هآرتس تصف نتنياهو بأن "سيد الموت" بعد أن تخلى عن "المخطوفين" في غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس أنه خلص جثث المخطوفين ألموغ ساروسي، واليكس لوفإنوف، وكرمل جات، وعيدان يروشالمي، واوري دنينو، وهيرش غولدبرغ – بولين، من نفق في رفح. اختطفوا أحياء، نجوا أكثر من عشرة أشهر في لظى الأسر، وأطلقت النار على رؤوسهم في الأيام الأخيرة. حسب منحى صفقة تحرير المخطوفين الذي بحث في الأشهر الأخيرة، كان جات يفترض أن يتحرر كل من هيرش غولدبرغ – بولين، وعيدان يروشالمي، وكرمل في الدفعة الإنسانية الأولى، كان يمكن إعادتهم أحياء. لكن حكومة نتنياهو فضلت محور فيلادلفيا على حياتهم.
حماس هي التي ضغطت على الزناد، لكن من قرر حكم الموت هو نتنياهو. يحب أن يفكر رئيس الوزراء بأنه “سيد الأمن”، وأحياناً “سيد الاقتصاد” و”سيد الدبلوماسية”، لكنه في مرآة التاريخ لن يكون إلا سيد الموت وسيد التخلي. سيكتب اسمه بدم المخطوفين، مع نهاية أشهر طويلة في ظل الإهمال والمماطلة وعرقلة صفقة إثر صفقة – في جلسة الكابنت التي انعقدت في ليلة الخميس-الجمعة، حسم أمر إعادتهم أحياء، وأقر مشروع قرار يقضي بأن إسرائيل لن تغادر محور فيلادلفيا. لم تجد نفعاً تحذيرات وزير الدفاع غالنت بأن القرار هو دفن الصفقة وموت المخطوفين أحياء. كما أن اقوال رئيس الأركان هرتسي هليفي لم تجد شيئاً أيضاً. ادعى هليفي بأن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يعود ويحتل فيلادلفيا عند الحاجة. كل هذا لم يساعد أمام نتنياهو، الذي لا يعمل وفقاً لاعتبارات الأمن، فما بالك اعتبارات إنسانية.
نتنياهو هو المذنب الأساس في التخلي عن المخطوفين لموتهم، إلى جانب أعضاء حكومته الأصفار. لكن الجمهور لن يعفي نفسه من المسؤولية. فعلى مدى أشهر طويلة، بقي في البيت، واضطرت عائلات المخطوفين للكفاح وحدها في سبيل حياة أعزائها. حصل هذا أيضاً بسبب سياسة “فرق تسد” التي اتبعها نتنياهو: المخطوفون “قطعوا” عن الجمهور، وكأنهم لم يكونوا جزءاً منه، وكأن هناك معضلة بين حياتهم وحياتنا جميعاً. نتنياهو خلق عرضاً عابثاً: إما المخطوفون أو الدولة، وقد نجح. لزم الجمهور الخائف البيوت. هذه الكذبة الشريرة أثارت موجات عداء ضد عائلات المخطوفين، وحتى موقف جهاز الأمن مع الصفقة لم ينجح في تحييدها.
عندما سعى الجمهور لصد الانقلاب النظامي، نجح في ذلك. وعندما سعى لوقف إقالة وزير الدفاع نجح أيضاً. هذه المرة أيضاً، إذا رغب الجمهور في صفقة، فستعقد صفقة. ولهذا، عليه الخروج إلى الشوارع بجموعه. أمس استجاب لدعوة عائلات المخطوفين لهز الدولة وخرج إلى الشوارع. إذا أراد الجمهور إعادتهم أحياء، فعليه أن يقف بجموعه كل يوم. إلى أن يعودوا. من لا يقف يكن شريكاً في جريمة موتهم.
"هآرتس"