الاتفاق الأخير بشأن غزة: أميركا تعيد النظر في استراتيجيتها بعد الفشل

لا يبدو أن الجهود المتواصلة للرئيس الأميركي جو بايدن، التي بدأت منذ عدة أشهر بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، ستحقق نتائج قريبة.
هذه المستجدات جاءت في وقت بدأت فيه واشنطن إعادة تقييم خطواتها المقبلة بشأن اقتراح اتفاق انتقالي، تم تقديمه على طاولة المفاوضات خلال الأسابيع الماضية تحت عنوان "قبول أو رفض"، وفقاً لما ذكره مسؤولون أميركيون.
ويرجع ذلك إلى طلب جديد تقدمت به حماس يتعلق بالأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
وقد أفاد مسؤول أميركي رفيع بأن الطرفين قد توصلا مبدئيًا إلى اتفاق ينص على إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين محكوم عليهم بالسجن المؤبد مقابل إطلاق سراح حماس لجنود إسرائيليين.
لكن خلال الأيام القليلة الماضية، قدمت حماس طلباً جديداً وصفه المسؤول الأميركي بأنه "سم في العسل"، حيث طالبت بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل مدنيين إسرائيليين محتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
من جهتها، عرقلت إسرائيل أيضاً قبل بضعة أسابيع أكثر من 9 أشهر من المفاوضات بتقديم مطالب جديدة، من بينها التمسك بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا (محور صلاح الدين) الواقع بين جنوب غزة والحدود المصرية.
هذا الأمر دفع المفاوضين إلى الاعتقاد بشكل متزايد بأنه لا توجد نية حقيقية من الطرفين، إسرائيل وحماس، لحل النزاع ووقف إطلاق النار.
في سياق آخر، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأسبوع الماضي تأكيده على أن قواته لن تنسحب من ممر فيلادلفيا لسنوات قادمة، وهو ما أثار استياء مصر التي تلعب دور الوسيط في المفاوضات، وأشعل موجة احتجاجات في تل أبيب من قبل أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
ولا يزال حوالي 100 محتجز إسرائيلي في القطاع، بينهم حوالي 64 يُعتقد أنهم على قيد الحياة، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.
فيما يقدر بعض المسؤولين الأميركيين عدد الأسرى الأحياء بنحو 32 فقط.
ورغم عقد العديد من جولات المفاوضات خلال الأشهر الماضية برعاية أميركية مصرية قطرية، إلا أن تلك الجهود لم تنجح بعد في دفع الطرفين نحو اتفاق.