يديعوت لنتنياهو : هذا وقت القرارات وليس الخطابات والتصفيق، فلن تكون تشرتشل
يديعوت لنتنياهو : هذا وقت القرارات وليس الخطابات والتصفيق، فلن تكون تشرتشل
بقلم: عاموس جلعاد/ يديعوت أحرونوت
الضرر المتواصل شمالي إسرائيل والذي وصلت ذروته بكارثة مجدل شمس، يجسد غياب سياسة إسرائيل ورئيسها. رئيس الوزراء نتنياهو، وبخاصة هو، عليه أن يقرر أخيراً: هل ومتى يزيل التهديد المحدق من لبنان. هناك طريقان محتملان لذلك: صفقة مخطوفين تؤدي إلى تهدئة في قطاع غزة، تليها تهدئة في الشمال؛ أو التوجه إلى مواجهة واسعة في توقيت غير مريح، وعلى ما يبدو دون تأييد من جانب الولايات المتحدة – والذي هو حيوي لغرض تنفيذ خطوة عسكرية واسعة.
خطاب رئيس الوزراء أمام الكونغرس، والذي حظي بتصفيق كل الحاضرين، يجسد مأساة غياب الزعامة. فقد أجاد الجيش الإسرائيلي في العمل، لكن وبدون سياسة مرتبة، فمن المتوقع لإسرائيل مسار تدهور شامل؛ بدون أفق سياسي أو استراتيجي. بكلمات بسيطة: إذا لم توقع في الأيام القريبة القادمة صفقة لإعادة المخطوفات والمخطوفين، فسيكون في ذلك وصمة عار إلى الأبد. هذا هو وقت اتخاذ قرارات تاريخية من رئيس الوزراء، وليس خطابات لامعة كبديل عن ذلك.
إن إعادة المخطوفين والمخطوفات إلى جانب تسوية سياسية تستهدف ستسمح للجيش والدولة بتحقيق إنجازات ممكنة، على رأسها بناء محور استراتيجي بقيادة الولايات المتحدة في وجه التهديد الإيراني المتعاظم. إيران تصبح دولة حافة نووية؛ أي بوسعها -حسب مسؤولين أمريكيين كبار- أن تطور سلاحاً نووياً في غضون وقت قصير. ستكون لهذا تداعيات خطيرة على مكانة إسرائيل وعظمتها وصورتها الاستراتيجية في المنطقة. بمعنى أنه إذا ما تزودت إيران بسلاح نووي أو أجرت تجربة نووية ما، فقد يدخل الشرق الأوسط كله إلى سباق تسلح نووي. المظلة النووية الإيرانية ستسمح لنظام خامنئي بتعزيز وتعظيم الحزام الناري المبني على كيانات مثل حزب الله والحوثيين، والتي تأكل الدول السيادية التي تعمل فيها.
إن إقامة محور استراتيجي بقيادة الولايات المتحدة ضرورية، بالذات في عهد بايدن – عظيم أصدقاء إسرائيل منذ الزل. إذا لم يصحُ رئيس الوزراء، وتمسك باستراتيجية “النصر المطلق” (عبارة مبهرة لكنها بلا مضمون حقيقي) فإن ما ينتظر إسرائيل هو ضعف يتعمق، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً أيضاً.
رئيس الوزراء يشبه نفسه بتشرتشل الذي وإن تميز بخطابات ملتهبة ومفعمة بالإلهام، لكنه أرفق هذا بقرارات زعامية سمحت بالنصر الكامل على الطاغية النازي في نهاية الأمر. مع هبوطه في ختام زيارته إلى الولايات المتحدة، فإنه مطالب بحساب نفس عميق. عليه أن يهجر سياسة الطمس، والتأجيل، والخطابية والامتناع عن اتخاذ القرارات – وأن يطرح مشروعاً شاملاً على الكابنت لتعزيز إسرائيل على أساس تحرير فوري للمخطوفين والمخطوفات، مع التشديد على أولئك المتبقين على قيد الحياة، وإعادة الهدوء لغرض تعاظم القوة قبيل تحديات المستقبل في غزة والشمال، وإعادة الإسرائيليين النازحين إلى بيوتهم وإعادة إسرائيل إلى مسار الترميم. وفي هذا الوقت، مطلوب وحدة حقيقية لشعب إسرائيل؛ أولاً وقبل كل شيء في شكل تبني قوانين تجنيد وامتناع عن قوانين تملص من الخدمة تكسر الدولة من الداخل، إلى جانب تعزيز علاقات إسرائيل والولايات المتحدة، التي هي عمود فقري مركزي وخاص في الأمن القومي لإسرائيل، ولا يمكن تخيل قوتها دون دعم هذه القوة العظمى. الكارثة التي وقعت لإخواننا الدروز يجب أن تكون المحفز لاتخاذ قرارات زعامية، تشرتشلية حقيقية.