ملف الأثار في مصر بين التهميش والتنطيش!

ملف الأثار في مصر بين التهميش والتنطيش!

أثارت واقعة إزالة مواد بناء حديثة حول الهرم الأكبر "خوفو" بمنطقة الأهرامات الأثرية جدلاً واسعاً في مصر، بعد تداول مقطع فيديو يظهر فيه عامل يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم. ورغم نفي وزارة السياحة والآثار المساس بأحجاره الأصلية، إلا أن الحادثة تسببت في غضب شعبي وانتقادات برلمانية حول سوء إدارة الملف الأثري.
 

إزالة مواد بناء أم تكسير أحجار أثرية؟

في بيان رسمي، أوضحت وزارة السياحة والآثار أن الواقعة تتعلق بإزالة مواد بناء حديثة غير أثرية، تم وضعها منذ عقود لتغطية شبكة الإنارة، مؤكدة عدم المساس بأحجار الهرم الأصلية. كما دعت الوزارة إلى تحري الدقة قبل تداول أخبار "غير صحيحة" قد تثير البلبلة.

لكن هذه التوضيحات لم توقف الجدل، حيث تصدر هاشتاغ #الهرم_الأكبر منصات التواصل الاجتماعي في مصر. واعتبر عدد كبير من المستخدمين أن الطريقة التي تمت بها العملية بدائية وغير مقبولة، مع اتهامات بالتقصير وسوء التخطيط.

انتقادات واسعة وتحركات برلمانية

انتقدت النائبة أميرة أبوشقة، عضو مجلس النواب، الواقعة، ووصفتها بأنها دليل على سوء الإدارة، مطالبة بمحاسبة وزير السياحة والآثار على ما حدث، وخصوصاً أن الفيديو أثار شائعات عالمية حول المساس بأحجار الهرم. كما طالبت النائبة مها عبد الناصر بتطبيق كود موحد للتعامل مع الآثار لضمان حماية المواقع التراثية.

في سياق متصل، قال الدكتور **أيمن عشماوي**، رئيس قطاع الآثار المصرية، إنه تم اتخاذ إجراءات رادعة ضد الشركة المنفذة، مع إحالة المسؤولين عن غياب الإشراف الأثري للتحقيق.  

-

رأي العلماء: سوء إدارة أم ضرر للسياحة؟

من جهته، عبّر عالم الآثار زاهي حواس عن استيائه، قائلاً إن مثل هذه الأعمال يجب أن تُجرى بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية لتجنب وقوع مثل هذه الأخطاء أمام السياح. بينما وصف الخبير السياحي محمد فاروق الواقعة بأنها انعكاس لسوء الفكر الإداري في قطاع السياحة والآثار.

ورغم النفي الرسمي، يرى فاروق أن الضرر على السياحة قد يكون محدوداً محلياً، إلا أنه حذر من تأثير الحادثة دولياً إذا تناولتها وسائل إعلام عالمية، خصوصاً أن منطقة الأهرامات مسجلة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.

 

ردود فعل شعبية ودعوات للتطوير

عبّر مصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم مما وصفوه بـ"التعدي" على التراث الوطني، مطالبين باستخدام تقنيات حديثة، مثل الطاقة الشمسية، لإنارة الهرم بدلاً من الأساليب التقليدية التي قد تؤثر على سلامته.

في الوقت ذاته، نفى رجل الأعمالنجيب ساويرس،  الذي تُشرف شركاته على تطوير منطقة الأهرامات، أي علاقة له بالأعمال التي ظهرت في الفيديو، مؤكداً التزامه الكامل بحماية التراث المصري.

تُسلط هذه الواقعة الضوء على تحديات إدارة المواقع الأثرية في مصر، مع تصاعد المطالب بتبني معايير أكثر صرامة واحترافية في التعامل مع التراث القومي. ورغم النفي الرسمي، يبقى الغضب الشعبي والتحركات البرلمانية بمثابة رسالة واضحة لأهمية الحفاظ على الهوية الحضارية لمصر، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.