السكتة الدماغية: دقائق حاسمة قد تنقذ حياتك!
تُعدّ السكتة الدماغية من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، حيث يؤكد الأطباء أن التأخر في تقديم الرعاية الطبية العاجلة يُعدّ العامل الأساسي في فقدان العديد من المرضى لحياتهم.
وتشير الدراسات إلى أن العديد من حالات الوفاة كان يمكن تفاديها لو حصلت على الإسعاف السريع والرعاية الطبية المناسبة.
بحسب تقرير نشره موقع “لايف ساينس”، يُصاب أكثر من 795 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة وحدها بالسكتة الدماغية، ويفقد العديد منهم حياتهم بسبب التأخر في تلقي العلاج المناسب.
تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، ما يؤدي إلى نقص الأكسجين وتلف خلايا الدماغ.
وتنقسم إلى نوعين رئيسيين، الأول هو السكتة الدماغية الإقفارية، التي تنتج عن انسداد أحد الأوعية الدموية في الدماغ، والثاني هو السكتة الدماغية النزفية، التي تحدث عند تمزق أحد الأوعية الدموية.
وفي كلتا الحالتين، يمكن أن يكون الضرر قاتلًا أو يسبب إعاقة دائمة إذا لم يُعالج المصاب بسرعة.
يؤكد الأطباء أن سرعة التعرف على أعراض السكتة الدماغية وطلب المساعدة الطبية الفورية يمكن أن ينقذا حياة المصاب ويقللا من المضاعفات المحتملة.
ومن أهم الأعراض التي يجب الانتباه لها، تدلي الوجه، حيث يبدو أحد جانبي الوجه مترهلًا أو مشلولًا، ويمكن اختبار ذلك بطلب من الشخص أن يبتسم، فإذا كانت الابتسامة غير متناسقة، فذلك مؤشر خطر. كما يعد ضعف الذراع من العلامات التحذيرية، حيث يجد المصاب صعوبة في رفع إحدى ذراعيه، أو تنحرف الذراع إلى الأسفل عند رفعها.
إلى جانب ذلك، قد يعاني الشخص من صعوبة في النطق، حيث يصبح الكلام غير واضح أو غير مفهوم، ويمكن اختبار ذلك بطلب منه تكرار جملة بسيطة مثل: “السماء زرقاء”، فإذا لم يتمكن من نطقها بوضوح، فقد يكون ذلك علامة على السكتة الدماغية.
إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، يجب الاتصال فورًا بخدمات الطوارئ للحصول على المساعدة الطبية العاجلة. بالإضافة إلى العلامات الرئيسية، قد تظهر أعراض أخرى مثل فقدان التوازن وصعوبة المشي، إلى جانب تغيّرات مفاجئة في الرؤية، مثل الرؤية الضبابية أو المزدوجة أو فقدان النظر المفاجئ.
وقد يعاني المصاب أيضًا من ارتباك مفاجئ أو صعوبة في الفهم، إضافة إلى صداع شديد وغير مألوف يوصف أحيانًا بأنه “أسوأ صداع في الحياة”.
تختلف الأعراض بناءً على الجزء المتأثر من الدماغ، فالسكتة الدماغية في النصف الأيسر من الدماغ قد تسبب صعوبة في الكلام وضعفًا في الجانب الأيمن من الجسم، بينما السكتة في النصف الأيمن قد تؤدي إلى مشكلات في الوعي بالمكان وضعف في الجانب الأيسر.
يشدد الأطباء على أن كل دقيقة لها أهمية عند التعامل مع السكتة الدماغية، فكلما تم تقديم العلاج بسرعة، زادت فرص البقاء على قيد الحياة وتقليل المضاعفات. لذا، لا يجب التردد في طلب المساعدة فور ملاحظة أي من هذه الأعراض.