موسم العنب ينشر التفاؤل لدى المزارعين في الخليل

موسم العنب ينشر التفاؤل لدى المزارعين في الخليل

الخليل- في ظل ارتفاع ملحوظ في كميات الإنتاج لهذا العام والتي من المتوقع أن تصل إلى ما يقارب 37 ألف طن وبمستويات عالية من الجودة، يبدأ موسم العنب في محافظة الخليل وسط تفاؤل لدى المزارعين بموسم جيد.

وقال رئيس مجلس العنب والفواكه الفلسطيني فتحي عياش، لـ"وفا"، إن هذا الموسم من المواسم الجيدة إذ يمتاز بإنتاجية وجودة عالية، حيث من المتوقع أن يصل حجم الإنتاج لهذا العام ما يقارب من 37 ألف طن من العنب، في حين لم يتجاوز العام الماضي 20 ألف طن.

وأشار عياش إلى أن مزارعي العنب في المحافظة يواجهون عددا من التحديات المتكررة منذ زمن، أهمها تراكم الجزء الأكبر من الإنتاج في فترات الذروة، والتي تتميز بانخفاض الأسعار خلالها إلى أدنى مستوياتها، بالإضافة إلى التحديات الناتجة عن ضعف القدرة التسويقية للمزارعين بسبب ارتفاع تكاليف عملية التسويق.

واعتبر أن مواجهة تلك التحديات تتطلب عملا مشتركا من كافة الجهات ذات العلاقة لتوزيع الإنتاج على أطول فترة ممكنة، ويمكن تحقيق ذلك عبر توفير إمكانيات الري للكروم البعلية التي من شأنها إطالة فترة الاحتفاظ بالثمار على الأشجار، وتوفير وسائل لحماية الثمار من تقلبات الأحوال الجوية، وإنشاء برادات خاصة لحفظ فائض الإنتاج في فترة الذروة.

وفيما يتعلق بالجانب التسويقي، تطرق عياش لمهرجان العنب المقرر افتتاحه بعد غد السبت في بلدة حلحول، بعد فترة غياب استمرت ثلاث سنوات فقد خلالها المزارعون فرصة تسويقية للوصول إلى أكبر شريحة من المستهلكين.

وتابع أن هنالك سلسلة من الأيام التسويقية التي تم الإعداد لإقامتها في عدة محافظات تحت عنوان "أيام عنب الخليل".

بدوره، أوضح مدير زراعة شمال الخليل مجدي عمرو أن هنالك ما يزيد عن 50 ألف دونم من كروم العنب منتشرة في كافة محافظات الوطن، منها ما يقارب 30 ألف دونم في محافظة الخليل وحدها، تشكل مصدر الدخل الأساسي لما يزيد عن 6000 أسرة في المحافظة.

ووصف عمرو هذا الموسم بالممتاز من حيث حجم الإنتاج وجودة المنتج، وكذلك الأمر لمستويات الأسعار، حيث تراوح سعر كيلو العنب في فترة ذروة الإنتاج ما بين 2-6 شيقل.

وأشار إلى توجه المزارعين للتوسع قي جانب التصنيع الغذائي لمنتجات لعنب، من دبس ومربى وملبن وغيرها، والتي تعتبر من أهم عناصر المونة الشتوية.

 وبحسب عمرو، فإن المواسم السابقة شهدت استهلاك ما يقارب من 80% من محاصيل العنب كثمار، و20% تذهب للتصنيع الغذائي، وأنه من الملاحظ أن هناك زيادة في النسبة المخصصة للتصنيع الغذائي خاصة في فترات ذروة الإنتاج، كأحد الحلول المجدية لامتصاص فائض الإنتاج ومواجهة تراكمه وانخفاض الأسعار، الأمر الذي ترك آثارا إيجابية في المحافظة على الأسعار عند مستويات مقبولة.

وحول التخوفات من الدخول في حالة كساد نتيجة وفرة الإنتاج هذا الموسم، أوضح عمرو أن من المستبعد الوصول إلى تلك الحالة، في ظل التصنيع الغذائي وتعزيز القدرة التسويقية للمزارعين، وفتح نوافذ جديدة لتمكينهم من الوصل إلى أكبر قدر ممكن من الأسواق والمستهلكين.

ويقول المزارع والمهندس الزراعي عبد الجواد سلطان إن هذا الموسم جيد جدا للمزارعين، فهناك ارتفاع ملحوظ في كميات الإنتاج عما كان عليه الأمر في العام الماضي، بالإضافة إلى المحافظة على مستويات عالية من الجودة، مرجعا السبب في ذلك إلى كميات الأمطار الجيدة التي سادت البلاد العام الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع درجة اهتمام المزارعين بكرومهم والعناية بمحاصيلهم.

وأضاف أن ما يميز هذا الموسم أيضا استقرار أسعار العنب عند مستويات مقبولة إلى حد ما، خاصة في فترة ذروة الإنتاج الممتدة من بداية شهر اب/أغسطس وحتى مطلع شهر أيلول/سبتمبر، وأنه من المتوقع أن تبدأ هذه الأسعار بالارتفاع بعد ذلك، الأمر الذي يبعث حالة من الاطمئنان لدى المزارعين بموسم جيد.

عن (وفا)