زعيمة استيطانية تدخل غزة سرًا وتكشف عن خطة لإعادة توطين القطاع
في ظل السياسة الإسرائيلية المتواصلة بتوسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ظهرت دعوات ومبادرات لإعادة توطين مستوطنات جديدة داخل قطاع غزة الذي يعاني من حصار مستمر منذ سنوات.
وعلى الرغم من إخلاء بعض المستوطنات في غزة في إطار خطة فك الارتباط عام 2005، إلا أن بعض الجماعات اليمينية المتطرفة في إسرائيل تعمل بشكل مستمر على محاولة العودة إلى هذا القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023.
وفي تطور خطير، يحقق جيش الاحتلال الإسرائيلي في دخول دانييلا فايس، وهي رئيس حركة استيطانية متطرفة، إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي، في خرق للبروتوكولات المتبعة ومن دون علم قيادات الجيش الإسرائيلي. وتجاوز جنود إسرائيليون في غزة سلطاتهم لمساعدة فايس، زعيمة حركة "نحالا" الاستيطانية، في دخول القطاع، حيث قامت بمسح مواقع المستوطنات التي تسعى لإقامتها في غزة.
ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، أفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية بأن دانييلا فايس، التي تعمل على إعادة الاستيطان في شمال غزة، قامت بجولة في الجانب الإسرائيلي من السياج الحدودي مع القطاع في 13 نوفمبر الجاري، قبل أن تعبر مع مجموعتها الحدود وتقطع مسافة داخل القطاع.
وذكرت الإذاعة أنه بعد اجتيازهم الحدود، قامت فايس بالاتصال بمجموعة من الجنود الذين كانوا يعرفونهم قرب ممر نتساريم وسط غزة، حيث أرسل الجنود بدورهم سيارة لنقلهم إلى عمق القطاع.
وتجدر الإشارة إلى أن ممر نتساريم كان منطقة عازلة وسط غزة، حيث كان يقيم فيها مستوطنون قبل أن يتم تفكيك المستوطنة في إطار خطة فك الارتباط عام 2005.
وبعد وصول فايس والمجموعة التي ترافقها إلى عمق القطاع، تم نقلهم إلى حدود غزة مرة أخرى عبر بوابة غير رسمية لتجنب اعتراضهم من قبل قوات الأمن.
وأكد الجيش الإسرائيلي في تصريح له أن "دخول فايس إلى قطاع غزة غير معروف ولم يتم الموافقة عليه عبر الطرق المناسبة، وإذا وقع هذا الحادث فهو مخالف للبروتوكول وسيتم التعامل معه وفقاً لذلك".
وفي تصريحات لها للإذاعة العامة الإسرائيلية، أكدت فايس أن "المستوطنين المحتملين مستعدون لإعادة توطين غزة في أي لحظة".
وفي أكتوبر الماضي، صرحت فايس خلال مؤتمر صحفي أن حركة “نحالا” أنشأت 6 مجموعات استيطانية تضم 700 عائلة، مستعدة لإقامة مستوطنات جديدة في غزة حال توفرت الفرصة.
وأوضحت أنه "جئنا لتوطين قطاع غزة بالكامل من الشمال إلى الجنوب، وليس جزءاً منه فقط".
ولم تقتصر تصريحات فايس على إعادة توطين المستوطنين، بل دعت إلى طرد سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة من المنطقة.
وفي رد على هذه التصريحات، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نية إسرائيل لإعادة توطين القطاع، إلا أن شركاءه في الائتلاف الحكومي وأعضاء حزب الليكود الذي ينتمي إليه أبدوا دعمهم لهذا الطرح.