قتل فريق الإغاثة الأجنبي بغزة لم يكن بسبب غياب التنسيق: الجميع بالجيش الإسرائيليّ "يفعل ما يحلو له"

قتل فريق الإغاثة الأجنبي بغزة لم يكن بسبب غياب التنسيق: الجميع بالجيش الإسرائيليّ "يفعل ما يحلو له"

تنديد دولي بالجريمة

أكّدت مصادر بالجيش الإسرائيليّ أن قتل فريق الإغاثة الأجنبي في غزة، ليل الإثنين - الثلاثاء، لم يتمّ بسبب مشاكل بالتنسيق بين جيش الاحتلال والمنظّمات الإنسانيّة في القطاع، وإنما بسبب عدم التزام قادة ميدانيين في الجيش بالأوامر والتعليمات.

جاء ذلك بحسب ما أوردت صحيفة "هآرتس" في تقرير صحافيّ عبر موقعها الإلكترونيّ، مساء الثلاثاء، نقلا عن مصادر بالجيش الإسرائيليّ، لم تسمّها.

وبحسب مصادر في أجهزة الأمن الإسرائيليّة، فإن "القادة (الميدانيين) والقوات تصرّفوا بشكل مخالف للأوامر والتعليمات".

وذكرت المصادر أن قيادة المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال، تحاول التنصّل من مسؤوليتها عن الجريمة، التي ارتُكبت الليلة الماضية في دير البلح، وأسفرت عن مقتل 7 من موظّفي منظمة "المطبخ المركزي العالمي".

ونقلت "هآرتس" عن مصدر في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، القول إن القيادة الإسرائيلية "تعرف بالضبط سبب الهجوم؛ داخل القطاع يفعل الجميع ما يحلو له".

20240402104743
وفي حين أشار التقرير إلى أن إجراءات الجيش الإسرائيليّ تنصّ على أن الذين يجب أن يمنحوا الموافقة النهائية على استهداف "أهداف حسّاسة"، مثل منظمات الإغاثة، هم من كبار الضباط برتبة قائد فرقة، أو قائد عامّ، وحتى رئيس أركان الجيش؛ نقل عن المصدر ذاته تأكيده أن "كلّ قائد يضع القواعد لنفسه" في غزة، وبالتالي يعطي تفسيره الخاصّ لإجراءات إطلاق النار.

وأشار التقرير إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان قرار إطلاق النار على قافلة فريق الإغاثة، "قد تم طرحه للموافقة عليه من قبل كبار الضباط".

وكان الجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن قد زعما أن مقتل موظّفي الإغاثة، كان بسبب غياب التنسيق بين قوات الجيش بغزة، وممثلي المنظمات العاملة في الميدان.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أوعز وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، بتشكيل فريق لفحص ملابسات مقتل فريق الإغاثة الأجنبي، الذين قُتل أعضاؤه باستهداف الجيش الإسرائيليّ، سيّارة كانوا يستقلّونها في دير البلح، الليلة الماضية، فيما طالبت واشنطن بتحقيق "محايد" بشأن ما جرى.

تنديد دولي بالجريمة

عواصم- أثار مقتل سبعة من عاملي الإغاثة التابعين لمنظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية غير الحكومية، التي تقوم بتوزيع مساعدات غذائية في قطاع غزة المهدد بالمجاعة، في غارة إسرائيلية، الاثنين، تنديدا دوليا.

وأوضحت المنظمة أن بين القتلى مواطنين "من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة ومواطنا يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية وفلسطينيا". كما أعلنت "تعليق عملياتها في المنطقة".

وطالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بإجراء تحقيق "سريع ومحايد" حول مقتل العاملين السبعة.

استراليا

بدوره، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق. أستراليا تتوقع محاسبة كاملة (للمسؤولين عن) مقتل عمال الإغاثة".

وأضاف أن مواطنة أسترالية هي المتطوعة زومي فرانكوم كانت تقوم "بعمل قيّم للغاية" في توزيع الغذاء في قطاع غزة.

اسبانيا

وطالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إسرائيل، بتقديم توضيحات عن مقتل سبعة من العاملين في المجال الإنساني الليلة الماضية في غارة إسرائيلية في قطاع غزة ووصفها بأنها "وحشية".

المانيا

وطالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إسرائيل بـ "إجراء تحقيق سريع ومعمّق" في مقتل عاملي الإغاثة السبعة. وكتبت على منصة إكس، "يجب أن يتمكن عمال الإغاثة من القيام بعملهم المهم بأمن تام، في العالم أجمع وأيضا في غزة (...) يجب عدم السماح بوقوع حوادث مماثلة".

بريطانيا

واستدعت الحكومة البريطانية سفير إسرائيل في لندن للتعبير عن "تنديدها الحازم" بمقتل سبعة من عمال الإغاثة، بينهم ثلاثة بريطانيين، في الغارة الإسرائيلية.

وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أندرو ميتشل في بيان، "طلبت إجراء تحقيق سريع وشفاف، وتقاسم النتائج مع المجتمع الدولي برمته، ومحاسبة المسؤولين (عن الهجوم) بشكل كامل على أفعالهم".

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، إن المملكة المتحدة تنتظر "تفسيرات شاملة وشفافة" من إسرائيل، مضيفا: "لا بد من أن يحظى العاملون في المجال الإنساني بالحماية وأن يكونوا قادرين على القيام بمهمتهم".

بولندا

وأعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أنه طلب توضيحات من إسرائيل غداة الغارة التي أسفرت عن مقتل سبعة موظفين في منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الإغاثية الأميركية وبينهم بولندي.

وكتب على منصة إكس: "طلبت شخصيا من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني توضيحات عاجلة. أكد لي أن بولندا ستتلقى قريبا نتائج تحقيق حول هذه المأساة"، مضيفا أن وارسو تعتزم إجراء تحقيقها الخاص.

فرنسا

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه عن "إدانة" فرنسا "الحازمة"، مؤكدًا أن "حماية الطواقم الإنسانية هو واجب أخلاقي وقانوني يجب أن يلتزم العالم به".

الاتحاد الأوروبي

وأدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة عمال إنسانيين، ودعا إلى فتح تحقيق.

وكتب بوريل على موقع إكس، "أدين هذا الهجوم وأدعو إلى بدء تحقيق في أقرب وقت ممكن".

وأضاف، "على الرغم من كل المناشدات لحماية المدنيين وعمال الإغاثة، ما زلنا نرى أبرياء يُقتلون".

الصين

وأعربت الصين عن "صدمتها" حيال الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة من موظفي منظمة إغاثية أميركية في قطاع غزة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين أن بكين "تعارض أي عمل يسيء إلى المدنيين ويدمر بنى تحتية مدنية أو ينتهك القانون الدولي"، مضيفا "أننا ندين" هذا الهجوم.

منظمة أطباء العالم

وقال نائب رئيس منظمة أطباء العالم جان فرنسوا كورتي، إن الغارة التي أودت بسبعة عمال في منظمة المعونة الغذائية الأميركية غير الحكومية في غزة هي "رسالة أرسلها الجيش الإسرائيلي" تهدف إلى منع العاملين في المجال الإنساني من التدخل على الأرض.

الاردن

وأعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عبر منصة أكس عن "تعازيه الحارة" لخوسيه أندريس مؤسس منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية الخيرية غير الحكومية، إثر مقتل أعضاء من فريقه خلال إيصالهم مساعدات غذائية عاجلة لأهل غزة.

وأضاف، "نقدر تضحياتكم وإنسانيتكم. يجب حماية المنظمات الإنسانية في غزة وتمكينها من إيصال المساعدات الحيوية للأشقاء في القطاع".

الامارات

وأدانت الإمارات "بأشدّ العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي فريق مؤسسة المطبخ المركزي العالمي، شريك الإمارات (...) لتعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للمدنيين في شمال القطاع".

وحمّل بيان للخارجية الإماراتية "إسرائيل مسؤولية هذا التطور الخطير كاملة"، مطالبا "بتحقيق عاجل ومستقل وشفاف بشأن ما حدث، ومعاقبة المتسببين في هذه الجريمة النكراء التي تعتبر انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني".

منظمة التعاون الإسلامي

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الثلاثاء، جريمة قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي فريقا من العاملين في منظمات إغاثة دولية في قطاع غزة، معتبرة ذلك امتداداً لسلسلة الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

ودعت المنظمة، في بيان لها، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه إلزام إسرائيل، قوة الاحتلال، باحترام واجباتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مجددة دعوتها الى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري وشامل، وحماية المدنيين والأعيان المدنية، بما في ذلك العاملين في مجال الإغاثة، وضمان إيصال المساعدات الانسانية بشكل كاف ومستدام إلى جميع أنحاء قطاع غزة.

السعودية

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية استهداف قافلة منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في قطاع غزة، في استمرارٍ ممنهج لجرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني.

وقدمت الوزارة خالص تعازي ومواساة المملكة لذوي الضحايا، مجددةً رفض المملكة القاطع لاستهداف البعثات والمنظمات الإغاثية والعاملين فيها.

كما طالبت المجتمع الدولي بالقيام بدوره تجاه وقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين العُزّل والعاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية، والعمل على إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية العاجلة لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.