الإنكليزية " No ID نو إي دي التي تعني بأنه لم يكن هناك تثبت من بطاقات الهوية خلال عملية الاقتراع.

أكد مستخدمو إنترنت في 10 تشرين الثاني نوفمبر 2024 بأن المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس لم تفز إلا بالولايات التي لم يطلب فيها من الناخبين الاستظهار ببطاقات الهوية للتصويت، وفازت المرشحة الديمقراطية أيضا بولايات اشترط فيها الاستظهار ببطاقة الهوية للتصويت. صورة من منصة إكس تويتر سابقا © X

إلا أن هذه المزاعم ليس لها أساس من الصحة. وحسب إحصاء قام به فريق تحرير مراقبون فرانس24 بأصوات 19 ولاية أمريكية منها 12 فقط لم يكن فيها الاستظهار ببطاقة الهوية شرطا للتصويت. وعلى غرار ما أكدته أيضا خريطة قناة نيوز ماكس على موقعها في شبكة الإنترنت، فازت نائبة الرئيس أيضا بأصوات الناخبين في ولايتين تشترطان الاستظهار ببطاقة الهوية من أجل التصويت وأربع ولايات أخرى تطلب بطاقة هوية حتى من دون صورة. وفي الأخير، تجدر الإشارة إلى أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب فاز بأصوات الناخبين في ولايتين لا تشترطان الاستظهار ببطاقة الهوية للمشاركة في الانتخابات وهو ولاية نيفادا وولاية بنسلفانيا الحاسمة في تحديد اسم الفائز.

20 مليون صوت أقل في اقتراع سنة 2024 مقارنة بعام 2020، ما يمثل الدليل على أن انتخابات 2020 كانت مزورة

اختفى نحو 20 مليونا خلال انتخابات سنة 2024 مقارنة بما كان عليه الحال في سنة 2020، وفق ما أكدته حسابات مساندة لدونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يمثل دليلا على أن انتخابات سنة 2020 كانت مزورة. ونشر هؤلاء المستخدمون صورة بيانية نلاحظ فيها أن جو بايدن فاز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020 بحصوله على 81 مليون صوت فيما لم تحصل كامالا هاريس سوى على 65 مليون صوت في اقتراع 2024. وعلى هذه الصورة البيانية، حصل دونالد ترامب على أصوات 71 مليون ناخب في اقتراع سنة 2020 مقابل 75 مليون صوت في اقتراع 2024. أي ما يشكل فارق في عدد الناخبين بنحو 20 مليون صوت بين الاقتراعين. وبعبارة أخرى، وبالنسبة إلى مساندي الجمهوريين، فإن انتخابات سنة 2020 تعرضت للتزوير وذلك لأن جو بايدن حصل على 16 مليون صوت أكثر مما حصلت عليه كامالا هاريس في انتخابات سنة 2024.

يؤكد مستخدمو إنترنت مساندون للجمهوريين بأن نحو 20 مليون صوتا ظهرت في انتخابات سنة 2020 لكنها اختفت في سنة 2024. لكن في الحقيقة، فإن عملية فرز الأصوات ما تزال مستمرة. © X

إلا أن هذه الادعاءات خادعة لأن الفرق في عدد الأصوات الذي نلاحظه في الوقت الحاضر بين اقتراعي عامي 2020 و2024 يفسر بأن عملية فرز الأصوات ما تزال مستمرة خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لسنة 2024. وفي ولاية كاليفورنيا على سبيل المثال، لم يتم فرز سوى 72 بالمئة من الأصوات إلى غاية يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

ومن المفترض أن عدد بطاقات التصويت سيكون في طور التقلص إلى غاية الانتهاء من فرز الأصوات. ووصل عدد الناخبين الذين صوتوا لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إلى 71 مليون ناخب إلى غاية يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أي أكثر بنحو 6 مليون صوت من العدد الإجمالي للأصوات التي حصلت عليها كاملا هاريس وفق الرسم البياني السابق الذي يشير إلى حصولها إلى 65 مليون صوت.

وفي مفارقة واضحة، فإن مستخدمي إنترنت مساندين للحزب الديمقراطي من الذين يتبنون نظرية المؤامرة استخدموا نفس هذا الرقم عن اختفاء أصوات نحو 20 مليون ناخب للإشارة إلى حدوث عملية تزوير انتخابي لصالح دونالد ترامب. وحسب هؤلاء الديمقراطيين، فإن أصوات ما يقرب من 20 مليون ناخب التي كانت ناقصة، هي في معظمها لصالح الديمقراطيين ولم يتم احتسابها في مجمل الأصوات التي حصلت عليها مرشحتهم كامالا هاريس. في حين أنه فإن هذا الاحتساب الجزئي لأصوات الناخبين لا يمكن له أي يؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية التي اعتمدت على تقديرات إحصائية لبطاقات الاقتراع التي تم فرزها.

عملية الاقتراع في ولاية أريزونا تعرضت للتزوير: سيناتور ديمقراطي فاز بالمقعد عن الولاية فيما فاز ترامب بأصواتها في الانتخابات الرئاسية

وفي منشور حصد أكثر من 8 ملايين مشاهدة إلى غاية  يوم 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ندد مستخدمو إنترنت من المساندين للجمهوريين بحدوث عملية تزوير انتخابي في ولاية أريزونا وذلك يتعلق بانتخابات مجلس الشيوخ التي جرت في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري أي في نفس تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية. ويعتقد هؤلاء بأن انتخابات سيناتور ديمقراطي عن الولاية وهو ربون غاليغو ليس منسجما مع فوز دونالد بأصوات الولاية في الانتخابات الرئاسية، إذ حصل روبن غاليغو على 49,6 من أصوات الناخبين أي أكثر من نسبة الأصوات التي حصلت عليها المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس (46,3 في المئة من أصوات الناخبين).

بسبب حصوله على أصوات أكثر من المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، اعتبر مستخدمو إنترنت من المساندين للجمهوريين أن فوز الديمقراطي روبن غاليغو بمعقد للولاية في مجلس الشيوخ كان نتيجة عملية تزوير انتخابي. إلا أنه يبقى من الممكن أن يصوت الناخبين لأحزاب مختلفة في انتخابات الرئاسة وفي انتخابات مجلس الشيوخ. © X

في الحقيقة، يمكن أن يحصل أن يفوز مرشح لمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية ما عن حزب مختلف للمرشح للانتخابات الرئاسية. وهو ما حدث مثلا خلال انتخابات سنة 2012، عندما صوت الناخبون في ولاية نيفادا للمرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة باراك أوباما إلا أن نفس الناخبين صوتوا لصالح مرشح جمهوري في انتخابات مجلس الشيوخ والعكس حصل في ولايات داكوتا مونتانا وداكوتا الشمالية التي فاز فيها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية ميت رومني فيما فاز مرشحون ديمقراطيون بمقاعد هذه الولايات في مجلس الشيوخ في نفس الانتخابات.

وفي خلال انتخابات سنة 2024، فاز المرشحون الديمقراطيون بمقاعد مجلس الشيوخ في أربع ولاية متأرجحة (وهي ولايات أريزونا وميشيغان ونيفادا وويسكنسون) وهي نفسها التي فاز فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأصوات الناخبين. ويعد ذلك نجاحا للمرشحين الديمقراطيين لمجلس الشيوخ والتي فسرها مساندون للديمقراطيين بطريقة مغلوطة بأنها دليل على حصول عملية تزوير أصوات الناخبين لصالح دونالد ترامب، ولا يفهم هؤلاء كيف يمكن للناخبين في ولاية ما اختيار مرشحين لمقاعد في مجلس الشيوخ عن لون سياسي مختلف للمرشح الفائز في انتخابات نفس الولاية.


Share: