تريليون دولار: كان من شأنها تخفيف الفقر والجوع في العالم
![تريليون دولار: كان من شأنها تخفيف الفقر والجوع في العالم](https://khabar24.net/khabar24/public/storage/poverty.jpg)
تريليون دولار: كان من شأنها تخفيف الفقر والجوع في العالم
عبد الله أبو عيد*
الرئيس الأمريكي بايدن ذكر خلال الانسحاب الامريكي من افغانستان، بأن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من تريليون دولار في تلك البلاد. كما ذكر بعض المسؤولين الأمريكيين أن الولايات المتحدة كانت تنفق مبلغ 300 مليون دولار يومياً. كل ذلك حدث لتبرير عملية الانسحاب المذل وتسويقه للشعب الامريكي، الذي يعاني الملايين من مواطنيه الفقر والبطالة والتمييز العرقي، ويتساءلون: لماذا لم تنفق هذه المليارات في داخل الولايات المتحدة لرفع مستوى الملايين من فقرائها وتأمين العمل والغذاء والسكن لمناسب لهم.
من المعروف أن الادارة الامريكية مدينة بأكثر من 26 تريليون دولار، معظمها ديون داخلية للبنوك والشركات العملاقة الامريكية، ولاشك في أن الملايين يتساءلون (لماذا لا تنفق الادارة الامريكية التريليون دولار المذكورة اعلاه على فقراء الشعب الامريكي.
لاشك في أن الادارة الأمريكية التي قررت غزو افغانستان عام 2001، والادارات التالية لم تقم بذلك الغزو حباً في الغزو نفسه بل كانت لها اسباباً استراتيجية لموقع تلك البلاد الاستراتيجي في قلب آسيا والثروات الطبيعية الهامة في تلك البلاد وعلى رأسها بعض المعادن النادرة مرتفعة الثمن مثل: الليثيوم والبريليوم والنحاس، وهي تستخدم في صناعة الالكترونيات والطائرات والصواريخ المتطورة.
الادارات الامريكية المتعاقبة لا تهتم اطلاقاً برفع مستوى حياة فقراء الولايات المتحدة أو افغانستان أو غيرها بل بمصالح القلة المتنفذة والمسيطرة على البلاد ومؤسساتها المختلفة.
لعل أحد أسباب انهيار النظام الأفغاني خلال أسابيع قليلة هو أن الاحتلال الامريكي للبلاد لم يكن يهمه مصير ومستقبل ورفاهية الشعب الأفغاني بل السيطرة على البلاد واخضاع حكومتها لنفوذه وسيطرته، لذلك ساهم هذا الاحتلال في افساد الحكومة الأفغانية والمجتمع الأفغاني مما كان له الأثر الأكبر في السقوط المدوي لذلك النظام وما نتج عنه من انهيار أدى الى الخروج المذل لقوات الولايات المتحدة.
كذلك هناك الملايين خارج الولايات المتحدة يتساءلون ” ماذا كانت التريليون دولار ستحققه من نتائج وآثار لو أنفقت على تخفيف الفقر والجوع في عشرات الدول في العالم الثالث؟”
والسؤال الذي يطرح في هذا الصدد: ” هل الولايات المتحدة معنية بالتقليل من الفقر والجوع ونشر العدالة عالمياً؟”. لو حدث ذلك لتغير النظام السياسي جذرياً ولتغير معه الوجه الحقيقي للعالم.
* أستاذ القانون الدولي في عدد من الجامعات الفلسطينية