إسرائيل هي "سديه تيمان"، و"سديه تيمان" هي إسرائيل

إسرائيل هي "سديه تيمان"، و"سديه تيمان" هي إسرائيل

 إسرائيل هي "سديه تيمان"، و"سديه تيمان" هي إسرائيل

بقلم: جدعون ليفي/ هآرتس

تقرير “بتسيلم” الذي نشر بالأمس بعنوان “أهلاً وسهلاً بالقادمين إلى جهنم”، لا يقتصر على كونه تقريراً عما يحدث داخل منشآت الاعتقال في إسرائيل، بل هو تقرير عن إسرائيل كلها. من يريد معرفة ما هي إسرائيل، فليقرأ هذا التقرير قبل أي وثيقة أخرى عن الديمقراطية في إسرائيل.

من يريد معرفة روح العصر في البلاد، فلينظر كيف تجاهلت معظم وسائل الإعلام في إسرائيل هذا التقرير، الذي كان يجب أن يهز إسرائيل ويصدمها. أيضاً توثيق الاغتصاب الجماعي الذي نشره أول أمس غاي بيلغ في “أخبار 12″، لم يظهر فقط “سديه تيمان”، بل أظهر وجه الدولة.

إذا كان تقرير مثل تقرير “بتسيلم” قد مر بتجاهل مطلق، فقد استمر النقاش في القناة 12 حول من مع الاغتصاب ومن ضده، وما إذا كان مسموحاً اعتقال الجنود الأوباش. ويتواصل أيضا وللأسف الشديد، تسمية ضحية الاغتصاب البربري بـ “مخربين”. قبل ذلك بلحظة، كُشف أن الشخص ضحية الاغتصاب لم يكن من النخبة ولا قائد فصيل، بل شرطي عادي في قسم مكافحة المخدرات في جباليا. انتزع كغيره من بين عشرات المعتقلين الذين كانوا على الأرض وهم مقيدون، ربما بشكل عرضي؛ لأنه كان في آخر الطابور. لم يكن هناك أي عنف أو فوضى كما حاول المحامون أن يدعوا. ما الذي فعله هذا “المخرب”؟ لماذا أصلاً هو في السجن؟ لأن السلطة في قطاع غزة دفعت راتبه؟ هذه أسئلة لا يجب سؤالها. ولكن صورة جسده الذي كان يهتز ألماً، والتي ظهرت للحظة من خلف سواتر الحماية التي اختبأ وراءها المغتصبون، كان يجب أن تؤلم كل ضمير.

يتبين أنها لم تؤلم ضمائر معظم الإسرائيليين. أمس، تم مرة أخرى وقف جلسة المحكمة العليا التي ناقشت الالتماس الذي تم تقديمه من أجل إغلاق منشأة التعذيب “سديه تيمان” بسبب صراخ الجمهور. “الشعب هو السيد”، صرخ الجمهور على قضاة المحكمة العليا. في القريب، ستتم مشاهدة عمليات الفتك في ميادين المدن وبدعم من وسائل الإعلام. وفي برامج الصباح ستجرى نقاشات حول شرعية الفتك. سيكون هناك متحدث مع ومتحدث ضد، في وسائل الإعلام المتزنة لدينا. شخص يضرب ربما يكون ساحراً ومثيراً للإعجاب ومحبوباً من قبل من يعرفونه؛ إذا ضرب زوجته أو أولاده سيعتبر شخصاً عنيفاً. هذا التعريف يتغلب على كل التعريفات الأخرى، العنف هو الذي يحدد هويته. كل صفاته الأخرى تنسى بسبب عنفه. “سديه تيمان” يعرّف إسرائيل أكثر من أي صفة أخرى لها. إسرائيل هي “سديه تيمان”، و”سديه تيمان” هي إسرائيل. هذه هي الطريقة التي تعاملوا فيها مع المشتبه فيه بالتحرش الجنسي في حركة “مي تو” الإسرائيلية، التي دمرت حياة الأشخاص المشتبه فيهم فقط، لكن ماذا عن المغتصبين في “سديه تيمان”؟ الأمر غير مهم بالنسبة لـ “مي.تو”، لأنهم اغتصبوا “مخرباً”.

عندما نقرأ تقرير “بتسيلم” الذي يتكون من 94 صفحة، فهي قراءة تقض المضاجع، سندرك أن ذلك لم يكن حادثاً استثنائياً، بل هي روتين تعذيب أصبحت سياسة خلافاً لتعذيب “الشاباك” الذي كان بالنسبة لهم هدفاً أمنياً من أجل انتزاع المعلومات. هنا لا يتعلق الأمر إلا بإشباع أسوأ الرغبات السادية. انظروا إلى أي مدى يقترب الجنود من رباطة الجأش لتنفيذ خططهم. وهناك عشرات الجنود الآخرين الذين شاهدوا وصمتوا. ربما شاركوا في طقوس عربدة مشابهة. وفقاً للشهادات التي قدمها تقرير بتسيلم، هذا هو الروتين.

هذه اللامبالاة هي التي تعرف وتحدد إسرائيل. الشرعية العامة هي التي تحدد إسرائيل. في غوانتانامو قتل تسعة سجناء خلال 20 سنة، عندنا قتل 60 معتقلاً في عشرة أشهر. هل نحن بحاجة إلى إضافة أي شيء آخر؟