ياسمينة أنجبت ريحانتين وارتحلت
بقلم: بشير عمري
قالت لي "سامحني وسلم على بناتي وبوسهن، واحضر لي طعاما من بيت أهلي ومن بيت عمي لارفع معنوياتي وأرفع مناعتي"، وفعلا حققت وصيتها وأحضرت لها ما طلبته تعشت وأخذت أدويتها بعد وصولي عندها. وقالت لي أريد أن تعمل لي مساجا لظهري كي تتحسن رئتي، وفعلت، وأعطيتها تبخيراتها وقالت "لقد تعبت أريد أن أنام"، في اليوم التالي أصيبت بجلطة رئوية حادة ورحعت الى باريها.
ياسمينتي في رحاب الله إلى من هو خير مني ومنا جميعا، لك كل الحب والاحترام يا من كنتِ لي نعم الرفيق ونعم الزوجة الصابرة المحتسبة .
ثلاثة عشر يوما كنتِ تتضرعين الى الله أن يردك سالمة إلى بيتك، وقد استجاب الله دعاءك، لقد رحلتِ إلى بيتك هناك في رحاب ربك عند خير صاحب وفي خير بيت وأعلى درجات بإذن الله.
نعم إنني أشهد الله وأشهدكم جميعا أنها لم تشكوا لمخلوق معاناتها سوى لربها .
هنيئا لك ما صبرتِ واحتسبتِ.
كانت دائمة الخوف علي وعلى بناتها ودائمة التفقد لنا، ولم أكن أعرف سر تعلقها وحبها أن أبقى بجانبها وتقول لي (خليك معي) منذ بداية زواجنا.
الآن عرفت ما مدى هذا التعلق وسببه، الآن عرفت سبب الامتحانات الصعبة والابتلاءات العصيبة التي مررنا بها سويةً
ما أسبابها .
لقد كان تهيئا من الله لي أن هناك مصابا جللاً سيحل بك يا عبدي فلا تعجز ولا تيأس أنا معك وحدي الواحد الأحد .
أنت يا عبدي ليس لك في هذه الدنيا عون ولا رفيق ولا صديق غيري أنا الله الواحد القهار .
أنت يا عبدي سأبتليك بأعز ما تملك لأحضرك عندي وليس هنالك خطيئة واحدة عليك لأطهرك ولأصطفيك .
أنت خرجت من حولك وقوتك إلى حولي وقوتي الآن وقَبلاً وبَعداً وطول ما حييت .
الآن عرفت ما معنى (كن مع الله في الرخاء يكن معك في الشدة) .
الآن عرفت معنى كلام الرسول صلوات ربي وسلامه عليه (عرفت فالزم) الآن عرفت قيمة آيات القرآن التي حفظتها وقرأتها والأحاديث النبوية التي تربيت عليها .
يا رب ان لم يكن بك علينا سخط ولا غضب فلا نبالي .
والله يا زوجتي الراحلة إسمك لوحده له معنى وأهمية خاصة مذ عرفتكِ .
سجود ...
هنيئا لك الشهادتين ..
شهادة المرض اللعين الاصابة بالفايروس
وشهادة النفساء.
أحتسبك عند الله راضيا بقدره وقضائه.
هنيئا
