الشاهِدُ والمُشاهِدُ وصُنَّاعُ المَشاهِد

الشاهِدُ والمُشاهِدُ وصُنَّاعُ المَشاهِد

محمد قاروط أبو رحمه

صُنَّاع المشاهد أو الطليعة المؤسسة، بشر مثلنا، تميزوا بفهم عميق لقول "من لم يزد على الدنيا شيئا كان زائدا عليها"، فصنعوا مشهدا تلو آخر يتدحرج حتى صار مشهد الشعب الفلسطيني بحجم الكون، مشهد مستمر بدماء الشهداء والجرحى وتضحيات الأسرى وصبر شعبنا.

نحن مثلهم قادرون على صناعة مشاهد صغيرة او حتى صغيرة جدا، تتلاقى مثل نقاط الماء حتى تصبح جدولاً يصب في نهر العمل المتدفق حتى النصر.

كل فلسطيني قادر على فعل شيء مفيد، ولديه ما يقدمه لشعبه، فأنت مهم وأنا مهم وهو كذلك، وكل فرد لديه ما يقدمه لشعبه، فلا تبخل.

يحرث ويبذر وينتظر هطول المطر، إذا لم يهطل المطر هذا العام مثلا، يعيد حراثة الأرض في العام التالي ويبذر البذار وينتظر المطر. صُناع المشاهد، يعملون وهم يعلمون أن عدم النجاح يعلمهم الإصرار والمثابرة، وان النجاح يزيدهم تواضعا.

في الختام: لا يوجد وصفة لصناعة مشهد، المشهد يصنعه الفرد المؤمن بأنه ليس رقما زائدا، ويؤمن أيضا بأن من صنعوا المشاهد واستشهدوا من أجلها حملونا أمانة الاستمرار بصناعة المشاهد، إكسر رجل الدجاجة، بدل أن تقول لماذا لا يفعل فلان كذا، إكسر حلقة القيل والقال، ونقل السلبيات.

الأحلام الكبيرة بحاجة إلى عمل يحول الحلم إلى حقيقة، وعدم النجاح نتعلم منه، والمثبطون نهزمهم بانجاز مشاهد صغيرة، نتعاون ونتعلم من بعضنا.

من عدم النجاح علينا صناعة النجاح، ونهتم بشعبنا ولا نتطلع إلى الذين يستخدمون شعبنا لمصالحهم الخاصة، الفاشلون يفكرون ولا يعملون او الذين يعملون ولا يفكرون، والخطاؤون مفكرون عاملون يعلمون أن الوحوش الضارية لا تنجح بالصيد إلا مرة من كل أربعة محاولات، وبدون المحاولات الثلاثة غير الناجحة لا ينجح بواحدة. لنتذكر (لا يغرقُ المرءُ لأنه سقط في النهر، بل لبقائه مغمورا تحت سطح الماء).

الأفراد الذين يشتكون من الحالة التي تحيط بهم، ويكتفون بالشكوى بدلا من الاجتهاد في تحسين الأحوال المحيط بهم مخطئون، وأول ما عليهم فعله هو بث الأمل في أنفسهم.

لا ننجح إذا فكرنا بشكل خاطئ، فالسمكة لا تتسلق الشجرة.

لتكن من صناع المشهد واترك لغيرك مقعد المشاهد، وكن شاهدا مميزا لتصنع مشهدا.

نفكر ونعمل، ننجح مرة وقد لا ننجح مئة مرة، أفضل من أن نكون على هامش المشهد نشاهد، ونكون زائدين عليه.

فالتميّز هو الاستمرار عندما يتوقف الآخرون، لنتميز.