المتوكل طه "يكتُبُ بِخَطٍّ قَلِق"!

المتوكل طه "يكتُبُ بِخَطٍّ قَلِق"!

"يكتُبُ بخطٍ قَلِقٍ"، هو عنوان الكتاب الجديد للدكتور المتوكل طه، الصادر حديثاً عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، في العاصمة الأردنية عمّان.

والكتاب عبارة عن نصوصٍ تَوَزَّعَتْ في أشكالٍ وأنماطٍ إبداعيةٍ عِدَّة، كما طَرَقَتْ مواضيعَ متنوعةً، فكانت البداية مع "نصوص الرغبة" تحت عنوان "تستَقْبِلُني بجسَدِها الجَرَس"، و"نصوص المريد" تحت عنوان "سعادة الماء"، لتتبَعَها "نصوص الباب" تحت عنوان "ليلٌ نهاريّ"، وتليها "نصوص الأنا" تحت عنوان "استدراكات"، قبل أن تُخْتَتَمَ بـ"نصوص سور الصين العظيم" تحت عنوان "صورةٌ ملوّنةٌ للباندا"، وهي قُرابة التسعين نصّاَ قصيراً جداً في غالبيتها.

وقال د. راشد عيسى، في تقديمِهِ للكتاب، وعلى الغلاف الخلفيّ له: "تنهض الكتابة الخلّاقة في هذا السِّفْر على تقانةِ النثر المقدَّس من حيث جَلال المجاز، ومَكْر الكتابة، وانفتاح التأويل، فيتجوَّل المتوكل طه في نصوصٍ خارجةٍ على أجناسها: من الإبيجراما، والومضة المستقلة، والكبسولة القصصية، والمشهد الفانتازي، والمرايا الغرائبية، وذلك بحِنْكَةِ خزّافٍ لُغَويٍّ شوّافٍ عرّاف، وبتخييلٍ شاعريٍّ باسقٍ مثقَّفٍ بسيماءات النار والماء والهواء والتراب، وملتوتٍ بشغف الشجن الصوفيّ، يَسوسُ خيولَ المعاني بمهارة فارسٍ واحدٍ يُواجِهُ جيشاً كبيراً من الفرسان الأشاوس".

وأضاف عيسى: "ومن هنا، تتَّسِمُ نثائِرُهُ بالفرادةِ التعبيريةِ الموجَّهَةِ لخاصة النخبة من المثقفين، وللقارئ العُمْدَةِ على وجه التخصيص. أجَلَ؛ القارئ المبدع الذي يستمتع بالذهول أكثرَ من استمتاعِهِ بِفَهْمِ الفكرة".

وختم أستاذ اللغة العربية في جامعة البلقاء الأردنية: "إننا أمام نثرٍ جديدٍ يتجاوز قسمات الشعرية، ويتخطّى لعبة التجنيس، مثل طفلٍ أسطوريٍّ، يُريد أن يُشْعِلَ حطباً من شرارة شهابٍ هاربٍ من السماء".

وكما أشار عيسى، فإن مَتْنَ "يكْتُبُ بِخَطٍ قَلِقٍ" خارجٌ على أجناسه، وهو بذلك يتقاطَعُ مع ذلك النَّص الوارد في المجموعة.. "الكتابةُ مثلُ صناعةِ الزُّجاج، لن تَنْتُجَ منها قطعةٌ متشابهةٌ.. وفي كلِّ مرّةٍ تَلُفُّ الحروفُ السماءَ حول جَسَدِها.. وتصعَدُ.. لتجلِسَ على كوكبٍ جديد".