أوروبا سترد بالمثل في حال أشعل ترامب حرب الجمارك
قال بيرند لانج، رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي: "إذا مضى ترمب قدماً في أوهامه بشأن الرسوم الجمركية، فسوف نعيده إلى الواقع وندافع عن أنفسنا".
وتمتلك المفوضية الأوروبية ترسانة من الأسلحة، بما في ذلك أداة مكافحة الإكراه. وقد وضعت قائمة بالأهداف في المناطق الجمهورية التي تسبب أقصى قدر من الضرر السياسي دون إعاقة سلاسل التوريد.
إن المشكلة العملاقة الأولى في هذه الشجاعة هي أن الاتحاد الأوروبي يعتمد على الحماية العسكرية الأميركية من أجل بقائه، وأن استفزاز ترمب هو الطريقة الأكثر تأكيداً لإزالة هذا.
هناك وجهة نظر بين أنصار الدولة الأوروبية العظمى العضلية مفادها أن ترمب هدية من المريخ، والمحفز الضروري لقبول خزانة الاتحاد الأوروبي والقوات المسلحة ذات القدرة على إسقاط القوة. وقالت مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية انها: "فرصة للاتحاد الأوروبي!".
ويخشى إيمانويل ماكرون الفرنسي أن تكون النتيجة عكسية. وسوف ينقسم الاتحاد الأوروبي على طول خطوط الانقسام المختلفة، مع تضارب المصالح بشأن التعرض للصين والولايات المتحدة وتضارب الأيديولوجيات بشأن الترامبية.
وقال في مائدة مستديرة عقدت مؤخرا في كلية فرنسا: "الخطر هو أن بعض البلدان سوف تستسلم لإغراء السير في طريقها الخاص، والذهاب مع أميركا".
ويعتقد البروفيسور فرانسيس فوكوياما، نبي الليبرالية الديمقراطية ومؤلف كتاب "نهاية التاريخ"، أن جورجيا ميلوني من إيطاليا ستكشف عن وجه مختلف، وتقود مجموعة من الدول المنشقة في الاتحاد الأوروبي إلى مدار ترامب بسبب تقاربها مع الحرب الثقافية - بتحريض من خيرت فيلدرز، السياسي الهولندي.
فيما أعلنت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى واشنطن جوفيتا نيليوبسين أن التكتل "مستعد للرد" في حال حدوث توترات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة حيث من المتوقع أن يفرض الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب رسوما جمركية لدى عودته إلى البيت الأبيض.
وقالت نيليوبسين في مؤتمر صحافي: "نحن في فترة انتقالية بالنسبة الى بروكسل وواشنطن، ونستغل هذه اللحظة للتركيز على المواضيع التي نعتقد أنه يمكننا التعاون بشأنها" مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وأكدت أنه مع ذلك، يمكن توقع "أحيانا لحظات من التوتر" مع الولايات المتحدة، و"إذا ظهرت توترات على المستوى التجاري، فسيكون الاتحاد الأوروبي مستعدا للرد".
وتمثل التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكثر من 40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وستتأثر بفرض رسوم جمركية.
وقالت جوفيتا نيليوبسين "الأمر بسيط، إذا فرض (دونالد ترامب) رسوما جمركية فسنرد. لكن يجب أن نتعامل معه مثل أي شريك أميركي آخر: التحاور والتأكد من إمكان التوصل إلى جدول أعمال مشترك".
ولم يخف الرئيس المنتخب رغبته في إعادة فرض رسوم جمركية بنسبة 10 إلى 20 بالمئة على كل المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة، معتبرا أنها أداة لمفاوضات تجارية مستقبلية ولكنها أيضا وسيلة لتمويل خفض الضرائب الكبير الذي يسعى إلى تنفيذه.
وهاجم ترامب الاتحاد الأوروبي بنحو خاص خلال حملته الانتخابية، وقارنه برمته بـ "صين مصغرة، من دون أن تكون صغيرة إلى حد كبير" و"تستفيد" من الولايات المتحدة من الناحية التجارية.
والاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة من حيث القيمة، ويعتبر العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي الثاني من حيث الحجم، بعد الصين.
لكن الوضع يختلف بشكل كبير من بلد إلى آخر، فإذا كان للولايات المتحدة عجز تجاري تجاه ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، فمن ناحية أخرى لديها فائض فيما يتعلق بتجارتها مع الدول الإسكندنافية أو دول البينيلكس(بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ).
وأعربت جوفيتا نيليوبسين عن أملها في التمكن من وضع "جدول عمل إيجابي" في حال حدوث توترات، مذكّرة "بأننا هنا لبناء أسس متينة لاستمرار التعاون عبر الأطلسي"، سواء ما يتعلق بقضايا التجارة أو الأمن أو الضرائب.
وقالت: "رغم أننا شهدنا لحظات متوترة في الماضي، إلا أننا تمكنا من إيجاد طريقة لتهدئة الأمور".
ورأت أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أحرزا تقدما، لا سيما فيما يتعلق بمنافسة الصين.