إغلاق الباب في وجه الأوكرانيين

إغلاق الباب في وجه الأوكرانيين

إغلاق الباب في وجه الأوكرانيين

يوسي بيلين*

من سمع عن إلغاء التأشيرات؟ ليس لوزيرة الداخلية آييلت شكيد مشكلة مع نحو 400 الف فلسطيني في شرقي القدس، واكثر من 100 الف فلسطيني في المنطقة "ج"، ممن يقترح حزبها توطينهم وضمهم الى اسرائيل – ولكنها تفزع من ان يدمر لاجئون اوكرانيون طابعنا اليهودي. وكمن هي مقتنعة، كما يبدو، بأن احدا منا لا يفهم بأنهم يخدعونه، عرضت خطة اساسها تسويغ مكوث الاوكرانيين غير اليهود منذ زمن بعيد، بدلا من الاستيعاب المؤقت لبضعة آلاف من اللاجئين الاوكرانيين.

ولعارها اضطرت شكيد لأن تتراجع، وفقط بعد أن شرحوا لها في مكتب المستشارة القانونية للحكومة بأنه يوجد بين اسرائيل واوكرانيا اتفاق يعفي الطرفين من الحاجة الى التأشيرات، وبالتالي فإن علينا أن نقبل في ابوابنا كل مواطن اوكراني يصل الى اسرائيل لفترة محدودة.
غير أن المشكلة ليست في جهل شكيد بل في حقيقة أنها تعرض اسرائيل كدولة تغلق بواباتها امام اللاجئين. وصور اللاجئين من اوكرانيا ممن ينامون على حقائبهم في مطار بن غوريون نشرت في العالم كله. في الوقت الذي تنافست فيه دول اخرى فيما بينها في الامتيازات التي تعرضها على اللاجئين.

ان حقيقة أن هذا الخلل وقع الى جانب اقرار قانون المواطنة - وحدها محكمة العدل العليا كفيلة بأن تنقذنا منه - عززت الصورة الاشكالية لاسرائيل التي تتباهى عن حق بأنها دولة ديمقراطية، ولكنها تتخذ قرارات تتعارض تعارضا تاما مع القيم التي تقوم هي على اساسها.
اغلبية يهودية صلبة، تضمنها وسائل ديمقراطية، وقانون العودة الذي ينبغي أن تكون حاجته مضمونة من قبل، مثل هذه الاغلبية، هي اعمدة اسرائيل اليهودية الديمقراطية. من يفكر في وضع المصاعب امام الديمغرافيا من خلال منع الحياة المشتركة عن الازواج الفلسطينيين، او من خلال منع الحقوق الكاملة عن المواطنين الفلسطينيين، او من خلال اغلاق البوابات في وجه اللاجئين غير اليهود – يضع المصاعب امام نفسه فقط. وحده تقسيم البلاد سيضمن اغلبية يهودية، ولن تحل اي وسيلة اخرى هذه المشكلة.

"إسرائيل اليوم"

*وزير اسرائيلي سابق من حزب العمل، وهو من معدي اتفاق اوسلو، لاحقا انضم لحزب ميريتس اليساري

 

اشارات