آيزنكوت جنرال جديد يقتحم السياسة
آيزنكوت جنرال جديد يقتحم السياسة
بقلم: نوحاما دويك
أصوات أجراس الانتخابات تسمع كأصوات العصافير التي تعود في الربيع، ومعها تعتمل بورصة الأسماء. وعلى رأسها: الاسم الساخن في الموسم الحالي، رئيس الأركان الفريق احتياط غادي آيزنكوت. فهو يعد رجلاً قيمياً، متواضعاً، ويذكر له حقيقة أنه عندما عرض عليه أن يكون رئيس أركان في المرة الأولى، شكر الاقتراح، وأضاف: إنه لا يزال لا يشعر بجاهزية للمنصب.
في جولة الانتخابات السابقة أيضاً، لم يشعر بعد بجاهزية للقفز في المياه العكرة للسياسة الإسرائيلية. أما الآن، فتسمع من جهته نغمات جديدة، وحسب المنشورات، فإنه يشعر بنفسه جاهزاً. حسب تلك المنشورات، فإنه يتصرف مرة أخرى بتواضع، ويلمح إلى أنه لا يعتزم الوقوف على رأس أي من الأحزاب (لا يعني أن أحداً ما عرض عليه...)، ومعني بأن يكون رقم اثنين ويتعلم المهنة.
بالفعل، السياسة هي مهنة. ينجو فيها أولئك الذين يفهمون قواعد اللعب، يعرفون كيف يتصرفون في الشبكات الاجتماعية، ويطورون جلداً سميكاً على نحو خاص. ذات مرة قيل مزاحاً: إنه عثر على فيل نادر له جلد سياسي. السياسة ليست إطلاق يد أخرى، وليست مناسبة لكل امرئ وبالتأكيد ليس للجنرالات.
ثمة فجوة هائلة بين السلوك في الجيش والسلوك في الحقل السياسي. في الجيش، من منصب قائد حظيرة أنفار، ينزل القائد أمراً ولا يحتاج لأن ينظر إلى الوزراء، الأمر ينفذ. وبالتأكيد عندما تصل إلى الرتب العليا، وبالتأكيد كرئيس الأركان.
أما في السياسة بالمقابل، فلا توجد أوامر ولا توجد قاعدة تلقائية. في السياسة كل من يصرخ أقوى، ويمسك بمكبر صوت أشد، يحوز في الوعي. لا مكان للتواضع وللمشي الهوينا. مثلاً، كان نائب من الليكود شغل منصب منسق لجنة المالية في الكنيست. كان فائقاً في المنصب، لكنه لم يلعب سياسة. في الانتخابات التمهيدية بعد ذلك أفلت من الكنيست. بالمقابل، نرى مؤخراً انعدام الطاعة في الائتلاف من جانب النائبين غنايم والزعبي من اليسار وسيلمان وشيكلي من اليمين. الحزب لا يهمهم. الائتلاف لا يؤثر فيهم. الأمر الوحيد الذي يهمهم هو مصلحتهم الشخصية التي باسمها يريدون أن يبقوا في الكنيست.
من الجدير بآيزنكوت أن يطّلع على قائمة الجنرالات الذين زينوا السياسة. معظمهم أنهوا حياتهم السياسية وهم مرضوضون ومضروبون، أو دون أن يخلفوا أثراً ذا مغزى. هكذا مثلاً: حاييم بارليف، موتي غور، أمنون ليبكين شاحك، عميرام متسناع، غابي أشكنازي، شاؤول موفاز وغيرهم. إذا كانوا في حياتهم العسكرية نواب الرب وفي السياسة كانوا، وكيف نقول بحذر فشلوا. السياسيون المهنيون أكلوهم بلا ملح.
قلة من الجنرالات نجحوا. غانتس لا يزال على الدولاب ويحاول استخلاص الدروس. الأيام ستقول. دارج ذكر إسحق رابين، الذي استغرقه عشرين سنة كي يعين مرة أخرى رئيس وزراء وينجح. أيهود باراك، الذي يحمل لقب «الجندي ذو الأوسمة الأكثر في الجيش الإسرائيلي» و"رئيس الوزراء ذو الولاية الأقصر"، أخرج الجيش الإسرائيلي من لبنان، لكنه فشل في الميدان السياسي. وبالتأكيد، أرئيل شارون، الذي بعد عشرات السنين في المهنة، أصبح رئيس وزراء محبوباً.
وعليه، أيها الجنرال آيزنكوت، جدير النظر في المسار من جديد والتأكد من أن جلدك سميك بما يكفي.
"إسرائيل اليوم"