البنك الدولي يعود الى الوراء بخمس سنوات
![البنك الدولي يعود الى الوراء بخمس سنوات](https://khabar24.net/storage/mal-oaaamal/middle-east-business-india.jpg)
اية حوراني - خبر 24-
جائحة كورونا والكوارث الطبيعية والصراعات، تعيد البنك الدولي الى الوراء بخمس سنوات من العمل والجهد في الحد من الفقر وخفض معدل الفقر المدقع العالمي، ويطالب البنك الدولي دول العالم بالتعاون لانعاش مسار الحد من الفقر، واتخاذ اجراءات سريعة ملموسة ومهمة في مجال السياسات العامة ، لتحقيق ما هو مخطط له ومواجهة التحديات الطاغية.
اوضح البنك الدولي في تقرير له عن إحصائيات الفقر في عام 2020، انه طوال 25 عاما مضت تقريبا، كان الفقر المدقع في انخفاض مطرد. والآن، وللمرة الأولى خلال جيل كامل، تبدأ معدلات الفقر في التزايد. ترجع هذه الانتكاسة إلى حد كبير إلى التحديات الرئيسية (جائحة كورونا، الصراع وتغير المناخ)، والتي تواجه جميع البلدان، ولا سيما البلدان التي تعاني من وجود أعداد ضخمة من الفقراء، حيث شهدت الفترة بين عامي 2019 و2020 زيادة في الفقر المدقع أكبر من أي وقت مضى منذ بدأ البنك الدولي في تتبع الفقر عالميا.
في حين أن جائحة كورونا تشكل عقبة جديدة، فإن الصراع وتغير المناخ يزيدان من الفقر المدقع منذ سنوات.
فقد انخفض عدد من يعانون من الفقر المدقع انخفاضاً كبيراً من 1.9 مليار شخص عام 1990 إلى 689 مليونا عام 2017. وظل معدل الفقر في العالم يتراجع نحو نقطة مئوية واحدة سنويا بين عامي 1990 و2015، لكنه أصبح ينخفض أقل من نصف نقطة مئوية سنويا بين عامي 2015 و2017.
وكانت الأسباب الرئيسية لهذا التباطؤ واضحة لبعض الوقت، ولكن آثارها قد ازدادت الآن بسبب جائحة كورونا.
واشار البنك الدولي بانه يعيش أكثر من 40% من فقراء العالم في بلدان متأثرة بالصراع. ويعاني أشد الناس فقرا من الصراعات العنيفة، فهي تدمر موارد رزقهم وتثبط في الوقت ذاته من الاستثمار في مجتمعاتهم المحلية. فعلى سبيل المثال، تضاعفت معدلات الفقر المدقع تقريباً بين عامي 2015 و2018 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بسبب تأجج الصراع في سوريا واليمن.
ويمكن أن تؤدي أعمال العنف، في أشد أشكالها، إلى نشوب حروب تزهق الأرواح وتدمر الأسر والأصول والموارد الطبيعية، مخلفةً إرثاً قد يستغرق التعافي منه سنوات.
كما أن تغير المناخ يشكل تهديدا مستمرا لجهود الحد من الفقر، وسوف يزداد حدة في السنوات المقبلة. إذ تذهب تقديرات جديدة إلى أن تغير المناخ سيدفع ما بين 68 مليون شخص و135 مليونا إلى براثن الفقر بحلول عام 2030. ويمثل تغير المناخ تهديدا خطيرا بشكل خاص في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا - حيث يتركز معظم فقراء العالم. ويمكن أن تشمل آثار تغير المناخ أيضا ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتدهور الأحوال الصحية، والتعرض للكوارث كالسيول التي تؤثر على الفقراء والسكان عموما.
جائحة كورونا - يُتوقع أن تؤدي إلى زيادة الفقر في الفئات التي كانت أقل تأثرا
يتوقع البنك الدولي أن الصراع الذي تشوبه أعمال العنف وتغير المناخ يهددان جهود الحد من انتشارالفقر منذ سنوات، وأن جائحة كورونا هي التهديد الأحدث والأكثر إلحاحاً الذي سيزيد من الفقر المدقع حول العالم .
فتأثير الجائحة على الحد من الفقر سيكون سريعا وملموسا. وفي عام 2020 وحده، يمكن أن تزيد الجائحة عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع زيادة حادة تتراوح بين 88 مليون شخص و115 مليونا. ويعطل فيروس كورونا كل شيء من الحياة اليومية إلى التجارة الدولية. ويعاني أفقر الناس من أعلى معدل للإصابة بالمرض ويعانون من أعلى معدلات للوفيات في جميع أنحاء العالم.
يقول أكسل فان تروتسنبورج، المدير المنتدب لشؤون العمليات بالبنك الدولي، "ما يعنيه هذا هو أن الأطفال لن يذهبوا إلى المدارس، وأن معدلات الوفيات قد تتأثر، وكذلك معدلات سوء التغذية، ونوعية المياه، والعديد من المؤشرات الأخرى". وأضاف قائلا "إننا نرى ذلك بالفعل في البيانات الصحية والتعليمية. ونحن قلقون ومهتمون، وعلى استعداد للعمل بمزيد من الجد عن أي وقت مضى لمواجهة هذا التحدي".
وتطال تأثيرات الفقر الناجم عن فيروس كورونا حاليا فئات سكانية كانت قد سلمت من أضراره نسبياً. فعدد أكبر من الفقراء الجدد يعيشون في المدن وقد تلقوا قدرا أكبر من التعليم من الفقراء، وهم أكثر انخراطاً في الخدمات والتصنيع بالقطاع غير الرسمي، وأقل انخراطاً في الزراعة. وقد تكون بلدان متوسطة الدخل كالهند ونيجيريا موطناً لنحو 75% من الفقراء الجدد.
وفي هذا الصدد، قال رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس "نحن نعمل على معالجة العديد من المشاكل الملحة، بما في ذلك الدعم الغذائي، والربط الرقمي، وتحقيق الإنصاف في الحصول على أجهزة التشخيص والعلاجات واللقاحات المتصلة بفيروس كورونا." وبينما نتطلع إلى ما هو أبعد من الاستجابات الفورية للجائحة، ينبغي لواضعي السياسات الانتباه للتحديات الإنمائية الأوسع نطاقا.