بقلم: محمد قاروط ابو رحمه

في الساعة الثالثة فجرا، استيقظت كعادتي، بدأت بتصفح "الفيس بوك"، فلفت نظري منشور حديث لصديقي "ابو شاكوش" لا يليق به كما اعتقدت، ولم يتفاعل معه أحد بعد.

لم اتردد في الاتصال به لكنه لم يرد، بعد دقائق تلقيت منه رسالة على "الواتس أب" تحتوي على صورته وهو في فراش النوم، وتبعها بمكالمة هاتفية قائلا: هل وقعت الحرب؟

اجبته: تقريبا ووصلت إلى فراشك، منشورك على الفيس بوك، لا يليق بك... "الإشارة حمراء" وهذا يعني طلبا للتوقف وعدم الاستمرار فيما تقوم به، ومناقشة الامر بعد 24 ساعة، وهو مصطلح خرج من روح التجربة والعلاقة الاخوية بيننا.

ورد: سأحذفه صباحا، لكنه لم يفعل، واخلف وعده.

غضبت ولم أراجعه، في أول الليل هاتفني، بادرته بانك لم تفي بالوعد، قال: نسيت. ثم بصوت خافت قال كلاما سريعا فهمت منه انه يعز عليه كتابة شيء ثم يتراجع عنه.

ملاحظاتي حول استخدامه لصفحته على الفيس بوك، وملاحظاته على استخدامي لصفحتي على الفيس بوك، يؤخذ بها وتنفذ فورا وبجد، لأن الأصدقاء مَرَايَا بعضهم، وليسوا أتباع بعضهم.

أبو شاكوش إنسان حقيقيأ أطلقت عليه هذا الأسم وفرح به، وبمطرقته الصغيرة يفتح قنوات تتدفق من خلالها أفكارا مهمة، نكتبها لنتعلم منها، وليقرؤها غيرنا.

الدروس المستفادة:

كتب ابو شاكوش منشوره بعد يوم مرهق جسديا وذهنيا ووجداني، وأنا قرأت ما كتب بعد استيقاظي من نوم عميق. ونتعلم من ذلك:

على صفحات التواصل الاجتماعي، قرر عدم الكتابة وأنت غضبان او حزين، تذكر الأثر السلبي لما تكتبه على أصدقائك وأهلك، ومن تحب.

على صفحات التواصل الاجتماعي، قرر عدم الكتابة وأنت سعيد وفرح، بعض الناس لا يحبون الفرحين السعداء.

على صفحات التواصل الاجتماعي، لا تذكر نقاط ضعفك، فيستغلها أعداءك وخصومك.

تصرف مع وسائل التواصل الاجتماعي كالنجار، يقيس بالمتر من الجهات الأربعة قبل أن يتناول المنشار.

تذكر أن آلاف المختصين بكافة العلوم الإنسانية والأمنية، يراقبون صفحات التواصل الاجتماعي، فلا تهديهم ثغراتك، وتجعل لهم على نفسك وأسرتك طريقا ليستغلوك.

راجع صفحتك دوريا، وقيد الوصول لبعض منشوراتك التي أدت وظيفتها.

صورك تعكس شخصيك، ومزاجك، وحالتك الوجدانية، فلا تنشر صورك قبل ان تكون مناسبة جدا جدا جدا.

تجمل بصديق تحفظه ويحفظك، الصديق ستر وسند، وصادق صديقا صادقا بصدقة فنعم الصداقة بصديق صادق.

 من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك شرا، فاتخذه لنفسك صديقا. الإمام علي رضي الله عنه.

 أغضبه ويغضبني دوريا. ضعوا قبل الثلاثة في قول الإمام علي ثلاث أصفار او أكثر.

وكن مرآة احد، واتخذ لنفسك مرايا.

ابحث عن شاكوش ليطرق لك قنوات ذهنك ووجدانك وصحة جسمك، وكن شاكوش صادقا لغيرك.

كن واعيا لايجابيات وفوائد صفحات التواصل الاجتماعي، وسلبياتها ومخاطرها، استثمر فوائدها وتجنب سلبياتها، وتعلم من تجارب الآخرين السلبية، قبل أن تكون أنت وأنا احد ضحايا هذه الوسائل.