شهداء وجرحى في غارات للاحتلال على عدة مناطق في قطاع غزة

غزة- استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء اليوم السبت، في غارات شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على منازل ومباني سكنية في خان يونس جنوب قطاع غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع، في الوقت الذي واصل فيه الاحتلال استهداف المستشفيات في مدينة غزة.
واستشهد المواطنون الخمسة وإصيب آخرون في قصف طيرن الاحتلال منزلا لعائلة النجار في منطقة التحلية في خان يونس، كما استشهدت مواطنة في قصف لمنزل عائلة الكاظمي قرب المسجد الكبير وسط المدينة.
كما أفادوا بارتقاء عدد من الشهداء ووقوع جرحى في قصف طيران الاحتلال لمنزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واستهدف طيران الاحتلال بصاروخين مبنى سكني من أربعة طوابق يعود لعائلة الفرا في منطقة الشيخ ناصر، شرق خان يونس، ما أدى إلى تدمير المبنى بالكامل، دون وقوع إصابات بعد أن تم إخلاء المبنى في وقت سابق.
واستهدف طيران الاحتلال منزلا لعائلة شاهين في بلدة عبسان الجديدة، وأرضا زراعية في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، وأرضا زراعية غربا.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المستشفيات ومحيطها، وشن طيران الاحتلال غارات على محيط المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. كما شن طيران الاحتلال سلسلة غارات على مجمع الشفاء الطبي ومحيطه غرب غزة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن دبابات الاحتلال وآلياته العسكرية تحاصر مستشفى القدس التابع لها في غزة من جميع الجهات، وتتمركز على بعد 20 مترا منه.
وأضافت أن مبنى المستشفى يهتز بالكامل جراء القصف المدفعي، بالإضافة إلى إطلاق نار كثيف على المستشفى أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، إضافة إلى حالة من الهلع في صفوف المرضى والنازحين.
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن مستشفيات غزة تعرضت لقصف متواصل خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينما لا تزال الفرق الطبية والمرضى بداخلها.
وطالبت المنظمة بإيقاف عاجل لإطلاق النار على مستشفيات القطاع حتى يتمكّن الأطباء من إنقاذ حياة المصابين.
الاحتلال يواصل غاراته المكثفة
وواصل طيران الاحتلال الحربي ومدفعيته، القصف العنيف لمحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى، في ظل تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية حقيقية، بفعل غياب الخدمات الأساسية.
وشوهدت عشرات جثامين الشهداء ملقاة في ساحة المجمع وفي محيطه، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها لإخلائها، بسبب كثافة النيران والاستهداف المباشر من قبل آليات الاحتلال.
وطال القصف المدفعي قسم العناية المكثفة في المستشفى ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة عدد آخر، إضافة إلى استشهاد ثلاثة مواطنين كانوا موصولين على أجهزة التنفس الاصطناعي داخل القسم المستهدف.
كما أصيب عدد من المواطنين جراء القصف الذي استهدف الطابق الأخير من مبنى القدس داخل المجمع.
ولفت كذلك إلى أن دبابات الاحتلال تتمركز على بعد 200 متر من الجهتين الشمالية والجنوبية لمجمع الشفاء، مؤكدا أنه منذ الساعة التاسعة من مساء أمس الجمعة، لم تصل مركبة اسعاف إلى المجمع، نظرا لكثافة النيران.
ونوه إلى أنه لا يمكن للطواقم الطبية في مجمع الشفاء التنقل من مبنى إلى اخر داخل المجمع، بما يشمل إخلاء الشهداء والجرحى في محيطه، نظرا لأن دبابات الاحتلال المتوغلة غرب مدينة غزة والطائرات المسيرة تستهدف كل جسم متحرك في المنطقة.
ويحاصر الاحتلال مجمع الشفاء الطبي منذ فجر اليوم، حيث قصف معظم البنايات المجاورة له وعددا من المباني داخله، بينما يتواجد الآلاف من الجرحى والنازحين داخله، دون كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا وقود، فيما تتكدس عشرات الجثامين في ساحاته، لعدم تمكن المواطنين من دفنها.
وحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فهناك صعوبة لإخلاء مجمع الشفاء الطبي، لأن هناك أكثر من 60 مريضا بالعناية المكثفة، وأكثر من 40 رضيعا في قسم الخدج والحضانة، وأكثر من 500 مريض في أقسام غسيل الكلى.
وفي السياق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن دبابات الاحتلال تتمركز حاليا على بعد 20 مترا من مستشفى القدس التابع لها، والكائن في مدينة غزة.
وأفادت الجمعية في بيان صحافي، أن الاحتلال يطلق النار بشكل مباشر على المستشفى، ما خلق حالة من الهلع بين النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى.
ومنذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول الماضي، استشهد 198 من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، وجرح أكثر من 130، بينما تضررت 60 مركبة إسعاف بينها 53 تعطلت عن العمل بشكل كامل، و51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، وتم الطلب من 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير).
كما أوقف 55% من شركاء القطاع الصحي عملياتهم جراء الأضرار الكبيرة في البنية التحتية، فيما أدى العدوان المستمر إلى نزوح معظم الكوادر الصحية، ما أجبر المستشفيات على العمل بأقل من ثلث الاحتياج اللازم لعلاج العدد الكبير من الجرحى.
ولا تزال المستشفيات تعاني من نقص حاد في الوقود، ما يؤدي إلى تقنين صارم واستخدام محدود لمولدات الكهرباء في الوظائف الأساسية فقط. وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عن ارتقاء أكثر من 11078 شهيدا، بينهم 4506 أطفال و3027 امرأة، إضافة إلى إصابة 27490 مواطنا، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية.