رسالة وداع مؤثرة من أشهر الصحفيين الرياضيين المغاربة قبيل وفاته
توفي أمس الثلاثاء في الرباط الإعلامي الحسين الحياني، أحد أبرز الصحفيين الرياضيين في المغرب، عن عمر يناهز 87 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.
وقبل وفاته، كتب الراحل رسالة وداع مؤثرة يطلب فيها العفو والتسامح، متقبلاً الموت بصدر رحب. وقد نشر ابنه هذه الرسالة على حسابه في موقع "فيسبوك" بعد وفاة والده بفترة قصيرة.
وجاء في الرسالة: "إخواني المغاربة المؤمنين... هذه رسالة وداع... لم يُطِل الطبيب عمري ولا استطاع القضاء على القدر... كان جدي، السيد علال، رحمه الله، يقول: لا فرح بمولود ولا حزن على مفقود... إخواني، حانت ساعة الرحيل، وأنا سعيد بذلك. سأكون أكثر سعادة إذا ساد التسامح بيني وبين من أذيتهم حتى وإن كان الأمر بسيطاً. لقد حرصت على طلب السماح بصدق قبل رحيلي، لأن الرحيل عن هذه الدنيا أمر محتوم منذ أن أراد الله أن تكون لنا دنيا تنتهي بالانتقال إلى الآخرة. فلنرفق بأنفسنا حتى نفهم الدرس الذي تغافلنا عنه بسبب طغياننا المادي والهمجي... ولم يستثن الله من هذا الأمر حتى رسله وأنبياءه".
وأضاف الحياني: "الله سبحانه وتعالى لا يقول 'مات كيف قدر'، بل قال: 'قُتل كيف قدر'."
واختتم الحياني رسالته قائلاً: "لماذا نعطي الموت تلك الأهمية الباهظة، ونمنحه كل ما نملك، ورغم ذلك يأتي ليخطفنا؟ بدلاً من ذلك، يجب أن نكون مستعدين لاستقباله بأي شكل يأتي به."
كان الحياني أحد رواد الصحافة الرياضية في المغرب، حيث أسس أول صحيفة رياضية في البلاد عام 1966 بعنوان "الرياضي". كما ألف عدة كتب مهمة في مجال الرياضة مثل "الرياضة المغربية: شواهد وأسرار" عام 1992، و"العربي بنمبارك: لاعب القرن" عام 2002، ورواية "صهيل منتصف الليل" عام 2008.
الراحل الحياني كان إعلاميًا متكاملاً، فهو الصحافي الوحيد في المغرب الذي عمل في جميع أنواع الإعلام: المقروءة والمسموعة والمرئية، وأتقن مختلف الأجناس الصحفية، من تحرير ووصف ومعالجة ونقد، إضافة إلى إشرافه على تحرير وإدارة الصحف طوال أكثر من 47 عامًا.