روايات متضاربة حول كيفية اغتيال "الضيف"
تعددت الروايات الإسرائيلية حول طريقة اغتيال قائد كتائب القسام "محمد الضيف" الشهر الماضي قرب خانيونس، وقد تداولت المواقع الاسرائيلية عدة سيناريوهات كان آخرها الحديث عن قوة مستعربين تنكروا بلباس عربي، وسبقها حديث عن اعترافات عميل بكتائب القسام كان يعمل ساعيا للبريد بين أفرع قيادات القسام في جنوب قطاع غزة.
وفيما يلي نستعرض لكم الروايتان الصهيونيتان بشأن عملية اغتيال "الضيف" الذي مازالت حركة حماس ترفض تأكيد مصيره.
الرواية الأولى وكلاء موساد تنكروا بهيئة متسولين وراقبوا محمد الضيف:
أفاد موقع "جويش كرونيكال" أمس الثلاثاء أن مصادر أمنية كشفت تفاصيل جديدة حول اغتيال الرجل الثاني في حركة حماس محمد الضيف. وبحسب التقرير، تنكر عملاء الموساد في هيئة متسولين وبائعي خضراوات في السوق وساعدوا في تعقب الضيف حتى اغتياله.
وعمليا، يُزعم في التقرير أن أساس العملية بدأ مع اكتشاف إسرائيل أن محمد الضيف توقف عن اتباع بروتوكولاته الأمنية الخاصة، مما جعله أكثر عرضة للاستهداف، وبعد تلقي معلومات موثوقة من المتعاونين المحليين ومن وحدات المستعربين الإسرائيلية السرية، عرفوا بتوقيت زيارة "الضيف" المحتملة القادمة إلى المنطقة الإستراتيجية، وفي هذه المرحلة، بدأ الجيش الإسرائيلي بالتخطيط لاغتياله.
"الضيف"، الذي اتبع احتياطات أمنية مشددة لمدة 30 عامًا، توقف عن القيام بذلك بشكل غامض وبدأ في الإقامة في نفس المبنى السكني الذي يقع غرب خان يونس لفترات طويلة.
وبحسب ما ورد في التقرير فإن فريق المستعربين التابع لوحدة "دوفدفان" وصل إلى المنطقة وبدأ بالاندماج مع السكان المحليين، وتظاهر بعض المقاتلين بأنهم موظفون في أونروا جاءوا لتقديم المساعدة وتظاهر جزء آخر بأنهم شخصيات دينية إسلامية.
كما ورد أن اثنين من الوكلاء السريين كانا متمركزين بالقرب من منزله، وكانت مسؤوليتهم هي تسجيل وقت وصول "الضيف" إلى المنزل، حيث تنكر أحدهم في هيئة بائع بكشك للخضار، وأقام كشكاً أمام المدخل الرئيسي للمبنى، حيث كان من المتوقع أن يدخل الضيف من هناك، وكان العميل الثاني يجلس بالقرب من نفس المدخل، متنكراً في زي رجل عجوز ويرتدي ملابس رثة ويبدو وكأنه عجوز متسول.
وبعد عدة ساعات متوترة في إسرائيل وبين القوات الميدانية، شوهد "الضيف" أخيرا يدخل المبنى، فأُعطيت الإشارة واتجهت القوات البرية باتجاه البحر للهروب من القطاع. ثم التقطتهم سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية دون إثارة الشكوك.
وبعد خمس دقائق، بدأت طائرتان بشن هجمات على الهدف، حيث أصابت الطائرة الأولى المبنى ودمرته بالكامل.
الرواية الثانية: ساعي بريد من القسام وراء اغتيال محمد الضيف
قالت مصادر مطلعة عن تحقيقات أجرتها حماس، إن ناقل الرسائل من مسؤول لواء رفح بالقسام كشف مكان الضيف وأبلغ عميلا من عائلة كبيرة عن اجتماع الضيف وسلامة فتم اغتيالهما فورا.
وأشارت المصادر إلى أن ساعي البريد كشف مكان العديد من المسؤولين في حركة حماس، واعترف بأن إسرائيل عرضت عليه صورة، فأكد مشاهدة صاحبها يتردد على المنطقة، في إشارة إلى "الضيف".
ساعي البريد الفسطيني المتهم بالعمالة لإسرائيل سلم خرائط عن أنفاق في رفح، ومصدر معلومات ساعي البريد كان منبعها الرسائل التي ينقلها من "محمد شبانة" مسؤول لواء رفح في حماس.
وفيما تستمر الروايات بشأن اغتيال "ألضيف" تتمسك حركة حماس بموقفها برفض الكشف عن مصيره حتى اللحظة.