أين دعاة الانسانية من حملة الوثائق الفلسطينية المشردين؟!
هل كتب على الفلسطيني ان يمضي حياته مشردا أو مطاردا أو محاصرا؟! الفسطينيون في الوطن يواجهون كل اشكال البطش والقهر والتعذيب، والمقيمون في مخيمات اللجوء يواجهون اشكالا مختلفة من القهر والفقر والظلم والتمييز خاصة الذين يقطنون في مخيمات اللجوء بلبنان، لكن حملة الوثائق الفلسطينية المقيمين في دول الخليج للعمل، سرعان ما تتحول تلك الوثيقة التي مكنتهم من السفر بحثا عن عمل لتوفير حياة كريمة الى كابوس كبير بعد انهاء خدامتهم او الاستغناء عنها او انتهاء مدة الاقامة المحددة لهم، ولا ترحمهم عشرات السنوات التي قضوها في خدمة الدولة التي يعملون فيها، وخدمة ابنائها خاصة في سلك التعليم.
اللاجىء الفلسطيني ناصر محمد حسين وعائلته المكونة من زوجة وابن وابنة، واحدة من 400 عائلة التي تم انهاد خدماتها من مجلس ابو ظبي للتعليم لتعيش حالة من التشرد والضياع.
يروي حسين الذي يحمل وثيقة سفر للاجئين الفلسطينيين صادرة من مصر والتواجد حاليا في السويد قصته بالقول " بعد ان تم انهاء خدماتنا من مجلس ابوظبي للتعليم وطلب منا مغادرة الامارات، لم نستطع العودة الى مصر لأن الوثيقة لا تسمح لنا بالعودة او الإقامة فيها، وكذلك لا تستقبلنا أي دولة، وحضرنا الى السويد وقدمنا لجوء سنة 2010 وحتى الان لم نحصل على إقامة بحجة اننا اتينا من بلد آمن وهي الامارات- فالإمارات بلد آمن لمواطنيها- ووتفاجأنا بأن السويد ترفض دخول حملة الوثائق اليها لاي سبب كان، وفي ذات الوقت غير قادرة على اعادتنا الى الامارات، ومنذ ذلك الحين ونحن في معاناة وغير مبررة".
ويضيف "في يوم الخميس الموافق 9- 7 - 2021 حضرت الشرطة السويدية مع موظفين من دائرة الهجرة وقامة بطردنا من المنزل، بعد ان اقتحموه بطريقة غير انسانية ووحشية واجبرونا على الخروج خلال عشرة دقائق وابلغناهم بأننا موافقين على التسفير وان جوازات سفرنا موجودة لدي دائرة الهجرة".
ويتساءل حسين، هل هذا التصرف قانوني او انساني من الجهة المسئولة عن ملفنا؟ وهل تسطيع تسفيرنا الى دولة الامارات العربية المتحدة، رغم عن الدولة التي ترفض منحنا تأشيرة دخول لاراضيها؟! وهل طردنا في الشارع رغم ما نعانية من امراض سلوك انساني؟!.
ويستطرد "فماذا يمكننا ان نفعل ونحن نبيت في الشوارع بدون اي مصدر دخل وغير قادرين على صرف الدواء او العيش؟".
وقال انني باسم زوجتي رحاب وابني يوسف نطالب بالغاء هذا القرار، طالما ان السويد غير قادرين على تسفييرنا، واننا نحمل دائرة الهجرة ما قد يحدث لنا، حيث اننا معرضون لتدهور وضعنا الصحي او الموت في حالة عدم صرف الدواء وعدم توفير بيئة آمنة وحياة انسانية.
وأين دعاة الانسانية ولجان حقوق الانسان والمؤسسات الدولية المعنية بالمهجرين، وهل الفلسطيني مختلف عن باقي البشر ليلاقي هذه المعاملة؟! والى متى ستبقى الاجيال الفلسطينية المتعاقبة تعاني من آثار النكبة التي مضى عليها سبعة عقود وأكثر؟.