يديعوت: هناك من يدفع لتكرار سيناريو غزة بالضفة ويحرض لإنهاء السلطة الفلسطينية

يديعوت: هناك من يدفع لتكرار سيناريو غزة بالضفة ويحرض لإنهاء السلطة الفلسطينية

هناك من يدفع لتكرار سيناريو غزة بالضفة ويحرض لإنهاء السلطة الفلسطينية

بقلم: ناحوم برنياع/ يديعوت أحرونوت 

قد نصوغ نظرية على النحو التالي: ثمة وزراء في حكومة إسرائيل وائتلافها، بالتعاون مع منظمات يمين ورجال أعمال مقربين منهم، صمموا على نقل الحرب من غزة إلى الضفة. سيناريو الحد الأقصى يتطلع لحرب في الضفة والشمال، ومرغوب فيه مع إيران لتدمير النووي الإيراني والبنى التحتية في لبنان، وطرد ملايين الفلسطينيين من “المناطق” [الضفة الغربية] وضمها لإسرائيل وشطب السلطة الفلسطينية وحماس و”الجهاد”. ثمة سيناريو أكثر تواضعاً يكتفي بإعادة احتلال الضفة وشطب السلطة الفلسطينية.

أدلة تعزيز النظرية ظرفية فقط. ظرف واحد: منذ بداية الحرب، يمارس بعض الوزراء ضغوطاً على “الشاباك” والجيش لنقل التقنيات المستخدمة في غزة إلى مناطق الضفة – تدمير، طرد، احتلال. كل تلميح بعمل السلطة ضد منظمات الإرهاب يصطدم باحتجاج وزراء ونواب من الائتلاف. مبعوثوهم – مراسلون في قنوات التلفزيون، الأسماء معروفة – يعرضون كل يوم استجوابات تتعلق بالسلطة في رام الله. التعاون معها، الذي يراه “الشاباك” والجيش حيوياً للأمن، يوصف كمؤامرة على شفا الخيانة. ظرف ثانٍ: يرفض نتنياهو الاعتراف بحقيقة أن تقويض تنظيم حماس العسكري بات خلفنا. الصورة العامة في جنوب القطاع هذا الأسبوع تميزت بفرار رجال حماس، أفراداً أو خلايا، إلى المنطقة الأمنة نسبياً من ناحيتهم، في المواصي. حسب تقديرات الجيش، قتل منذ 7 أكتوبر 17 – 18 ألفاً من رجال حماس. صف قيادة المنظمة كلها، باستثناء السنوار وأخيه، جرت تصفيته. هذا لا يعني أن جنودنا ومخطوفونا لا يصابون وقت العمل. بل يصابون يومياً، بتنقيط لا ينتهي. وقد سبق أن قيل، وعن حق، إن عدد الضحايا من قواتنا في الحرب الحالية يفوق عدد الضحايا في 18 سنة قتال في لبنان.

لا سبيل للوصول حتى تصفية الإرهابي الأخير، لا هنا ولا في أي مكان في العالم. في “السور الواقي”، التي حقق فيها الجيش الإسرائيلي نجاحاً ضد الإرهاب في الضفة، انتهت الأعمال بالتدريج، حين انطفأ الإرهاب. نتنياهو يرفض القول أي مستقبل يريد لغزة – حكم حماس، السلطة، قوة دولية أم حكم عسكري إسرائيلي؟ ويرفض الوصول إلى وقف نار، بذريعة أخرى في كل مرة، ويعد بألا يتوقف حتى نصل إلى “الأمن المطلق” (بدلاً من “النصر المطلق”)، لكنه يرفض أن يقول ما هو. فهل يسعى لنقل الحرب من غزة إلى الضفة؟

ظرف ثالث: محاولات محافل اليمين لإشعال الضفة: بن غفير في الحرم، وكهانيو سموتريتش والليكود بتغريداتهم، وفتيان الإرهاب اليهودي في جيت.

فجر الأربعاء، شرع الجيش الإسرائيلي بعملية متداخلة ضد جيوب الإرهاب في مخيم نور شمس للاجئين قرب طولكرم، وفي مخيم جنين للاجئين ومخيم الفارعة اللاجئين، على طريق غور الأردن. فجأة نشأ لنا ظروف رابع، رغم أنه لم يعرف أنه كذلك.

أبدأ بما لا أساس له: ليس صحيحًا أن هذه هي الحملة العسكرية الأكبر منذ “السور الواقي”. “بيت وحديقة” التي جرت في تموز العام الماضي، وتركزت في جنين كانت حملة فرقية (الفرقة 98). القوة التي عملت فيها كانت أكبر بكثير. تقوم الحملة الحالية أساساً على ثلاثة ألوية ترابط في المكان حالياً. ليس صحيحاً أن إسرائيل تحاول إخلاء فلسطينيين من مناطق القتال مثلما فعلت في غزة. وزير الخارجية إسرائيل كاتس، نشر في بداية الحملة بياناً بلا أساس ألحق ضرراً لا بأس به. “علينا معالجة التهديد (في الضفة) بالضبط كما نعالج البنى التحتية للإرهاب في غزة”، كتب، “بما في ذلك إخلاء مؤقت للسكان وأي خطوة لازمة. هذه حرب بكل معنى الكلمة، ونحن ملزمون بالانتصار فيها”.

بيان كاتس نشر بمعونة بيانات احتجاج من السلطة الفلسطينية. وأصبحت هي العناوين الرئيسة في وسائل الإعلام الغربية. أُمسك بالمسدس المدخن: حكومة إسرائيل تنقل إبادتها الجماعية من غزة إلى الضفة. كان للجيش الإسرائيلي دور في الذنب: فقد أقام حواجز حول المخيمات التي حوصرت، وأعلن بأن من يرغب في الخروج يمكنه أن يفعل هذا، بعد التفتيش. في نور شمس، مخيم لاجئين يضم 10 آلاف نسمة، خرج منه نحو 3 آلاف. الأنبوب الذي كان ينقل الماء إلى المخيم، تضرر وانقطع. منظمات دولية لحقوق الإنسان هرعت. أمس، خرج قائد المنطقة ومنسق الاعمال إلى الميدان في مسعى لإصلاح شبكة الماء والمجاري وضمان أن يكون الضرر الذي لحق بالمدنيين طفيفاً.

ليس للحملة اسم متفق عليه. اسمان ذكرا، “هدية للعيد” و “مخيمات صيفية” لم يتبنهما الجيش. تركز الحملة على إحباط الإرهاب، وليس على تغيير الواقع. في مخيم الفارعة تراكمت أسلحة إيرانية مهربة من الأردن. في جنين بقيت أهداف لم تصف في الحملة السابقة، قبل سنة. في نور شمس صفي فجر أمس 5 مخربين اختبأوا في مسجد. بين القتلى، محمد جابر (أبو شجاع) الذي يصفه الجيش كرئيس شبكة الإرهاب في المخيم. باستثناء جريح بجراح طفيفة، مقاتل “يمام”، لم تسجل حتى صباح أمس أي إصابات بين قواتنا. كنت أود أن أكتب أن قواتنا عادت إلى قواعدها بسلام، لكنهم لم يعودوا بعد.