سقوط حكومة الأسد في سوريا

سقوط حكومة الأسد في سوريا

شهدت سوريا، اليوم الأحد، تحولًا تاريخيًا بإعلان سقوط حكومة الرئيس بشار الأسد رسميًا، وذلك عبر تصريحات الفصائل المسلحة ورئيس الحكومة السورية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ماهر الأسد متواجد حاليًا في منطقة القرداحة على الساحل السوري، ومن المتوقع مغادرته البلاد عبر مطار حميميم. 

وصرح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في مداخلة مع قناتي “العربية” و”الحدث”، بأنه لا توجد عمليات انتقامية في الوقت الراهن، متوقعًا أن تشهد الساعات المقبلة استقرارًا تدريجيًا في الأوضاع داخل سوريا. 

كما أكد انسحاب جميع العناصر الإيرانية والفصائل الموالية لها بشكل كامل من الأراضي السورية إلى العراق.

من جهة أخرى، أفادت مصادر في الفصائل المسلحة بأنه سيتم قريبًا بث أول بيان رسمي موجه للشعب السوري عبر التلفزيون الحكومي.

وفي تصريح له، دعا أحمد الشرع، زعيم “هيئة تحرير الشام”، التي قادت الهجوم الشامل اليوم، جميع المقاتلين إلى الامتناع عن الاقتراب من المؤسسات العامة، مؤكدًا أنها ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق، محمد غازي الجلالي، إلى حين تسليمها بشكل رسمي.

وفي سياق متصل، قال الجلالي إنه سيبقى في منزله، معربًا عن استعداده لدعم عمليات تصريف شؤون الدولة خلال المرحلة الانتقالية.

كما شدد الشرع في بيان نُشر عبر تطبيق “تليغرام” على ضرورة منع أي عمليات إطلاق نار عشوائي، مؤكدًا: “يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها بشكل رسمي.”

صرّح ضابط في الجيش السوري لوكالة “رويترز” أن القيادة العسكرية أبلغت الضباط رسميًا بانتهاء حكم الرئيس بشار الأسد، وذلك عقب هجوم خاطف شنته الفصائل المسلحة.

وأكدت الفصائل السورية أن العاصمة دمشق أصبحت الآن “بدون الأسد”. 

وأفاد شهود عيان بأن الآلاف من السوريين، سيرًا على الأقدام وبالسيارات، تجمعوا في إحدى الساحات الرئيسية في دمشق، مرددين هتافات تطالب بالحرية.

من جانبه، أعلن هادي البحرة، زعيم تيار المعارضة السورية الرئيسي في الخارج، أن دمشق أصبحت الآن “خالية من بشار الأسد”، مؤكدًا التطورات الأخيرة.

في وقت مبكر من صباح الأحد، أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها الكاملة على مدينة حمص، التي تُعد منطقة استراتيجية ومفترق طرق رئيسيًا في قلب سوريا. 

هذا الانتصار أنهى حكم الأسد الذي امتد لـ24 عامًا، وقطع الطريق بين دمشق والمنطقة الساحلية، معقل الطائفة العلوية وحلفاء النظام، بما في ذلك القواعد الروسية الجوية والبحرية.

تحرير مدينة حمص يحمل رمزية كبيرة في تغيير موازين القوى لصالح المعارضة المسلحة، بعد 13 عامًا من الصراع. وحرر مقاتلو الفصائل آلاف المعتقلين من سجون المدينة، بينما انسحبت قوات الأمن على عجل، وأقدمت على إحراق وثائقها قبل مغادرتها.

يُذكر أن الأسد اعتمد طويلاً على دعم حلفائه، حيث وفرت روسيا غطاءً جويًا من خلال غاراتها الجوية، وأرسلت إيران مقاتلين من جماعات حليفة مثل حزب الله وفصائل عراقية لتعزيز قواته. 

لكن انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا منذ 2022، إلى جانب الخسائر الكبيرة التي تكبدها حزب الله في مواجهاته مع إسرائيل، أضعف قدرة الحلفاء على دعم النظام بشكل فعّال.

وفي سياق منفصل، صرّح الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بأن الولايات المتحدة يجب أن تنأى بنفسها عن التدخل في الصراع السوري.


Share: