استتباب الأمن وإنهاء الفوضى وتوفر القانون..هاجس أهالي بلدة كفر عقب
القدس-خاص- خبر24/ شيرين عوض
ما إن تذكر بلدة كفر عقب، شمال وسط العاصمة القدس، حتى تقفز إلى ذهن أي شخص يعرفها، صور العشوائيات والفوضى، وعدم التنظيم وغياب القانون.
منذ عدة سنوات تعاني كفر عقب، وهي حي كبير يقع على بعد عشرة كيلومترات شمال وسط مدينة القدس، من سوء التخطيط، وسوء البنى التحتية العامة، والفوضى وانعدام القانون، فسلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد إهمال البلدة، كما تمنع السلطة الوطنية الفلسطينية من ممارسة أي دور لتنظيم كفرعقب، وتنفيذ أية مشاريع تساهم في النهوض بواقع البلدة.
من أبرز معالم الفوضى التي تشهدها بلدة كفر عقب، أزمة السير الخانقة في الشارع الرئيس للبلدة، فالمركبات التي تسافر من كفر عقب نحو حاجز قلنديا، عادة ما تعلق في اختناقات مرورية خاصة في فترتي الصباح وما بعد الظهر.
كما تعاني كفر عقب من البناء غير المنظم، ما جعلها أشبه بالعشوائيات، وأدى ذلك إلى حدوث مشكلات ونزاعات بين المواطنين القاطنين في المنطقة.
ويوضح رئيس بلدية كفر عقب عماد عوض (٥٥ عامآ) أن البلدة تتبع مدينة القدس، ويتجاوز عدد سكانها ١٢٠ ألف مواطن، وتقع حدوديآ بين أهم مدينتين في فلسطين هما القدس عاصمة فلسطين الأبدية، ومدينة رام الله.
ويضيف عوض، إن كفر عقب تاريخيآ بلدة مقدسية، وأن 95% من أراضيها مقدسية، و5% فقط مناطق مصنفة (C) ومن أراضيها تلك المصادرة التي أقيمت عليها ما تسمى بمستوطنة (كوكب يعقوب).
ويؤكد عوض أنه رغم الفوضى السائدة، والصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجه البلدية، إلا أن لديها تطلعاً استراتيجياً للنهوض بواقع البلدة، وإنهاء حالة الفوضى.
ويقول: "إن المجلس البلدي منذ تسلمه مهام عمله في شهر آذار 2017، رفع شعار -كفر عقب أجمل- وهو يسعى جادا لتحقيق هذا الهدف."
ويفيد مدير العلاقات العامة في بلدية كفر عقب، أشرف ثبتة (٣٦عامآ)، أن البنية التحتيه في البلدة سيئة، فالشوارع مليئة بالحفر، وتحتاج إلى إعادة تأهيل.
ويوضح ثبتة أن من أبرز أسباب ضعف البنية التحتية، إهمال بلدية الاحتلال في القدس للبلدة، وعدم تنفيذ أية مشاريع لتحسين البنية التحتية، ويقتصر عملها فقط على إجراء إصلاحات أو صيانة بسيطة لشارع أو شارعين سنويا، وأحيانا لاتجري أية إصلاحات.
ومن الأسباب الأخرى حسب ثبتة، أعمال الحفريات في الشوارع لصيانة أو تجديد شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، دون تنسيق هذه الجهات مع بعضها البعض، ما يتسبب بخراب للشوراع وتركها دون إعادة تأهيل.
ويشير ثبتة إلى أن الكثافة السكانية العالية، والضغط الكبير على الشارع الرئيس والذي يعد حيوياً ويربط منطقة وسط الضفة بجنوبها، وكونه البوابة الشمالية للقدس الشريف، يجعل من الضروري تنفيذ أعمال صيانة مستمرة للشارع.
"بلدية الاحتلال في القدس، لا تضطلع بمسؤولياتها، ولا تؤدي واجبها تجاه البلدة، كما أن شركات المقاولات التي تنفذ المشاريع تعمل دون رقابة أو تحت رقابه غير فاعلة، والسكان أنفسهم يجرون تمديدات لخطوط الصرف الصحي ويحفرون الشوراع دون رقيب أوحسيب. يقول ثبتة.
تسبب لجوء الكثير من المقدسيين للإقامة في كفرعقب، باكتظاظ سكاني خاصة بعد العام 2005، وهذا عائد إلى انخفاض أجرة السكن مقارنة مع مناطق شعفاط والعيسوية أو القدس، بالإضافة إلى قربها من مدينة القدس، وإمكانية الاستثمار فيها خاصة بالنسبة للتجار.
من جهتها، تدعو المواطنة ربا حباس (٢٤عامآ)، إلى إيلاء البلدة مزيدا من الاهتمام، خاصة على صعيد البنية التحتية التي تفتقر إليها، مثل المياه والطرق والصرف الصحي.
وتشير إلى أن هناك مشكلات كثيرة بسبب عدم فرض القانون، ما يتسبب بإشاعة حالة من الفلتان الأمني، الذي يؤثر سلبا على حياة المواطنين وأمنهم، وحركتهم، وتسيير أعمالهم.
وتوضح حباس أنه إضافة إلى الاكتظاظ السكاني، تبرز مشكلة البناء دون ترخيص، ويرجع السبب الرئيس لذلك، إلى غياب القانون، ما يشجع البعض على القيام بأعمال خارجة عن القانون.
ويقول المواطن محمد الهمشري (٤٥عامآ) والذي يعمل في قطاع العقارات: "إن غياب القانون في المنطقه هو أهم الأسباب التي أدت لكل هذه التجاوزات في البنية التحتية، وعدم التنظيم، وتحديدا المباني التي أقيمت بشكل عشوائي دون ارتداد قانوني، ولا موافقه قانونية، ولا ينطبق عليها أي شرط من شروط السلامة".
ويؤكد الهمشري أن سلطات الاحتلال دفعت بالمقدسيين إلى النزوح إلى كفر عقب، من خلال إرهاقهم بالضرائب، وذلك من أجل تفريغ القدس من سكانها الأصليين.
بدوره، يشير المواطن علي مطير (٤٢ عامآ)، إلى أن بلدية كفر عقب لا تستطيع تنفيذ أية مشاريع دون موافقة بلدية الاحتلال في القدس، والتي بدورها تعيق تنفيذ هذه المشاريع، كما تحول دون تمكين الجهات الرسمية في السلطة الوطنية الفلسطينية من تنفيذ مشاريع.
من ناحيته، يقول المواطن ناصر قنديل (٣٤ عامآ) سائق تكسي: "منذ أكثر من ٧ سنوات ونحن نعاني من أزمات غير طبيعية، لأن البلدة حلقة وصل بين الشمال والجنوب، كما أن مشكلة طلبة المدارس من العوامل المتسببة بالأزمة، فلا قانون ولا نظام يحكم البلدة، وأتمنى أن تتمكن عناصر الشرطة الفلسطينية من التواجد دائما للسيطرة على الأمن وفرض النظام".
وتشير المواطنة اسمهان كراكرة (٣٨ عامآ)، والتي تعمل في محلات لبيع الملابس، إلى أنه رغم الكثافة السكانية، وأزمة المرور الخانقة والفوضى وغياب القانون في البلدة، إلا أن هناك جوانب إيجابية من قبيل ازدهار الحركة التجارية، والتي يساهم مواطنو القدس والداخل في إنعاشها.
وتعبر كراكرة عن أملها في تركيب إشارات ضوئية في طرق البلدة لتنظيم وضبط حركة السير، كما تتمنى تنفيذ حملات مصادرة للمركبات غير القانونية التي تعيق حركة المرور، ولما تسببه من أضرار ومشاكل.
تبقى عوامل توفر الأمن والقانون، وإنهاء حالة الفوضى، وتحسين البنية التحتية هاجسا كبيرا يقلق أهالي بلدة كفر عقب، الذين يتطلعون بأمل إلى استتباب الأمن وتوفر الخدمات.