"مادة فوس تشيك الورديّة: أداة فعّالة ومثيرة للجدل في مواجهة حرائق كاليفورنيا"
!["مادة فوس تشيك الورديّة: أداة فعّالة ومثيرة للجدل في مواجهة حرائق كاليفورنيا"](https://khabar24.net/storage/img-3438.jpeg)
غطت مادة "فوس تشيك" (Phos-Chek) الورديّة أجزاء كبيرة من مدينة لوس أنجلوس، مما أثار دهشة سكان المدينة وأضفى طابعًا فريدًا على معالمها. تعد هذه المادة، المثبط الأكثر استخدامًا في العالم لمكافحة حرائق الغابات، جزءًا أساسيًا من جهود إطفاء الحرائق التي تجتاح ولاية كاليفورنيا، خاصة مع تصاعد وتيرة الحرائق مؤخرًا، وفقًا لما نشرته شبكة "CBS News".
تم تطوير "فوس تشيك" في الولايات المتحدة منذ عام 1963، وهي مادة مثبطة للنيران تُرش بشكل استباقي على النباتات والأسطح القابلة للاشتعال، بهدف منع الأوكسجين من تغذية النيران. هذا الإجراء يساعد في إبطاء انتشار الحرائق وخلق حاجز يمنع اشتعال المزيد من المناطق. كما يُضاف اللون الوردي إلى المادة ليسهل على الطيارين ورجال الإطفاء تحديد الأماكن التي تم رشها بدقة، مما يعزز كفاءة عمليات مكافحة الحرائق.
ورغم فعاليتها العالية، أثارت "فوس تشيك" جدلاً واسعًا بين العلماء والخبراء البيئيين، بسبب مكوناتها الكيميائية السامة مثل بولي فوسفات الأمونيوم والمعادن الثقيلة. هذه المواد قد تتسرب إلى التربة والمياه، مما يهدد النظم البيئية ويسبب تلويثًا لمصادر المياه العذبة. ويشير الخبراء إلى أن استخدام هذه المادة قد يؤدي إلى أضرار بيئية على المدى الطويل إذا لم تُستخدم بحذر.
في الوقت ذاته، حذر المختصون من أن التعرض المباشر لهذه المادة قد يسبب تهيجًا في الجلد والعينين، خاصة إذا لم تُنظف بسرعة من الأسطح التي تراكمت عليها. إضافة إلى ذلك، فإن الرياح القوية التي تضرب جنوب كاليفورنيا، والتي قد تصل سرعتها إلى 112 كيلومترًا في الساعة، تُشكل تحديًا إضافيًا لجهود الإطفاء، حيث يمكن أن تؤدي إلى تبديد المادة قبل وصولها إلى أهدافها.
مع ذلك، تستمر فرق الإطفاء في مواجهة هذه التحديات باستخدام استراتيجيات مبتكرة. شاركت فرق إطفاء من كندا والمكسيك، إضافة إلى مئات رجال الإطفاء المحليين، في الجهود الجارية. كما تم تجهيز شاحنات مياه لتجديد الإمدادات في المناطق المتضررة، حيث جفت صنابير المياه بسبب الضغط الكبير الذي فرضته الحرائق.
ويعزو الخبراء زيادة هذه الحرائق إلى تغير المناخ، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والجفاف المستمر إلى تفاقم خطر اشتعال الحرائق. وهذا الواقع يعزز الحاجة إلى تطوير حلول مستدامة للتعامل مع الكوارث الطبيعية، بما في ذلك تحسين تقنيات مكافحة الحرائق وتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية ذات التأثير السلبي على البيئة