يديعوت: مكتب نتنياهو أصدر بياناً كاذبا منسوبا للأمن قبيل رد حماس الايجابي على الصفقة
مكتب نتنياهو أصدر بياناً كاذبا منسوبا للأمن قبيل رد حماس الايجابي على الصفقة
بقلم:رونين بيرغمان / يديعوت أحرونوت
جبهة إضافية في الصراع الحاد بين الجيش الإسرائيلي وأسرة الاستخبارات وبين مكتب رئيس الوزراء ونتنياهو: محافل رفيعة المستوى في جهاز الأمن، من أجهزة ووحدات مختلفة، أعربت أمس عن غضب شديد على نية إحباط كل إمكانية لصفقة مخطوفين. وأعربت هذه المحافل عن غضب إضافي على بيان نشر أمس من ديوان رئيس الوزراء لبضعة صحافيين، يندد بجواب حماس على مقترح إسرائيل، وكأنه لا شيء جديداً فيه، وأنه يأتي زعماً على لسان “مصدر أمني”، وذلك رغم أن كل المحافل الأمنية ذات الصلة بالمفاوضات لصفقة محتملة مع حماس تقول إنها لم تعرف بالبيان على الإطلاق فضلاً عن أن تكون أقرته.
الحدثان وقعا قبل بيان أمس في مجيء جواب حماس حول موضوع صفقة المخطوفين. في بيان ديوان رئيس الوزراء باسم الموساد، أشير إلى أن “الوسطاء نقلوا إلى طاقم المفاوضات موقف حماس من مقترح صفقة المخطوفين. إسرائيل تفحص الموقف وسترد جوابها للوسطاء”.
ووقعت دراما من خلف الكواليس: في ساعات المساء، حين جاء جواب حماس، قال مسؤولون كبار في جهاز الأمن عكس ما حاول بيان ديوان رئيس الوزراء أن ينسبه لهم قبل بضع ساعات من ذلك، إذ قالوا إن جواب حماس يعد مقترحاً جيداً يمكن الشروع منه بمفاوضات نحو صفقة.
“الخطاب الذي أثار الاشتباه”
بداية الدراما أول أمس: المحافل تدعي بأن مكتب رئيس الوزراء ومحافل مهنية في الكابنت ارتبطت معاً حتى قبل أن تقدم حماس جوابها على المقترح القطري الأخير وذلك كي لا تبقي أي إمكانية، لإحباطه والقضاء على أي احتمال يوصل إلى تحرير إسرائيليين من قطاع غزة في المستقبل المنظور.
الثلاثاء من الأسبوع الماضي، التقى رئيس وزراء قطر محمد آل ثاني بكبار مسؤولي حماس في الدوحة. واقترح عليهم صيغاً بديلة للتغلب على البنود الصعبة التي لا تزال موضع خلاف مع إسرائيل. ولم تكن المنظمة تقدمت بعد بجوابها. لكن كما أسلفنا، كان في إسرائيل تقدير بأن حماس توشك على أن تتقدم بجواب إيجابي، أو على الأقل إيجابي نسبياً.
مساء أول أمس، في أثناء خطاب في “سديروت”، فاجأ وزير المالية سموتريتش كبار مسؤولي جهاز الأمن عندما ادعى: أقول لكم بمسؤولية، نحن نرى المزيد والمزيد من مؤشرات الانكسار في حماس، المزيد والمزيد من العناصر والقادة في حماس يشرعون بأنهم قبل النهاية. لن أتفاجأ إذا ما أجاب السنوار فجأة بعد أشهر من الرفض بالإيجاب على الاقتراح الذي تلقاه للصفقة. فهو اليوم في فزع، ويفهم بأننا قريبون من النصر، وسيرغب في إنقاذ نفسه وإنقاذ حكم حماس في غزة. لذا فهذا ليس وقت للتوقف، ولا هو الوقت الذي نرفع فيه قدمنا عن دواسة الوقود، بل هو زمن إدخال مزيد من القوات وتشديد الضغط العسكري”.
أحد المحافل الأكثر اطلاعاً على المفاوضات، قال عقب هذه أقوال سموتريتش: “هذه صدفة رائعة، خصوصاً بعد ساعات قليلة من تقديرات إسرائيلية تقول إن حماس ستعطي رداً ذا طابع إيجابي، فيأتي سموتريتش الذي سبق أن أثبت معرفة بالتطورات المتوقعة في المفاوضات وفعل كل شيء لإحباطها، فجأة ويخرج بتصريح يعرف كيف يستشرف المستقبل، مثلما تبين فعلاً أمس كتوقع دقيق، وعندها يقول إنه يجب عمل كل شيء لمنع هذا المستقبل”.
البيان الغريب
المواجهة التالية على المفاوضات التي لم تستأنف بعد، جاءت قبل أقل من يوم من ذلك. فالمحافل التي تعنى بالمفاوضات فوجئت أمس عندما بدأت وسائل الإعلام في إسرائيل تقتبس مصدراً أمنياً ادعى بأن “حماس مصرة على بند مبدئي في المخطط يمنع عن إسرائيل العودة للقتال بعد المرحلة الأولى، الأمر الذي ترفضه إسرائيل. وثمة فجوات أخرى لم تغلق بعد. إسرائيل ستواصل المفاوضات في ظل ضغط عسكري وسياسي لتحرير المخطوفين الـ 120، الأحياء والأموات”.
فوجئ جهاز الأمن وأسرة الاستخبارات بالبيان لأنهم لم ينشروا وبالتأكيد دون التشاور معهم. وأظهر الفحص بأن مكتب رئيس الوزراء هو من أصدر البيان وسعى لعزوه إلى محفل أمني وكأنه صدر عن جهاز الأمن. فقد دعا مكتب رئيس الوزراء، رغم أنه لا يوجد في المكتب أي “محفل أمني” باستثناء السكرتير العسكري الذي لا يمكنه إصدار بيانات من هذا النوع، بأن البيان كان بالتشاور مع جهاز الأمن. غير أن كل المحافل التي تعنى بالمفاوضات نفت ذلك.
أحد المسؤولين الكبار الذي يعنى بالمفاوضات قال إنه لا يجب أن نتفاجأ إذا لم يكن الحدثان منقطعين أحدهما عن الآخر، وغايتهما إحباط حتى إمكانية استئناف الاتصالات للصفقة.
وقال مصدر آخر، وهذا حقاً مصدر أمني، ومن الأكثر اطلاعاً على الاتصالات للصفقة، سمع أمس وهو قلق جداً، أنه من الصعب أن نتذكر عبر التاريخ بأن محافل في جهاز الأمن تحدثت عن قائدها الأعلى بهذا النحو: “حماس أعطت جواباً جيداً، يمكن البدء غداً بمفاوضات للوصول إلى صفقة، لكن لا يوجد آيزنكوت أو غانتس ليطالبا كابنيت الحرب، الذي لم يعد قائماً. قد يقرر نتنياهو عدم عقد الكابنت، ثم لا يسمح للطاقم بالسفر إلى الدوحة لإجراء المفاوضات. لا يمكن التقليل من خطورة الوضع: ثمة احتمال أن يتعفن المخطوفون؛ لأن نتنياهو معني بكسب الوقت إلى ما بعد انتهاء الدولة وخطابه في الكونغرس.