طائرة المستقبل.. رحلة من لندن إلى نيويورك في 60 دقيقة فقط!
لا يزال حلم تطوير طيران مدني أسرع من الصوت لخفض مدة السفر من الأولويات الأساسية للعديد من الشركات العالمية، ومن بينها شركة "فينوس إيروسبيس" الأمريكية التي كشفت مؤخراً عن خططها لتصنيع طائرة يمكنها السفر من لندن إلى نيويورك في ساعة واحدة فقط، مقارنة بالرحلات التقليدية التي تستغرق حوالي 7 ساعات.
هذا الإعلان يأتي بعد مرور 20 عاماً على آخر رحلة لطائرة "كونكورد" الشهيرة، التي كانت حينها رمزاً للسرعة الفائقة، حيث كانت تقطع المحيط الأطلسي بين المدينتين في حوالي 3 ساعات.
ومع ذلك، توقفت هذه الطائرات بسبب الضوضاء الناتجة عن اختراق حاجز الصوت والتكلفة العالية، مما جعل السفر على متنها حكراً على الأغنياء.
الآن، تعيد "فينوس إيروسبيس" إحياء فكرة الطائرات الأسرع من الصوت، حيث أعلنت عن تطوير محرك جديد بخمس أضعاف سرعة الصوت، ما يعادل ضعف سرعة "كونكورد".
وفقاً لبيان نقلته صحيفة "مترو"، سيكون محرك الطائرة الجديد بقوة "6 ماخ"، قادرًا على تجاوز سرعة 5800 كيلومتر في الساعة، وهو ما يفوق المسافة بين لندن ونيويورك.
وتخطط الشركة لإجراء أول رحلة تجريبية العام المقبل بالتعاون مع شركة الطيران "فيلونترا"، بهدف فتح آفاق جديدة للطيران عالي السرعة في المجالات التجارية والدفاعية.
وستقلع الطائرة باستخدام محركات تقليدية ثم تتحول إلى المحرك الثوري الفائق السرعة عند الوصول إلى الارتفاع المناسب.
على الرغم من أنها لن تصل إلى حافة الفضاء، إلا أنها ستطير على ارتفاع يكفي لرؤية انحناء الأرض والفضاء الأسود فوقها.
أوضح المؤسِّس المشارك لشركة "فينوس إيروسبيس"، أندرو دوجلبي، أن هذا الابتكار يجعل حلم الطيران الأسرع من الصوت حقيقة وشيكة، مضيفًا أن الطائرة ستمثل ثورة في السفر الجوي.
وأكد إريك بريجز، الرئيس التنفيذي لشركة “فيلونترا”، أن شركته متحمسة للتعاون في هذا المشروع الطموح.
ولا تعد "فينوس إيروسبيس" الوحيدة في هذا السباق، فقد أعلنت شركات أخرى مثل "سييرا سبيس" و"هيرميوس" الأمريكيتين، إلى جانب شركة "سبيس ترانسبورتيشن" الصينية، عن جهود مشابهة لتطوير طائرات ثورية تقلص مدة السفر بشكل كبير، ما يفتح الباب لعصر جديد من الطيران.
في حال نجاح هذه الطائرات في دخول الخدمة التجارية، ستكون مختلفة عن الطائرات التقليدية؛ أصغر حجمًا وبدون نوافذ، مع تصميم يحد من الضوضاء الناتجة عن اختراق حاجز الصوت، رغم أنها قد تضطر للتحليق فوق المحيطات لتجنب التأثيرات الصوتية على المناطق المأهولة.