هل ينجح نتنياهو بالإفلات من مناورة بايدن ونباح “السموترتشيين”؟
هل ينجح نتنياهو بالإفلات من مناورة بايدن ونباح “السموترتشيين”؟
بقلم: بن كسبيت / معاريف
تبين أمس بأن أربعة مخطوفين إضافيين قتلوا في الأسر. نزل العدد إلى 119: يورام مسغار، وحاييم بيري، وعميرام كوفر، ونداف بوبلفيل. هذه الوتيرة، في نهاية المطاف سندفع الثمن الباهظ جداً، الذي سبق أن وافقنا على دفعه، ونحصل على مخطوف/ـة حي واحد. مثلما حصل مع جلعاد شاليط. هذا هو نهج نتنياهو دوماً: الإصرار على المساومة ونزاع مع الباعة، والحصول على بضاعة فاسدة، ودفع الثمن الأغلى، والطرد من المدينة.
لا فكرة لي كيف نفعل هذا، لكن علينا أن ننقذ نتنياهو من نفسه، من الشياطين (والأرواح) التي تلاحقه، من طبيعته ومخاوفه. إسرائيل على مفترق طرق، ليس هناك أكثر مصيرية منه. لا يتعلق الأمر بكتيبتين في رفح مقابل حلف إقليمي استراتيجي ضد إيران، ولا بمساواة في العبء مقابل استمرار التملص الجماهيري من الخدمة، ولا بحكومة صهيونية سوية العقل وشجاعة مقابل حكومة تافهين ومسيحانيين وقومجيين ومحبين لإشعال النار، ولا بديمقراطية يهودية ليبرالية متنورة مقابل دولة شريعة منقطعة وظلامية ومنبوذة… نعم، إلى هذا الحد.
نتنياهو مقتنع أن بإمكانه خداع الناس كلهم في أي وقت. ويستند إلى الإحصائيات. فهو يفعل هذا منذ زمن بعيد. يخيل لي أن خط الائتمان عنده انتهى. الكرات التي لعب بها لمن طويل تسقط على رأسه. عليه أن يتخذ قراراً حقيقياً، ليس بمثابة قرار، ليس كأنه قرار، ليس قراراً مشروطاً ولا مؤقتاً. قرار.
هذه المرة، حاول أن يفعل ما فعله مرات عديدة: أن يقول “نعم ولكن”. أو “لا ولكن”. أو الأمر ونقيضه. أو الموافقة على أمور كثيرة بالسر والتنكر لاحقاً. أتذكرون الاتفاق الذي وقع عليه في واي بلانتيشن؟ حتى قبل أن يخرج من الطائرة التي أعادته إلى البلاد، بدا نادماً إلى أن عطله تماماً. هو بطل العالم في تمديد الوقت، وتشويش العدو، وتشويش المحب أيضاً، والتشوش، والتبجح، وفي النهاية جعل كل الأطراف يكرهونه ويتملص من دفع الحساب.
لذا، لا يمكنه التملص من الحساب الآن. إجمالاً، خطة نتنياهو كانت أن ينقل إلى بايدن الخطة التي كشفها (بايدن) ويأمل بأن تقول حماس “لا” حتى قبل أن تتحرك الأمور إلى الأمام. المشكلة أن حماس لم تقل “لا”. في مثل هذه الحالة، خطط نتنياهو أن يبيع السموتريتشيين والبن غفيريين بأنه لا احتمال للانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية من الخطة، فهناك بند خاص يسمح لنا بأن نوقف كل شيء، أي ألا نوقف الحرب. السموتريتشيون والبن غفيريون لا يشترون هذا. لذا، يسير نتنياهو إلى مسار الإفلات رقم 3: يسرب داخل الجلسات واللقاءات ويكرر التشديد بأنه لا وقف للقتال، ولا انتقال إلى المرحلة الثانية ولا ولا ولا. الهدف أن تقول حماس “لا”.
يخيل لي أن بايدن لم يأكل هذا هذه المرة، مثلما حصل لكل أسلافه؛ لقد غلف خطة نتنياهو وباعها للطرفين بطريقة تمكن الطرفين من رؤية نصف الكأس المليئة فقط. استغل الغموض لإنزال الخطة في حلق نتنياهو والسنوار. في منتصف هذه المسيرة، اكتشف نتنياهو بأن المشكلة ليست مع ما ينزل في حلقه، بل مع أولئك الذين يشدون على حلقه.
قبل يومين، باع لرجاله بأنه يسير مع الخطة، بأنها خطته وأنه ينبغي تعديل بضعة أمور، لكننا سندخل إلى المرحلة الأولى بهدف جلب 33 مخطوفاً، ثم نرى. وقال إن حكومته كان محكوماً عليها بالسقوط، ومن الأفضل أن تسقط على الصفقة بالحصول على الجائزة السعودية الكبرى وليس على أزمة التجنيد.
مر يوم في هذه الأثناء. ثم نبح السموتريتشيون والبن غفيريون على نتنياهو، وهو الآن يتباكى، ويفعل كل شيء ليعلق الموضوع أو يتوقف. على كل إسرائيلي أن يفعل كل شيء حتى لا يهرب نتنياهو هذه المرة أيضاً. ربما يكون هروباً يوقع علينا جميعنا الكارثة.