خوف كبير لدى التجار والمستوردين الفلسطينيين من رسوم الشحن التي تضاعفت خلال هذا العام

خوف كبير لدى التجار والمستوردين الفلسطينيين من رسوم الشحن التي تضاعفت خلال هذا العام

اية حوراني - خبر 24

أظهرت احصائيات عالمية ، أن رسوم الشحن البحري من الصين تضاعفت خمس مرات على عدة مراحل خلال العام الحالي، وأن التجار والمستوردين في جميع أنحاء العالم  يشتكون تكلفة هذه الرسوم ، وخوف كبير لدى التجار والمستوردين الفلسطينيين من تأثير هذه الرسوم عليهم والذي يجبرهم على مضاعفة أسعار السلع في فلسطين .

وعلق عاطف عواودة مستورد فلسطيني لآلات تستخدم في صناعة الخردة على أنه تفاجأ بارتفاع كبير على أسعار النقل البحري من الصين خلال الأيام الأخيرة، لتضاف إلى سلسة ارتفاعات خلال العام الحالي في ظل جائحة كورونا، وأنه كان يدفع قرابة الفين دولار كرسوم لشحن حاوية من الصين سعة (40) قدما قبل الجائحة، ثم أصبح بعد أشهر يدفع أربعة آلاف دولار، ثم تضاعفت الرسوم عدة مرات، لتصل خلال الأيام الأخيرة إلى عشرة آلاف دولار، ورغم أن هذه الآلات تورد لصالح تجار معيين يعملون في سوق الخردة، غير أن عواودة أشار إلى  أنه قد يضطر إلى رفع الأسعار لأنه إذا اضطر بالبيع بنفس الأسعار لن يكون قادرا على تحقيق أي ربح، وأضافة إلى أنه لا يعلم بالضبط سبب هذا الارتفاع المتوالي لرسوم الشحن لكن بعد تواصله من التاجر الذي يتعامل معه في الصين أوضح له أن الأسعار ستبقى مرتفعة إلى حين انتهاء الصين من الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة اي حتى نهاية كانون الثاني المقبل.

تضاعفت هذه الرسوم من كل الدول وليس الصين وحدها بسبب قلة الطلب العالمي على البضائع وارتفاع كلفة الشحن، لكن المشكلة الاكبر تتعلق بالاستيراد من الصين كونها أكثر بعدا، فرسوم الشحن يعتمد على عدد نقاط مرور السفينة في موانئ بحرية، وكلما زادت عدد أيام الشحن ومكوث الشاحنة في الميناء فإن التكلفة تزيد، وكون الصين الأبعد من بقية الدول فإن الرسوم تبدو أكثر ارتفاعا ، ومن المتوقع أن يكون هناك انعكاسا للارتفاع المتوالي لتكلفة الشحن البحري على الأسعار النهائية للمستهلك خلال الفترة المقبلة ، إن المشكلة عالمية وليست فلسطينية، قلة الطلب العالمي أدت إلى زيادة تكلفة الشحن، والمواطن الفلسطيني لم يشعر بارتفاع في الأسعار كون أن المستورد استوعب الزيادة على حساب هامش ربحه، ولكن الأسعار تضاعفت مؤخرا بشكل كبير ما قد يؤثر بشكل كبير على الأسعار في السوق، هناك تجار ما زالوا يمتلكون بضائع استوردوها في السابق، ولكن  الأسعار قد تشهد ارتفاعا إذا لم يعالج الموضوع قريبا، خاصة أن قيمة الارتفاع تحد من قدرة المستوردين على الاستيراد خلال الفترة الحالية .

حسب إحصائيات شحن الحاويات الدولي ، إن رسوم الشحن البحري لم تشهد ارتفاعا على هذا النحو حتى في ظل الجائحة، إذ وصلت تكلفة شحن حاوية خلال الأيام الأخيرة من أحد الدول الأوروبية قرابة (7) آلاف يورو، بينما كانت رسوم الشحن قبل أسبوعين (6500) يورو، وقبل شهر أيار قرابة (4000) يورو، وقبل الجائحة (1400) يورو، ما يعني أنها تضاعفت نحو خمس أو ست مرات، ومن المتوقع أن تشهد أسعار الشحن البحري مزيدا من الارتفاع مع مطلع العام الجديد، في ظل ارتفاع تكلفة الشحن بسبب قلة الطلب العالمي، في ظل انخفاض وتيرة الإنتاج لمعظم المصانع في ظل الجائحة، وكذلك بسبب ارتفاع كلفة إجراءات النقل بسبب مزيد من الخطوات التي تتعلق بضمان الصحة والسلامة العامة بسبب انتشار فايروس كورونا، التجار الفلسطينيين مازالوا يحتفظون ببضائع استوردوها سابقا لذلك لم تشهد الأسعار عموما ارتفاعا خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي مرت بها فلسطين، والتي تسببب بانخفاض الطلب على البضائع.

 لكن ما أشار اليه الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني في بيان عن مؤشر أسعار تكاليف البناء ، أنه سجلت اسعار مواد البناء والمواد الخام ارتفاعا ويعود السبب الرئيسي لارتباطها بالاسعار الدولية بالاضافة الى تكلفة الشحن والاستيراد ، بالاخص بعض البضائع ارتفعت أسعارها مؤخرا مثل الكرميد، والبراغي، وبعض أنواع الخشب، ارتفاع اسعار حاويات الشحن البحري ليس فقط القادمة من الصين وانما من باقي الدول ايضا .

 وحول انعكاس ذلك على الأسعار في السوق، إن كلفة الشحن غالبا تظل هامشية مقارنة مع هامش الربح لكن ذلك يعتمد على نوع السلعة وطبيعتها والمساحة التي تحتلها من الحاوية الواحدة ، فقد يكون كلفة التخليص ضئيل إذا ما قورنت مع ثمن البضاعة، كما أن القدرة الشرائية في السوق تراجعت بشكل كبير وهذا يغلب إمكانية قيام المستوردين بتحمل ارتفاع كلفة الشحن على تحميل الفارق للمستهلك، خاصة أنهم استفادوا حاليا من انخفاض قيمة الدولار، انتهاء هذه المرحلة المرهونة مرتبط بانتهاء ظروف فرضتها جائحة كورونا وقلة الطلب العالمي، لكن إذا استقرت الأسواق مدعومة بأخبار جيدة عن الجائحة فإن الأمور ستعود إلى سابق عهدها تدريجيا.

اشارت احصائيات الشحن الدولي ، أن ثمن الحاوية من الصين ارتفع بشكل كبير خلال آخر شهرين تحديدا ليصل رسوم شحن الحاوية الواحدة خلال الأيام الأخيرة إلى قرابة الـ10 آلاف دولار ، ومن المرجح أن سبب هذا الارتفاع الأعياد الصينية بشكل أساسي في ظل وجود منافسة كبيرة على التوريد في ظل عمل الموانئ بطاقة تشغيلة أقل من المعتاد.

وحول ما إذا كانت الأسعار في فلسطين ستتأثر نتيجة ارتفاع رسوم الشحن، التي تضاعفت خمسة أضعاف ، وباتالي فإن ذلك سينكعس حتما على أسعار السلع في فلسطين . لكن من توقع أن يترقب المستوردون تغير الأوضاع إلى حين انتهاء الأعياد في الصين، وعودة الأمور إلى طبيعتها، فالآلات الثقيلة حتما ستتأثر لأنها تأخذ مساحة كبيرة من الحاوية، أما السلع الأساسية فغالبا تستورد من أماكن اخرى غير الصين تكون سعر الشحن اقل ، لكنه لم يستبعد أن يطال أي ارتفاع قد يحدث بعض السلع الأساسية مثل القمح التي تشكل تكلفة النقل نحو 40% من سعرها في الأسواق.

بعض الحاويات تخرج من اوروبا إلى منطقتنا وهي غير محملة بالكامل، ما يعني زيادة الكلفة على المستورد  فبدلا من توزيع الرسوم على عدد معين من البضائع يصبح التوزيع على عدد أقل فتزيد الكلفة على البضائع التي يتم استيرادها، فمثلا بدلا من أن تستغرق حاوية أسبوعا في الظروف الطبيعية تحتاج حاليا إلى شهر كامل ولا تصل معبأة بالكامل.