إطلاق كتاب "ماهية العلاقة بين الدين والعلمانية" للأسير عبد العظيم عبد الحق
نابلس- أطلق الأسير عبد العظيم عبد الحق كتابه "ماهية العلاقة بين الدين والعلمانية وآثارها على المجتمعات العربية والإسلامية"، في حفل نظّمه إقليم حركة "فتح" في نابلس، اليوم السبت، في قاعة مركز حمدي منكو الثقافي في بلدية نابلس.
وأشارت المكتبة الوطنيّة الفلسطينية، في بيان لها، إلى أن كتاب الأسير عبد الحق يأتي في (235) صفحة، ويضم ثلاثة فصول، وهي: نشأة الأديان والشرائع السماوية، الإسلام والقرآن والحاكمية، والحاكمية الإلهية الأخرى والعلمانية.
وقال نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون الاجتماعية رائد الدبعي، في كلمته، إن الأسير الكاتب عبد العظيم عبد الحقّ ابن قرية قصرة، أحد قادة حركة "فتح"، وأحد رموز قطاعها الريفي، وأحد قادة ومؤسسي مؤسساتنا الوطنية والأمنية، والذي قرر أن يكون في طليعة المنتفضين منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، ومن أوائل معتقليها، إذ اعتقل بتاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2000، وحكم بالسجن لمدة 34 عاماً، وكان هذا الاعتقال الرابع، وأمضى ما مجموعه 28 عاماً في الأسر.
وأشار إلى أن الأسير عبد العظيم هو المثقف الواعد والناقد الفذ، والكاتب المحصن بالمعرفة والإصرار، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة القدس، والماجستير في الدراسات الإسرائيلية من نفس الجامعة، وهو والد الطفلة الشهيدة سارة والتي استشهدت في تاريخ 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2000.
بدوره، حيّا جهاد رمضان في كلمته ممثلاً عن حركة "فتح" إقليم نابلس، إبداعات الحركة الوطنية الأسيرة، مشيرًا إلى اسهاماتها على مدى سنين الثورة الفلسطينية.
ولفت إلى جهود عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، القائد الأسير مروان البرغوثي في قيادة المسيرة التعليمية في معتقلات الاحتلال، وتصدير مئات الشهادات الجامعية العليا سنوياً انطلاقاً من أن ساحات النضال والفعل متعددة، وأن الأسرى يستطيعون أن يؤلموا الاحتلال بالتعليم.
وعبّر نائب رئيس بلدية نابلس حسام الشخشير، عن فخر البلدية باستضافة هذا اللقاء والذي يشكل دعماً للحركة الأسيرة، بالإضافة إلى دعم النشاط العلمي، مشيراً إلى أهمية هذا المنتج العلمي، والذي يتحدث عن الاشتباك بين العلمانية والدين، والمدرسة السياسية الإسلامية والتغريب الفكري.
وفي كلمة مسجلة صوتياً، قال الأسير عبد العظيم عبد الحق: "الحديث إليكم من داخل السجن فيه طعم الحرية، فإذا كان الحديث بهدف تقديم كتابي والتعريف عليه؛ فإن طعم الحرية يتخلله الشعور بالانتصار، لأننا الآن نحرر الكلمة رغم أنف السجن والسجان، ونثبت أن السجن ربما يقيد الجسد بلحمه وعظمه، لكن الفكر كسر القيد وتحرر وحضر من الغياب".
وقدم الأسير عبد الحق شكره للأسير القائد مروان البرغوثي، وعزا إليه الفضل في نهوض الحركة التعليمية في سجون الاحتلال.
وبيّن الأسير عبد الحق أن البحث في موضوعة "ماهية العلاقة بين الدين والعلمانية وآثارها على المجتمعات العربية والإسلامية" استغرق أكثر من ثلاث سنوات، لانعدام أدوات البحث اللازمة، فلا يوجد غير مكتبة في السجن وهي ضعيفة ولا تفي بالغرض.
بدوره، قال رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع: "نحن في هذا اللقاء نتضامن مع المعتقلين، خاصة وأن الأسرى مقبلين على خطوات نضالية قد تصل إلى إضراب عن الطعام"، لافتاً إلى أن مناقشة كتاب أسير هو فعل تحرر واحتفال بالأسير حراً، فالأسير حر في عقولنا وفي وجداننا، فالسجن إن كان يحتجز الجسد فالأسير عبد العظيم نراه حراً الآن، فهو حر بأفكاره وإرادته وكتابه، وقد خرج من بين الجدران ليكون هنا في مدينة نابلس مع أصدقائه وأحبائه، ليكون بين أبناء شعبه طليقاً في مداركه.
وأضاف بأن السجن لم يستطع أن يهزم عبد العظيم رغم مرور هذا الزمن الثقيل، ولم يستطع السجن أن يحوله إلى إنسان عاجز أو مستسلم، أو يدفنه في قبور النسيان، أو يحوله إلى قطعة جامدة في جدار.
وأكد قراقع أن هذا الكتاب من الوزن الثقيل، فهو كتاب فكري وفلسفي، وبحثي وجدلي، وكل فصل فيه يحتاج إلى ندوات لدراسته، وأن إصداره لهذا الكتاب رغم شح المصادر والمراجع في السجن؛ يؤكد عبقرية الأسرى التي حولت السجون إلى جامعات ومدارس، كما وتحولت طاقاتهم العقلية إلى طاقة كبيرة تتفاعل مع الفكر الإنساني والثقافة العالمية.