غزة- خبر24- هدية الغول

خلال اسبوع واحد حصدت المصورة الصحفية من قطاع غزة سمر ابو العوف جائزتين متتاليتين، عن قصص تروي حكايا النساء في القطاع المحاصر، جائزتان تضافان الى مجموعة جوائز في المجال الصحفي تحصل عليهم ابو العوف لتثري تاريخها المهني بمزيد من الإنجازات.

سمر، واحدة من بين عشرات المصورات الصحفيات اللاتي استطعن أن يشققن طريقهن في مهنة كانت تعتبر حكرا على  الرجال، حصلت على المركز الأول في المسابقة التي أعلنت عنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر  للعام 2020 "الأمل في ظلال الجائحة"، والتي تسلط الضوء على التغيرات التي أحدثها انتشار فيروس "كوفيد-19" على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفازت بجائزة أخرى لأفضل قصة مصورة بمسابقة "مركز الإعلام المجتمعي (CMC) لأفضل قصة مصورة" حول القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان.

وعن قصتها المصورة "ولادة"والتي تروي بالصور حكاية ولادة في "زمن الكورونا" تقول ابو العوف، ان حصولها على المركز الاول على مستوى فلسطين كان بمثابة تحدي لها في ظل انتشار فايروس كورونا في قطاع غزة، خاصة وأن القصة تحكي الأمل في ظل الجائحة.

وتقول: " كان اختياري لقصتي عن حياة ممرضة اثناء عملها داخل قسم "الولادة القيصرية" رغم الصعوبات والخوف من الفايروس، وكيف استمرت بعملها رغم انها أرملة وأم لثلاث فتيات صغيرات.

وراء كل قصة مصورة هدف، فـ "أبو العوف" ارادت  تسليط الضوء على شريحة الممرضين والأطباء بالقطاع الصحي واستمرارها بالعمل رغم الخطورة في كل مكان.

تحمل صور "ابو العوف" الكثير من معاني الانسانية والأمل والنجاح والتحديات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها كافة أبطال القصص في قطاع غزة.

لم يكن سهلا على ابو العوف ان تكون مصورة صحفية بين العديد من المصورين في مجتمع يعرف بأنه مجتمع ذكوري بامتياز، ولكن هذه المعيقات والتحديات تغلبت عليها المصورة الطموحة والتي اكدت بدورها: " أصبح هناك تقبل أكثر لعمل الفتيات من المجتمع، لكن الصعوبات في مجال العمل كبيرة من نقص للامكانيات، وصعوبة في توفر المعدات، وقلة فرص العمل، خاصة أنني مصورة أعمل بنظام القطعة"، مؤكدة أن علاقتها بالمصورين طيبة جدا ومبنية على الاحترام والمساعدة وتبادل الخبرات والأفكار والتعاون في العمل في الميدان.

أبرز التحديات التي تواجه ابو العوف والعشرات من مثيلاتها هي قلة فرص تسويق قصصها المصورة، بالإضافة لكيفية توفير المعدات ذات الأسعار المرتفعة، أما المعيقات فقد استطاعت تخطي عدم تقبل الناس والصحفيين لوجودها كعنصر نسوي في الميدان، وتقتحم مهنة ذكورية بالدرجة الاولى، بمثابرتها واصرارها على النجاح.

وتعمل سمر  ابو العوف مصورة صحفية في  مجال التصوير الصحفي منذ عشر سنوات كمصورة مستقلة "فريلانسر"، وغطت حربين على قطاع غزة عامي ٢٠١٢ و٢٠١٤، بالإضافة لتغطيتها لكافة الاحداث داخل القطاع وعلى الحدود.

 شاركت بالعديد من المعارض وحصلت على ما يقارب ١٥ جائزة محلية ودولية خلال السنوات الاخيرة، ابرزها جائزة "قطر الضوئية" و"جائزة رمضان في بلادي في الامارات" وجوائز اللجنة الدولية للصليب الاحمر وجائزة "كريمة عبود في بيت لحم" وجائزة "الاونروا" وجائزة "المصورات العربيات" والكثير من الجوائز الاخرى.