اغتيال صالح العاروري واستشهاد 6 آخرين في بيروت

اغتيال صالح العاروري واستشهاد 6 آخرين في بيروت

استشهد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" واثنين من قادة حماس وثلاثة اشخاص في قصف مسيّرة اسرائيلية، استهدفت مكتبا لـ"حماس" في منطقة المشرفية بضاحية بيروت الجنوبية، وأكّدت حماس في بيان صدر عنها، اغتيال العاروري، واثنين من قادة القسام" في الهجوم الإسرائيليّ بطائرة مسيرة.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بـ"استشهاد صالح العاروري و 3 آخرين، وإصابة 11 شخصا في الغارة المعادية على مكتب حماس في الضاحية"، وفيما بعد تم الاعلان عن استشهاد 7 اشخاص من بينهم العاروري.

وأصدرت الحكومة الإسرائيلية أوامر لوزرائها، تمنعهم من إجراء مقابلات صحافية بشأن عملية الاغتيال، فيما كتب عضو الكنيست عن حزب الليكود الذي يترأسه رئييس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين ننياهو، داني دنون، "بارك" لأجهزة الأمن الإسرائيليّة، عملية الاغتيال التي وصفها بـ"الناجحة".

وأوردت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلا عن مصدرين أمنيين، تأكيدهما "مقتل مسؤول فلسطيني كبير في انفجار ضاحية بيروت الجنوبية"، فيما أكّدت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، "سقوط 4 شهداء وعدد من الإصابات في استهداف مكتب حماس في المشرفية".

وأكدت تقارير إسرائيلية بأنه تمّ اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، العاروري؛ كما نقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء، عن مسؤولين أمنيين تأكيدهما "مقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في القصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت".

وقبل ذلك، ذكرت الوكالة أن "مسيرة إسرائيلية معادية استهدفت مكتبا لحماس في المشرفية، وسقوط عدد من الجرحى. ووصلت سيارات الإسعاف إلى المنطقة لنقل المصابين"، قبل أن تؤكد استشهاد 4 أشخاص وإصابة آخرين.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن "عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة ،و هي تثبت مجدّدا فشل هذا العدو الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع غزَّة".

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن النائب في حزب الله، حسين جشي، القول إن "حزب الله سيردّ على الاغتيال، وهذا محسوم، وتبقى الأمور تقدّر بقدرها".

وأشار إلى أن "الأمين العام لحزب الله، (حسن نصر الله) أكد أن أي استهداف لأي شخصية في لبنان مهما كانت جنسيتها سيُردّ عليها".

وذكر أن "حزب الله لا يزال يحاول إبقاء الأمور ضمن قواعد الاشتباك، لكن الإسرائيلي يعمل على توسعة (ذلك) والأميركي يلجمه".

 الاغتيال بيروت
الشقة التي تم قصفها بطائرة مسيرة في الضاحية الجنوبية من بيروت.

من هو صالح العاروري

ولد العاروري بلدة عارورة الواقعة قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية عام 1966، وأصبح عنصرا ناشطا في منتصف الثمانينيات في جامعة الخليل، حيث درس الشريعة الإسلامية.

والتحق بجماعة الإخوان المسلمين وهو في سن مبكرة، وقاد عام 1985 "العمل الطلابي الإسلامي" في جامعة الخليل.

ويدعي مسؤولون أمنيون في إسرائيل والولايات المتحدة، أن العاروري انضم إلى حماس بعد وقت قصير من تشكيلها في أواخر عام 1987 مع بداية "الانتفاضة الفلسطينية الأولى".

ويضيف هؤلاء أن العاروري سرعان ما تدرج من كونه قائدا لكتلة طلابية داخل الحرم الجامعي إلى تأسيس كتائب القسام.

اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية العاروري وسجنته ثلاث مرات، رغم أنه واصل نشاطه في حماس حتى أثناء وجوده في سجن عسقلان الإسرائيلي.

وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1990 و1992، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إداريا (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه بحركة حماس.

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي 1991 و1992 بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.

وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة.

وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.

وفي عام 2003، صنفت وزارة العدل الأميركية العاروري كـ"متآمر في قضية تتعلق بتمويل الإرهاب"، لارتباطه بثلاثة من نشطاء حماس في شيكاغو.

وتم وصف العاروري في لائحة الاتهام بأنه "قائد عسكري رفيع المستوى في حماس، تلقى عشرات الآلاف من الدولارات مقابل أنشطة عسكرية بما في ذلك شراء الأسلحة".

وعقب الإفراج عنه عام 2010، تم اختيار العاروري عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس.

وبعد إطلاق سراحه اضطر العاروري إلى الانتقال إلى العاصمة السورية دمشق، للانضمام إلى قيادة حماس في المنفى هناك.

وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة حماس لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، التي أطلقت عليها حركة حماس اسم "وفاء الأحرار".

ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، بدأ العاروري في التحرك مرة أخرى، وأمضى بعض الوقت في تركيا.

في عام 2014، أعلن العاروري أن حماس مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في حزيران/ يونيو 2014 وشمل اختطاف وقتل إسرائيليين في الضفة الغربية، كان أحدهم مواطنا أميركيا إسرائيليا.

وفي أيلول/ سبتمبر 2015، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على العاروري بدعوى أنه عمل "كممول رئيسي وميسر مالي لخلايا حماس العسكرية".

وتقول الوثائق الأميركية المتعلقة بهذا الإجراء إن العاروري أدار العمليات العسكرية لحماس في الضفة الغربية.

وفي التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر 2017، أعلنت حركة حماس انتخاب العاروري، نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة.

وانتقل العاروري بعدها إلى لبنان حيث لعب دورا فعالا في رأب الصدع الذي شاب العلاقات بين حماس وإيران على خلفية الثورة في سورية، وكذلك بدأ في إقامة علاقات أوثق مع حزب الله.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، عرضت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن العاروري.

وقالت وزارة الخارجية في ذلك الوقت، إن العاروري "يعيش حاليا بحرية في لبنان، حيث يقال إنه يعمل مع قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني".

بدورها، تدعي التقارير الإسرائيلية أن العاروري كان المنافس الأبرز ليحيى السنوار على قيادة حماس، وتنسب له السلطات الإسرائيلية، المسؤولية عن عمليات القسام ضد إسرائيل من لبنان وسورية، بما في ذلك إطلاق القذائف الصاروخية.

وتدعي إسرائيل أن العاروري كان المحرك الأكبر للتنسيق الوثيق بين حزب الله وحركة حماس، ودفع باتجاه تنفيذ عمليات مشتركة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وكان العاروري يتعرض لحملة تحريض متواصلة في السنوات الأخيرة في الإعلام الإسرائيلي، وصلت إلى حد الدعوات العلنية لاغتياله، خصوصا مع تصعيد العلميات الفلسطينية ضد الاحتلال في الضفة المحتلة.