رئيس الكونغرس الفلسطيني الأمريكي: العدوان الاسرائيلي على غزة عرى الادارة الامريكية التي تفاجأت بحجم المظاهرات في مختلف الولايات

ماهر عبد القادر رئيس الكونغرس الفلسطيني الأمريكي.
نيويورك- خبر24- قال ماهر عبد القادر رئيس الكونغرس الفلسطيني الأمريكي إن''الدول التي علقت تمويلها للأونروا مارست عقابا جماعيا طال 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة وستة ملايين لاجئ في دول عربية يستفيدون من خدمات الوكالة، وأن العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة عرى الادارة الامريكية بدعمها المطلق لإسرائيل سياسيا وعسكريا، وتسبب في اضطرابات داخلية في الولايات المتحدة، واندلاع مظاهرات في مختلف الولايات فاجأت الإدارة الأمريكية".
جاءت أقوال عبدالقادر في لقاء خاص حول تداعيات العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وانعكاساته على الولايات المتحدة على المستويين الرسمي والشعبي.
وقال ان الإدارة الأمريكية تبنت منذ اللحظة الأولى لأحداث 7 أكتوبر رواية الاحتلال المضللة، وقدمت كل أشكال التضامن بزيارة الرئيس بايدن لتل ابيب، وما تلاها من تصريحات كرر فيها ادعاءات نتنياهو، واصفا ما قامت به حركة حماس بـ "عمل ارهابي" وطالب باعادة المحتجزين الاسرائيليين، وأعلن خلالها تقديم كل أشكال الدعم لدولة الاحتلال. وأعقب ذلك قرار الكونغرس بتقديم 14 مليار دولار لإسرائيل وتزويدها بالذخائر والمعدات .
واضاف الن الولايات المتحدة ما زالت تناور وتراوغ على الصعيد الدولي وعلى الساحة الدولية لتمكين جيش الاحتلال من تحقيق اهدافه العدوانية من قتل وتدمير وتهجير، وتعلن أنها مع حل الدولتين وأنها تؤمن به، وأنها بصدد العمل على إنهاء الصراع في الشرق الأوسط ودعم الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات والمعونات الطبية والغذائية لغزة، دون ان تحرك ساكنا لوقف الحرب الاجرامية.
كما واجهت الادارة الامريكية الأمم المتحدة والارادة الدولية الداعية الى وقف الحرب وحماية المدنيين ف يقطاع غزة، واستعملت حق الفيتو لمنع إنهاء الحرب أولا ، وتؤكد أنها لن تدعو ولن تطلب من حكومة الاحتلال الاسرائيلي وقف الحرب على غزة حتى يعود كل المحتجزين ، رغم استمرار جرائم الاحتلال وتجاوز عدد الشهداء والمصابين والمفقودين 100 الف فلسطيني، وتدمير 300 الف مبنى كليا وجزئيا، ونزح أكثر من مليون ونصف فلسطيني من اماكن سكناهم ووقف للمساعدات الانسانية من ماء وغذاء ودواء.
واضاف ان الادارة الامريكية تخضع لضغط اللوبي الصهيوني وخطابه المضلل الذي تروجه وسائل الإعلام الأمريكية وتظهر كيان الاحتلال بأنه الطرف المظلوم عبر إجراء مقابلات يومية مع أهالي الاسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، دون التطرق الى معاناة المدنيين في قطاع غزة المشردين والنازحين من نقص أو انعدام مقومات الحياة لديهم.
وردا على سؤال حول تأثير العدوان الإسرائيلي على الولايات المتحدة وبروز انقسام واضح تجاه موقف إدارة بايدن من الحرب، قال عبدالقادر، أن هناك يمينيين متطرفين مؤيدين لكيان الاحتلال في الحزب الديمقراطي الحاكم الديمقراطي والحزب الجمهوري المعارض، وجميعهم شاركوا "عهد ترامب" في قراره بأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل وقالوا أنّ لها الحق في الجولان . لم يرفعوا شعار إقامة الدولة الفلسطينية لكنهم رفعوا شعار اتفاقيات ابراهام وهي التطبيع مع العالم العربي حتى لقبول إسرائيل كدولة طبيعية في منطقة الشرق الأوسط.
فالحزب الديمقراطي لم يعترض على ما قام به الحزب الجمهوري، ولكنه أدرك أن العالم يرى الصراع في الشرق الأوسط من منظور آخر مخالف لأمريكا، ولأول مرة تختلف المجموعة الدولية بشكل صارخ مع الموقف الأمريكي بعد أن كان سابقا الموقف العالمي دائما متضامن مع الشعب الأمريكي.
وقال ان أمريكا لديها مشكلتين، الأولى أنّ الجيل الذي يبلغ من العمر 35 عاما وأقل متابع لمواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الالكتروني، ويستقي معلوماته منها، فاصبح لديه وجهة نظر واقعية أكثر من الحكومة، وهم مؤيدون للقضية الفلسطينية أكثر من الجيل القديم الذي يعتمد على الإعلام الرسمي.
اما المشكلة الثانية فهي تنظيم المظاهرات الحاشدة والمتواصلة في العديد من المدن الرئيسية بمختلف الولايات والجامعات الأمريكية المشهورة مثل هارفارد وفيلادلفيا وغيرها، التي تعتمد عليها الحكومة الأمريكية لتخريج قادة المستقبل في المجالات الفكرية والسياسية والعلمية والطبية والاقتصادية والبحثية والتعليمية، ما يسبب قلقا في الولايات المتحدة بتغيير سياستها ورؤيتها المستقبلية تجاه العديد من القضايا الدولية، وأهمها في منطقة الشرق الأوسط وفي القلب منها فلسطين.
وأضاف ان تنظيم المظاهرات والوقفات الكبير جدا في الشارع الأمريكي والجامعات في الأسابيع السابقة تأكيد على أن فلسطين قضية أمة وشعب رغم التعتيم الإعلامي علي الجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين. حتى ترامب نفسه قال أنّ مايجري في الشارع الأمريكي وفي الجامعات الأمريكية معارض للسياسة الأمريكية لأن موقفهم داعم للفلسطينيين ومعارض لإسرائيل وسياساتها، لذلك هناك مشكلة حقيقية عند الحكومة الأمريكية.
واستطرد بأن حراك الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في الولايات الأمريكية كان له صدى على الشارع الأمريكي واظهر فعاليته بشكل كبير جدا رغم الإمكانيات المتواضعة للمؤسسات الفلسطينية والعربية والإسلامية، وقد تفاجأ الجميع بعدد المناصرين لفلسطين وقضيتها وشعبها، ما أثار حفيظة الساسة الأميركية وبدأوا يتساءلون من حجم الجالية في ظل ما باتت تتركه هذه المسيرات من أثر على الرأي العام الأمريكي.
وعن تعليق الولايات المتحدة وعدة دول تمويلها للأونروا وما اذا كان القرار ردا على الإجراءات التي أقرتها محكمة العدل، قال رئيس المجلس الفلسطيني الامريكي، من المؤسف أن ان تقوم دول وازنة بتعليق دعمها لوكالة الأونروا بناء على مزاعم ''إسرائيل'' بمشاركة 12 موظف في الوكالة في عملية "طوفان الأقصى" ، وصرف النظر عن جرائم الاحتلال التي طالت الفلسطينيين في قطاع غزة الذين أصبحوا أكثر حاجة لأبسط مقومات الحياة.
فمعاقبة أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون في غزة نتيجة اتهامات لـ12 شخصا يشتغلون في الوكالة قرار خاطئ، وستكون له نتائجه كارثية على الفلسطينيين الذين يتمتعون بخدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا ، في قطاع غزة تحديدا وكافة مناطق اللجوء في الضفة الغربية والدول العربية المضيفة لهم.