خبراء: أمراض القلب الشائعة ترفع خطر الخرف بشكل كبير
كشف تقرير علمي جديد صادر عن جمعية القلب الأمريكية أن الحفاظ على صحة العقل مع التقدم في العمر يرتبط بشكل وثيق بصحة القلب.
وأوضح الدكتور فرناندو تيستاي، أستاذ علم الأعصاب وإعادة التأهيل بجامعة إلينوي، أن الخرف يُعتبر مرضًا لا شفاء له وغير قابل للوقاية في نظر الكثيرين، إلا أن الأدلة تشير إلى أن تبنّي نمط حياة صحي ومعالجة عوامل الخطر الوعائية مبكرًا قد يساعد في الحفاظ على وظائف الدماغ وتقليل خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر.
من جانبه، أكد الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب بمؤسسة الصحة اليهودية الوطنية، على أهمية تبني نمط حياة صحي للقلب منذ الصغر، مشيرًا إلى أن العديد من الأمراض مثل النوبات القلبية والخرف يمكن تفاديها إذا تم التصرف مبكرًا وتغيير نمط الحياة.
*علاقة القلب بالخرف*
تشير الأدلة إلى أن تضييق الشرايين الناتج عن أمراض القلب التاجية وارتفاع ضغط الدم يمكن أن يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة وضعف الإدراك. كما أن ارتفاع ضغط الدم والسكري يزيدان من خطر الإصابة بالخرف عن طريق تقليل تدفق الدم إلى الدماغ وزيادة الالتهاب.
وبيّنت الإحصاءات أن الأشخاص المصابين بأمراض القلب التاجية لديهم زيادة بنسبة 27% في خطر الإصابة بالخرف مقارنةً بغير المصابين.
النوبات القلبية وقصور القلب
أفاد التقرير أن هناك نوبة قلبية تحدث في الولايات المتحدة كل 40 ثانية، وأن حوالي نصف الناجين يعانون من تدهور في وظائف الدماغ. وفيما يتعلق بقصور القلب، والذي يُعد أكثر خطورة، يمكن أن يعاني نحو 81% من المرضى من تدهور معرفي يؤثر على الذاكرة واللغة والتفكير.
ووفقًا للدكتور تيستاي، هناك علاقة بيولوجية مزدوجة بين القلب والدماغ، حيث تزيد عوامل الخطر القلبية من مستويات بروتين بيتا أميلويد في الدماغ، والذي يُعد مؤشرًا رئيسيًا لمرض الزهايمر. كما تم العثور على هذا البروتين في القلب، مما يشير إلى وجود صلة كيميائية حيوية أساسية بين الجهازين.
تغييرات يمكن أن تحد من خطر الخرف
يُعتبر تبني نمط حياة صحي أمرًا حاسمًا للحد من مخاطر الخرف. من بين التغييرات الضرورية:
• النوم الجيد: الحصول على قسط كافٍ من النوم يعزز الطاقة ويحسن وظائف الدماغ.
• التغذية الصحية: تبني نظام غذائي مضاد للالتهابات، مثل النظام الغذائي المتوسطي القائم على الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
• التحكم في التوتر: تجنب ارتفاع مستويات الكورتيزول الذي قد يسبب تلف الدماغ.
• التمارين الرياضية: ممارسة النشاط البدني بانتظام، مثل 150 دقيقة من النشاط المتوسط أسبوعيًا، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة العامة.
إن تبني هذه الأساليب الوقائية، جنبًا إلى جنب مع الفحوصات الطبية المنتظمة، قد يسهم في الحد من انتشار الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل الخرف، ويعزز جودة الحياة مع التقدم في العمر.