اسرائيل غارقة بحفرة المسيحانية
اسرائيل غارقة بحفرة المسيحانية
بقلم: ناحوم برنياع/ يديعوت أحرونوت
هذا الأسبوع بكيت كثيرا. بكيت عندما قفزت الرياضيات الخمسة من إسرائيل فجأة إلى المكان الثاني ونالت الميدالية الفضية. بكيت عندما تسلقت لونا تشمتاي سلفتر من المكان العاشر الى التاسع، بكيت عندما ادخل ستاف كيري الكرات الى السلة من اللامكان – بكيت مع لفرون جيمس الذي فاز بفخر ومع نيقولا يوكتش الذي خسر بشرف. الحقيقة هي أني بكيت مع كل متنافس في الأولمبياد أنهى دورة، مع كل علم ارتفع، مع كل قضمة شقية للميدالية. للحظة نسيت اذا كان المتنافسون يأتون من دولة هي معنا أم ضدنا: فرحت لسعادتهم.
لماذا، سألت، مثلما في الأغنية القديمة لمريم يلين شتكليس، لماذا تنهمر الدموع من تلقاء ذاتها. الجواب يوجد على ما يبدو في الأشهر العشرة الرهيبة التي مرت علينا منذ 7 أكتوبر: فمحجر الدموع جف من الحزن، من الغضب، من الاكتئاب، من إحباط العجز. وفجأة، أمام نصر حقيقي، كامل، نقي من الشكوك، محجر الدموع ينفتح من جديد.
يحتمل أن يكون هنا درس يتجاوز التجربة الأولمبية. عشرة أشهر والدولة تعيش تحت سحابة كثيفة من الحزن والقلق. وهذه تحوم فوق ميدان المخطوفين ومن فوق مظاهرة العائلات أمام بوابة بيغن، في الشقق المؤقتة للعائلات التي اخليت وفي منازل البلدات التي لم تخل؛ وهي واضحة بالحركة الهزيلة في أماكن التربية وفي الأحاديث في أماكن العمل. حزن على أولئك الذين تركوا لمصيرهم وقتلوا؛ قلق على أولئك الذين تركوا لمصيرهم واختطفوا؛ قلق على المقاتلين في الميدان؛ قلق لما سيحل هنا من هجمات صاروخية من ايران وحزب الله؛ قلق على مستقبل الدولة. لا أتذكر فزعا كهذا في فترات أزمة سابقة ولا حتى في حرب يوم الغفران او في الانتفاضتين الأولى والثانية.
الفزع يعكس الوضع لكنه لا يؤدي إلى أي مكان: ليس فيه بشرى. احدى المزايا التي جعلت حركة الاحتجاج جذابة كانت الوعد بالتغيير؛ كان فيها قوة؛ كان فيها تفاؤل. ضربة 7 أكتوبر بددت هذا أيضا.
أحيانا أجدني أحسد سياسيي اليمين الديني. اوريت ستروك مثلا. منذ 7 أكتوبر وكلها بهجة. مثلها سموتريتش، روتمان، بن غفير، كل العصابة. كحجم الكارثة حجم الفرصة؛ فان الحرب تقرب الإسرائيليين من رؤياهم، واولا وقبل كل شيء الجنود في الجيش؛ يعطيهم ويمدهم نتنياهو، بعناصر القوة، بالميزانيات، بالنفوذ السياسي. هم أول من يستمتعون بأرباح الحرب. فرحون أيضا رسل القطاع اليميني – الديني في وسائل الاعلام. فقد اكتشفوا في الحرب بان للابتهاج توجد تغطية إعلامية. الناس عطاشى لسمو الروح، للشماتة. وكذا للأغراض والكذب. الشبكة الاجتماعية تحب هذه الأمور. وهي تثيبهم بالمتابعين.
ظننت أن الغضب في ضوء قصورات الحكم وإخفاقاته سيفجر هذه الموجة. إذ ان كل واحد يفهم حجم الفشل، عمق الحفرة التي وقعنا فيها في وضع الأمن، في مكانتنا في العالم، في الاقتصاد، في التكافل الداخلي. أخطأت: الحكومة تعلمت كيف تستخف. المظاهرات لا تؤثر فيها ولا انتقاد جهاز القضاء او الفرائض المكتوبة في القانون. الانقلاب النظامي الذي تعهد نتنياهو احتفاليا بوقفه، انبعث بقوة.
إذن ما العمل، يسأل كل من هو قلق على المستقبل هنا. ليس لي جواب جيد، بل نصيحة فقط: عمل الأمر ذاته، ناقص اليأس. التخفيف من التباكي، محاولة العثور من جديد على التطلع لنصر رافق الاحتجاج من بدايته. ما قيل في كانون الثاني 2023، عندما عرض يريف انقلابه، صحيح اليوم أيضا، وبقوة اكبر. دولة إسرائيل أغلى من أن تترك في أيدي سياسيين سائبين، مسيحانيين، محملين بالمصائب.
لعلنا نتعلم شيئاً ما من أمريكا. قبل شهر، تنافس اثنان للرئاسيات، أحدهما غير مؤهل، والآخر غير جدير، وكانت نتائج الانتخابات معروفة مسبقاً. وعندها صحا بايدن وتنازل، ووقفت كامالا هاريس مكانه. الأحزاب ورسائلها بقيت كما كانت، لكن الروح تغيرت: الديمقراطيون امتلأوا بالأدرينالين، وترامب غرق في الاكتئاب. بدأ السباق من جديد. وفي شؤون الدولة، مثلما في الأولمبياد، لا شيء ينتهي قبل أوانه.