كيربي يهاجم سموترتش لمحاولة انقاذ الصفقة 

 كيربي يهاجم سموترتش لمحاولة انقاذ الصفقة 

 كيربي يهاجم سموترتش لمحاولة انقاذ الصفقة 

بقلم: عاموس هرئيل/ هآرتس

أطلقت الإدارة الأمريكية مؤخراً جهوداً مركزة أخرى في محاولة لإنقاذ المفاوضات حول صفقة التبادل من حالة الجمود ومنع اشتعال شامل بين إسرائيل وإيران وحزب الله. كالعادة، بالنسبة للأمريكيين، هذه الجهود تشمل وعوداً كثيرة للأطراف وإطلاق تصريحات متفائلة من غير الواضح مستوى علاقتها بالواقع، وإلى جانب ذلك عدد لا بأس به من التهديدات. احتمالية نجاح العملية الحالية بعد إخفاقات كثيرة لثمانية أشهر لا تبدو مرتفعة في هذه الأثناء. حتى الآن على الأقل، تحاول الولايات المتحدة منع التدهور إلى حرب إقليمية.

تعمل الإدارة الأمريكية في الوقت الذي تستمر فيه في الخلفية تهديدات انتقام إيران وحزب الله من إسرائيل في أعقاب عمليات الاغتيال في طهران وبيروت. مؤخراً، بدأ هجوم إحاطات في واشنطن، بحسبها جزء كبير من المشكلات في المفاوضات بين إسرائيل وحماس على وشك الحل، ولم يبق سوى خطوات قليلة وصغيرة نسبياً لإنهاء الصفقة. في الوقت نفسه، استخدمت ضغوط من أجل الموافقة على لقاء آخر مع الوسطاء. مساء الخميس، أعلن مكتب رئيس الحكومة نتنياهو موافقته على إرسال بعثة إسرائيلية للقاء في 15 الشهر الحالي. وقبل ذلك، سيتم عقد لقاءات تمهيدية. على الأرض الجيش الإسرائيلي نفذ عدة هجمات جوية ثقيلة في القطاع، أبلغ في إحداها عن مقتل 100 فلسطيني تقريباً. وبدأ الجيش أيضاً عملية برية جديدة بحجم فرقة في خان يونس.

التوقيت مهم. فبعد أربعة أيام على اللقاء المخطط له للمفاوضات، سيبدأ مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي سيصادق فيه على ترشح نائبة الرئيس كامالا هاريس للرئاسة من قبل الحزب الديمقراطي. من المهم للرئيس بايدن ونائبته خلق انطباع وكأن الأمور أخيراً تتحرك بالإيجاب في الشرق الأوسط. ولنفس السبب، فإن الإدارة الأمريكية غير معنية باندلاع حرب بين إسرائيل وإيران التي ستضع الحملة الانتخابية في الظل وستسمح لترامب بالعودة، واتهامها بتدهور الساحة الدولية. يؤمن البيت الأبيض بأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيهدئ أيضاً الجبهة الشمالية – الشرقية التي أخذت تسخن أمام إسرائيل.

اتخذ الأمريكيون خطوات أخرى. فإضافة إلى ضخ التعزيزات العسكرية للدفاع عن إسرائيل، أبلغت الإدارة الأمريكية الكونغرس بأنها ستحول 3.5 مليار دولار لإسرائيل لشراء السلاح. هذا جزء من رزمة 14.1 مليار دولار التي صادق عليها الكونغرس في نيسان الماضي، لكن لم تنفذ بشكل كامل حتى الآن. في حين أن المتحدث بلسان مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، شن هجوماً علنياً استثنائياً على وزير المالية، سموتريتش، الذي قال إن الولايات المتحدة تحاول فرض اتفاق خضوع على إسرائيل. ادعاء سموتريتيش كما قال كيربي، “سخيف وفضائحي ومخجل. مقاربته هذه ستضحي بالمخطوفين وتعرض حياتهم للخطر، من أبناء شعبه ومن الأمريكيين”.

الإشارة إلى سموتريتش، الذي هو مثل الوزير بن غفير سيجد نفسه هدفاً للعقوبات الأمريكية، هدفت إلى إزاحة عائق قد يعيق الصفقة. ولكن المعارضة الأهم للصفقة هي من قبل نتنياهو نفسه، الذي ما زال مرتبطاً بالحزبين المتطرفين كي يبقى في الحكم. في القريب، يمكن الافتراض، سيضع الأمريكيون على الطاولة اقتراحاً جديداً لجسر الفجوة، وسيقولون للطرفين “خذوا ذلك أو اتركوه”. ربما يحدث هنا تصادم مباشر بين نتنياهو وبايدن. سلوك نتنياهو يتعلق بحساباته، مثل: إلى درجة هو على قناعة بانتصار ترامب على هاريس في تشرين الثاني؟

ضبط نفس استراتيجي

في هذه الأثناء بالذات، أعلنت البعثة الإيرانية للأمم المتحدة بأنها تأمل بأن الرد العسكري ضد إسرائيل “سيكون في التوقيت وبالطريقة التي لن تضر باحتمالية وقف إطلاق النار. أولويتنا، قال الإيرانيون، هي تثبيت وقف إطلاق النار بشكل متواصل في قطاع غزة، وأي اتفاق ستعترف به حماس سنعترف به نحن أيضاً”.

مثل بعض التصريحات والتسريبات الأخيرة من قبل النظام، يبدو أن طهران ملزمة بالرد على تصفية القائد الرفيع في حماس، إسماعيل هنية، لكنهم يحاولون تقليص حدود المواجهة وهم يفضلون إعطاء حزب الله قيادة الهجوم.

إيران انحرفت، في هجوم الصواريخ والمسيرات على إسرائيل في نيسان الماضي، عن سياستها التي تستمر منذ سنوات كثيرة، وهي عدم مهاجمة إسرائيل مباشرة والاعتماد على وكلائها. حتى الآن، هناك شك إذا كان النظام الذي قام للتو بتنصيب رئيس جديد ويناضل ضد الصعوبات الاقتصادية الكبيرة، معنياً الآن بمواجهة شاملة ومباشرة. عملياً، لدى حزب الله قدرة كبيرة للمس بإسرائيل ومن مسافة قريبة، وبشكل يضع استعداد الجبهة الداخلية في إسرائيل في امتحان قاس.

ربما تندمج خطوات إيران مع خطوات استراتيجية أوسع للنظام. نشرت “وول ستريت جورنال” أول أمس بأن المخابرات الأمريكية تقدر أن إيران الآن في موقع أفضل لإطلاق مشروعها النووي العسكري، الذي حسب وكالة المخابرات الأمريكية تم تجميده فعلياً منذ العام 2003. وقال موظفون أمريكيون لهذه الصحيفة إنه حتى لو اعتقدوا أنها لا تريد إنتاج السلاح النووي الآن، فإنها “متورطة في نشاطات قد تساعدها على ذلك”، إذا رغبت في فعل ذلك.

في الوقت نفسه، وبمستوى تغيير التقدير، تجمع إيران اليورانيوم المرتفع التخصيب الذي يمكنها من الحصول على الكمية الكافية لإنتاج قنبلة خلال بضعة أسابيع منذ لحظة القرار. في تقرير لوكالة المخابرات الوطنية “دي.ان.آي”، الذي تم تقديمه للكونغرس في تموز الماضي، حذف التقدير الثابت للمخابرات الأمريكية المرفق مع هذه التقارير حتى الآن، والقائل إن إيران لا تقوم في هذه الأثناء بنشاطات التطوير المطلوبة لإقامة منشأة نووية يمكن أن يتم فيها إنتاج قنبلة تجريبية.

خبير إسرائيلي في الذرة، الدكتور اريئيلي (ايلي) لفيتا، من مركز كارنيغي، الذي كان في السابق من كبار جهاز الأمن، قال لهذه الصحيفة بأن “الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي لم يقرر بعد تحويل المشروع النووي إلى مشروع عسكري. ولكني أميل إلى أنه لم يمنع علماء الذرة في إيران على الأقل من الانشغال بنشاطات تمكن من أخذ إيران إلى أعلى مستوى للوصول إلى شفا النووي”.

يلتزمون بالتدهور

في لحظة استئناف المفاوضات حول الصفقة، تم تسجيل قتل جماعي في قطاع غزة مرة أخرى، جراء هجوم إسرائيلي من الجو. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس صباح أمس بأن 93 شخصاً تقريباً قتلوا وأصيب العشرات في قصف مدرسة استخدمت كمأوى للمدنيين في حي الدرج في مدينة غزة. الصور الفظيعة التي نشرت من المكان أظهرت عشرات الأطفال والنساء، القتلى والمصابين. وقال الجيش الإسرائيلي إن عدد القتلى مضخم بشكل متعمد من قبل حماس، وإن ضحايا الهجوم هم 19 مخرباً من حماس والجهاد الإسلامي، الذين استخدموا المكان كقيادة للنشاطات الإرهابية.

إسرائيل تكثر من مهاجمة المدارس في الشهرين الأخيرين، التي تستخدم كمراكز للإيواء، بذريعة أن إرهابيين يختبئون هناك بين السكان المدنيين. وحسب ذلك، فهي تحذر قبل عمليات القصف، مثل اختيار نوع السلاح وتشخيص دقيق للمكان الذي فيه النشطاء، لتقليص المس بالمدنيين. هذه الأحداث، وهذا أخطرها، تثير اهتماماً عاماً محدوداً في إسرائيل، إزاء مذبحة 7 تشرين الأول واحتجاز المخطوفين لدى حماس. ولكن المجتمع الدولي يستمر في انتقاد قتل المدنيين الأبرياء مع دعوات إلى فرض عقوبات على إسرائيل، والذي يؤثر على جهود الإدارة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

في كل ما يتعلق بالساحة الدولية، تصمم الحكومة والائتلاف على مواصلة دهورة مكانة إسرائيل. المثال الآخر على ذلك يتعلق بمسألة “سديه تيمان”.

تمديد الاعتقال المتكرر لجنود الاحتياط المشتبه فيهم في هذه المسألة يدل على أن للنيابة العسكرية والشرطة العسكرية تشككاً مدعوماً بخصوص التحرش الجنسي بمعتقل من أعضاء حماس من القطاع. إضافة إلى ذلك، الفحوصات الداخلية المختلفة التي أجراها جهاز الأمن تثير الشك بأن الأمر يتعلق بظاهرة أوسع، وتؤكد الكثير من الادعاءات التي وثقها منظمات مختلفة قبل بضعة أشهر حول التنكيل الممنهج والإهمال الصحي في هذه المنشأة وفي منشآت أخرى منذ اندلاع الحرب.

حتى الآن، اليمين المتطرف، بقيادة وزراء وأعضاء كنيست من أحزاب اليمين ومن الليكود أيضاً، يستمر بتمسكه بنظرية المؤامرة التي حاكتها النيابة العسكرية ضد الجنود الشجعان. عندما طلب رئيس الأركان هليفي في جلسة الكابنت الأخيرة من الوزراء إدانة اقتحام متظاهري اليمين لقاعدتي “سديه تيمان” و”بيت ليد”، قام نتنياهو بتوبيخه قائلاً (“لا تقدم لنا المواعظ”)، وتجادل معه بعض الوزراء.