100 مليون أمريكي يواجهون خطر التسمم بـ"المواد الكيميائية الأبدية"
أظهرت دراسة حكومية حديثة أن نحو 100 مليون أمريكي يعيشون في مناطق تتعرض فيها إمدادات المياه للتلوث بمواد كيميائية تعرف باسم “المواد الكيميائية الأبدية” أو PFAS. وقدرت الدراسة، التي أجرتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لأول مرة عدد الآبار الخاصة والمرافق في المدن الصغيرة التي تحتوي على هذه المواد، المعروفة بتأثيراتها الضارة مثل زيادة خطر الإصابة بالسرطان ومشاكل العقم.
في الفترة بين 2019 و2022، جمع الباحثون عينات من الآبار في ثلاث مناطق مختلفة عبر الولايات المتحدة، مما ساعد في تقييم مستويات PFAS في المياه الجوفية، خاصة بالقرب من المطارات، ومرافق طلاء المعادن، ومصانع البلاستيك. واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات 24 نوعاً مختلفاً من هذه المواد، وتم دمجها في خوارزمية تعلم آلي متقدمة، لتوسيع النتائج على مصادر المياه الجوفية في جميع أنحاء البلاد. وقد توصل الباحثون إلى أن مياه الشرب التي يعتمد عليها ما بين 71 إلى 95 مليون شخص تحتوي على تركيزات مرتفعة من هذه المواد.
وأكدت الدراسة أن نقص التحاليل الدورية يعرض السكان لمخاطر تناول مياه ملوثة بـ PFAS دون علمهم، خاصة في الآبار المنزلية.
يُذكر أن “المواد الكيميائية الأبدية” تُستخدم منذ الأربعينيات في تصنيع مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل الأواني غير اللاصقة ورغوة إطفاء الحرائق. وتتسرب هذه المواد إلى التربة عبر مياه الصرف الصحي، والانسكابات الكيميائية، وتراكم النفايات.
وتحذر وكالة حماية البيئة من أن التعرض المستمر لمواد PFAS قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان البروستات والكلى والخصية، إضافةً إلى التأثير على نمو الأطفال وتقليل الخصوبة لدى النساء.