وفاة الحاخام يهودا درعي هل سيؤجج الصراعات في الائتلاف الحكومي
مقال يشير إلى أن كل التهديدات بتفكيك حكومة نتنياهو غير جدية وهي مجرد استعراض انتخابي استباقي
بقلم: رفيت هيخت/هآرتس
وفاة الحاخام يهودا درعي، شقيق آريه درعي، قد تؤجل الصراعات في الائتلاف، التي استؤنفت بعد هدنة استمرت بضعة أيام – مرة أخرى على خلفية قانون الحاخامات، الذي يعتبر مهماً جداً بالنسبة لـ”شاس” ودرعي. بن غفير، الذي يدير شجاراً علنياً مع “شاس” في الفترة الأخيرة، بما في ذلك اتهام درعي بـ “الانهزامية اليسارية”، كان من الأوائل الذين نشروا بيان تعزية.
لكن هياج بن غفير في الائتلاف، الذي فصل التشاجر مع “شاس” ليس له سوى وجه واحد، لن ينتهي. بن غفير يصمم على الحصول على مكان في مجلس الحرب المصغر -الجسم غير الموجود عملياً- لإحراج نتنياهو الذي لم يضمه ولن يضمه إلى المنتدى الاستشاري المقرب منه.
“الجميع في الائتلاف يدركون أنهم يتعاملون مع غبي”، قال وزير في الليكود عن بن غفير. “هذا الشخص مصاب بجنون العظمة بشكل لا يصدق، لكنه يشوش العقل، لن يسقط الحكومة لأنه سيخسر مرتين. جمهور اليمين لن يغفر له إسقاط حكومة اليمين، وأن الدولة الفلسطينية ستقام بسبب ذلك، وهو في نهاية المطاف سيرسل إلى المعارضة ولن يصبح وزيراً في أي حكومة”.
رغم المديح السخي لبن غفير، إلا أننا نلاحظ المنطق السياسي في سلوك الوزير المهمل. “يبدو أن بن غفير يشم رائحة الانتخابات”، قال مصدر في الليكود. “هو لا يريد إلصاق الوضع الأمني به. لذلك، يطيل بقدر استطاعته سلوكاً مناقضاً خدمه حتى الآن وجعله يتفوق في الاستطلاعات – رغم أنه عضو كبير في حكومة الفشل. من جهة، هو وزير كبير مشارك في قرارات حساسة ومصيرية، مثل تعيين المفتش العام للشرطة، وله تأثير جوهري على سلوك الشرطة وطابعها. ومن جهة أخرى، معارض مضطرب وشعبوي ويتهم الحكومة التي هو عضو فيها بالانهزامية واتباع نهج مرن.
مع ذلك، لا ينفي الليكود، كما الأحزاب الأخرى التي تشكل الحكومة، الوضع السيئ للائتلاف، الذي لم ينجح حرفياً في إجازة أي قانون. “الحكم ليس من نصيبنا”، اعترف وزير في الليكود. “من الواضح أن هناك مشكلة صعبة في سلوك الكنيست”. وحسب مصدر في المعارضة، فإنه “مساء الاثنين، الذي لم تنجح فيه الحكومة في تقديم قانون الحاخامات المعدل للتصويت، ربما كان المساء الأكثر تفاؤلاً منذ أدت الحكومة اليمين. لم يعد الائتلاف يلتزم بنفسه، وهو مشلول، ولا ينجح في إجازة أي شيء في الواقع”.
“ديناميكيته غير جيدة”، قال المصدر نفسه. “إذا فازت المعارضة في التصويت، ولم ننجح، فستكون إشارة سيئة جداً. هذا ما جعل لبيد ونفتالي بينيت يستسلمان في فترة ولاية حكومة التغيير. لا أصدق وجود قائمة تريد الانسحاب من الائتلاف، لكن إذا استمرت هذه الديناميكية، فلا أرى أي طريقة لنجاح الحكومة في تمرير الميزانية في آذار المقبل. إضافة إلى ذلك، ربما يتسلم درعي في كانون الثاني وزارة المالية من سموتريتش، ما قد يعطي سموتريتش سبباً آخر لإسقاط الحكومة”.
على الرغم من هذه الأمور فإن جميع الجهات في الحكومة تستبعد إمكانية القيام بخطوة مبادر إليها من نتنياهو لحل الكنيست والذهاب إلى الانتخابات. لن يتنازل نتنياهو عن الـ 64 مقعداً، حتى لو كانت سيطرته عليها مهتزة، واستمر بن غفير بإهانته.
أول المتشككين في الأنباء عن الأزمة في الائتلاف هو رئيس الاتحاد الجديد لأحزاب اليسار الصهيوني. “لا أصدق أحاديث عن وجود شرخ وشكوك في الائتلاف”، قال يئير غولان. “هذا الائتلاف المتجمد يتكون من الجناح المسيحاني الذي يعتقد بأن ما حدث في 7 أكتوبر هو شيء جيد، كما تثبت أقوال أوريت ستروك. ولا يهم إذا كان بعض من أصبحوا يونانيين قد ماتوا في الطريق. والجناح المتهكم والفاسد الذي رمزه آريه درعي”.
حسب قوله، “عندما لا تقرر الدولة ما ستفعله، فسنكون جميعاً عبيداً للتكتيك، ولا نترك مصيرنا في أيدي الجهات المتطرفة والمتخلفة عقلياً في الطرفين. الأمر الأخطر هو أنه لا توجد معارضة، لا غانتس ولا جدعون ساعر اللذان وجدا لأشهر في حكومة الهراءات هذه، ولا اليمين المرن والعقلاني، الرسمي، بل ليبرمان أو بينيت، اللذان ليسا معارضة لأنهما لا يناضلان على صفقة المخطوفين أو على قضية اليوم التالي. عندما كنا في الائتلاف وكانوا في المعارضة، نغصوا علينا حياتنا. نتنياهو خنقنا. وأتساءل الآن، في هذه اللحظة المصيرية: أين المعارضة وأين يئير لبيد؟”.